أحسست أن قلبي سيتوقف: لحظات من ضربة للجيش الإسرائيلي في بيروت

By العربية الآن

شهادات من موقع ضربة للجيش الإسرائيلي في بيروت

صور غيتي

في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، تعرض مبنى في قلب بيروت لضربة صاروخية، بعيداً عن المناطق التي تتركز فيها قوة حزب الله في الجنوب.

على عكس العديد من الضربات الأخرى التي استهدفت حزب الله في الأيام الأخيرة في ضواحي بيروت الجنوبية، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء مسبق.

وفقاً لوكالة الدفاع المدني المرتبطة بحزب الله، قُتل خمسة من الموظفين واثنان من المسعفين المتطوعين في منشأة صحية تقع في نفس المبنى. وبحسب السلطات اللبنانية، بلغ عدد القتلى الإجمالي تسعة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربة “استهدفت ممتلكات إرهابية تابعة لحزب الله”.

قامت فرق من BBC News بزيارة الموقع لمحاولة تجميع ما حدث.

شهادات الناجين

قال أحد الشهود للـBBC: “شعرت أن قلبي سيتوقف – كان ينبض بصوت عال جداً”.

سمع صوت الصاروخ وهو يصطدم بالمبنى المكون من 12 طابقاً في جميع أرجاء العاصمة اللبنانية، واستمر الدخان في التصاعد في السماء صباح اليوم التالي.

المبنى المستهدف يقع في منطقة بشورى، وهي منطقة سكنية بشكل كبير، وتبعد عدة أمتار فقط عن مبنى البرلمان اللبناني.

يبتعد المبنى أكثر من 4 كيلومترات (2.5 ميل) عن الضاحية، حيث يظهر حزب الله بشكل قوي، والتي كانت محط أنظار الضربات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة – بما في ذلك الضربة التي أدت إلى مقتل قائد الحزب حسن نصر الله الأسبوع الماضي.

نفذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في لبنان على مدار الأسبوع ونصف الماضيين بهدف تفكيك قيادة حزب الله وقدرته على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، وهو ما قامت به الجماعة المدعومة من إيران بشكل شبه يومي منذ أن شنت حماس، الحليف الفلسطيني، هجوماً دموياً على جنوب إسرائيل قبل نحو عام، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.

وقد سقط العشرات الآلاف ضحايا في القتال منذ ذلك الحين، غالبيتهم من الفلسطينيين في غزة، حيث استهدفت العديد من الضربات بيروت في الأيام الأخيرة. ووفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، توفي أكثر من 2000 شخص في لبنان.

في الطابق الثاني من مبنى بشورى، تحت عدة شقق، كانت هناك منشأة طبية تديرها لجنة الصحة الإسلامية، المرتبطة بحزب الله.

للجماعة شبكة خدمات واسعة تشمل الأسواق والمدارس. وتقدم الرعاية الطبية للأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الوجود القوي لحزب الله، حيث يعتمدون على مراكزها للعلاج والدواء والمسعفين.

استهدفت الضربة الصاروخية أحد هذه المراكز بعد منتصف الليل بقليل.

مشهد الانفجار وصدى الرعب

قال شهود عيان إن المنطقة كانت مزدحمة في ذلك الوقت وعندما دوى صوت الانفجار، بدأت الأطفال بالصراخ. كانت جهود إزالة الأنقاض لا تزال جارية عندما وصلت فرق BBC إلى موقع الحادث صباح يوم الخميس. وتبين أن معدات طبية مثل القفازات والأقنعة كانت مرئية وسط الأنقاض.

شهادات المتضررين من الانفجار

أخبر حسن عمار البالغ من العمر 82 عامًا، BBC أنه عاش في المبنى الذي تعرض للاصطدام لمدة 24 عامًا مع زوجته وابنتيه. وصف الخدمة الصحية الموجودة في مبناه بأنها “تساعد جميع اللبنانيين” و”تشبه الصليب الأحمر، ولكنها إسلامية”. وأضاف: “عندما سمعنا الضربة، ركضت أنا وزوجتي وابنتاي خارج المبنى، حيث كانت الشقة متضررة بشدة.” وتساءل: “هذه منشأة مدنية – لماذا يستهدفون منشأة مدنية؟”

ردود الأفعال الرسمية

لم يُصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا على الضربة التي وقعت في الباشورة لكنه أشار عدة مرات إلى أنه لا يستهدف البنية التحتية المدنية.

في صباح اليوم التالي، وصل أمين شري – نائب من حزب الله – إلى موقع الهجوم وسط حشد من الصحفيين. في عام 2019، تم تصنيفه كـ ممول للإرهاب من قِبل وزارة الخزانة الأمريكية، التي اتهمته بتهديد موظفي البنوك اللبنانيين وعائلاتهم بعد تجميد حسابات أحد أعضاء حزب الله.

التصعيد والخطاب السياسي

عقد شري مؤتمرًا صحفيًا عفويًا في موقع الضربة صباح يوم الخميس، واتهم الجيش الإسرائيلي بشن هجوم متعمد على المنشأة الطبية. وقال: “سنواصل هذه المقاومة والمواجهة، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا.” وخلال الصباح، ساد الفوضى خارج مركز الباشورة الطبي المدمر، مع شعور واضح بالغضب.

أحد الرجال قال: “بمجرد أن سمعنا الغارة الجوية، خرجنا من المبنى راكضين، وكانت الأطفال تصرخ، وأحيانًا تشعر أن قلبك سيتوقف.”

مركز طبي يواجه مصيرًا غامضًا

أصر شري على أن المركز الطبي كان يخدم العديد من المحليين وليس له وظيفة سياسية أو عسكرية. لم تتمكن BBC نيوز من الوصول إلى داخل المبنى المهجور. وأخبر السكان الذين عاشوا فوق المركز أنهم لا يعرفون أين سيذهبون تلك الليلة.

قال كمال، وهو مسعف في المركز، إن عدد الموظفين قد زيد مؤخرًا لأسباب تتعلق بالقتال. وأضاف: “لهذا السبب فإن معظم الضحايا كانوا من المسعفين.” بعض الذين قُتلوا كانوا نائمين عندما أصابتهم الصاروخ، كما قال.

الجانب الإنساني

لا تزال الفوضى تسود بين الضحايا والسكان الذين يعيشون حول موقع الانفجار، مع غياب الخيارات المتاحة لمساعدتهم في هذه الأوقات العصيبة.

تستمر جهود إزالة الأنقاض من الطرق المجاورة عندما وصلت فرق بي بي سي إلى الموقع

ردود فعل دولية على الضربة

أدان جوزيب بوريل، المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الضربة التي حدثت في بشورى، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي “استهدف مرة أخرى العاملين في قطاع الصحة”. وأضاف أن الضربة أدت إلى سقوط مدنيين في منطقة مكتظة بالسكان، ومنعت آخرين من الوصول إلى الرعاية الطارئة، واصفًا إياها بأنها انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

تأثير الضربة على العاملين في القطاع الصحي

وفي يوم الخميس، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مقتل 28 من العاملين في القطاع الصحي في لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن العديد منهم “لا يبلغون عن واجباتهم” بسبب إجبارهم على الفرار.

أسباب الضربات الإسرائيلية

تقول إسرائيل إنه من الضروري مواجهه حزب الله ليتمكن الناس في شمال البلاد من العودة إلى منازلهم.

تقرير إضافي بواسطة شون سيدون وكارين حوربي

الشرق الأوسط
إسرائيل
حزب الله
لبنان

رابط المصدر

قد يعجبك ايضا

صحافة عالمية

أقرأ أيضا

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version