أزمة الثقة في العمل الإسلامي: تجلياتها وتأثيراتها

Photo of author

By العربية الآن

أزمة الثقة وتجلياتها في العمل الإسلامي

في أوقات الأزمات الكبرى، نحتاج إلى عقول وقلوب كبيرة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ينطبق بشكل خاص على العمل الإسلامي الذي أصبح في طليعة التصدي للأزمات المختلفة. وعلى الرغم من أهمية العمل المشترك، فإن العقبة الرئيسية تكمن في فقدان الثقة بين مكونات العمل الإسلامي.

فقدان الثقة وأثره على العمل الإسلامي

تشعر العديد من مكونات العمل الإسلامي بأنها تتنافس أكثر مع بعضها مما تتنافس مع القوى غير الإسلامية، وهو ما يجد تفسيره في أزمة الثقة بين هذه المكونات.

ثقافة التقية في الخطاب والممارسة

تجعل هذه الثقافة من أسهل الأمور التحالف مع خصوم الأيديولوجيا بدلاً من تعزيز العمل مع الفرق الإسلامية المتنافسة. إذًا، قد يتسائل الكثيرون عن جدوى المحاولات المستمرة لبناء جسور للتواصل في ظل هذه الظروف الصعبة.

## أزمة الثقة في العمل الإسلامي

تعتبر أزمة الثقة among مكونات العمل الإسلامي من القضايا البارزة. من سمات هذه الأزمة وجود نوعين من الخطاب، الأول هو الخطاب الخارجي الذي يتوجه إلى المكونات الأخرى، حيث يُرفع صوت الدعوة لوحدة الصف وجمع الكلمة، وهذا الخطاب يتميز بالموضوعية والسمو. بينما الثاني هو الخطاب الداخلي الموجه لأفراد المكون نفسه، والذي يحمل رسالة تُعبّر عن أنهم هم أهل الحق والفرقة الناجية.

التأثيرات السلبية للخطابين

يُعاقب الخطاب الداخلي على استقصاء الأخطاء في المكونات الأخرى، مما يؤدي إلى شعور أفراد المكون بأن الخلاف هو الأصل، ويجعلهم يعززوا فكرة أن التعاون مع المكونات الإسلامية الأخرى ليس مجدياً. هذه الفكرة تؤدي بدورها إلى تقليل أهمية اللقاءات مع قيادات المكونات الأخرى، حيث يُنظر إليها على أنها مجاملات لا أكثر، مما يؤدي إلى ضعف الروح الأخوية التي يجب أن تجمعهم.

الحاجة إلى خطاب موحد

تظهر الحاجة الماسة لتطوير خطاب إسلامي متماسك وصادق، ينطلق من مفاهيم الأخوة الإسلامية ويشمل جميع المسلمين. يجب أن يركز هذا الخطاب على أهمية العمل الجماعي وأن يرفع من ثقافة التعاون بين مختلف المكونات.

أهمية الأنشطة السلوكية

إلى جانب التحسين الفكري، يجب القيام بنشاطات تفاعلية تجعل أبناء المكونات المختلفة يتواصلون بشكل مباشر. التواصل الشخصي بين الأفراد يمكن أن يكسر الحواجز النفسية ويعزز التفاهم المتبادل. مثل هذه الأنشطة، التي تجمع الشباب في بيئات غير رسمية، يمكن أن تساعد في إعادة بناء الثقة بينهم.

ملخص للمسار المطلوب

إن الجمع بين الفكر والسلوك سيؤدي إلى إزالة العقبات وتحقيق الوحدة المطلوبة. ولكن يجب أن نتذكر أن استعادة الثقة ليست بالكلمة السهلة، بل تتطلب جهداً مستمراً ووعياً من جميع المعنيين.

فاذاَ واصل المصلحون جهودهم بعزيمة ورغبة في تجاوز الفجوات الحالية، فإن تحقيق الثقة بين مكونات العمل الإسلامي قد يصبح واقعاً قريباً.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.