تم حجب حساب الإعلامي المصري باسم يوسف على منصة “إكس” بعد نشره تغريدة تضمنت دعماً للفلسطينيين وانتقاداً لإسرائيل. وجاء إيقاف الحساب الذي يتابعه 11.7 مليون شخص بعد ساعات من دعوته إلى عدم الخوف من الصهاينة.

وادعى متابعون أن الحساب تعرض لحملة شديدة من مؤيدي إسرائيل الذين اتهموه بمعاداة السامية، مما أدى إلى إغلاق حسابه.

أول تعليق من باسم يوسف

بعد بضع ساعات من إغلاق حسابه، ظهرت مجموعة من الحسابات التي تحمل اسم باسم يوسف بصورة مختلفة، ومع ذلك، أكد الإعلامي، الذي يحمل الجنسية الأميركية، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك أنه “لا يعرف حتى الآن ما إذا كان حسابه على منصة إكس سيعود أم لا، ومتى سيعود؟”.

كما أضاف أنه متواجد عبر حسابيه الرسميين على فيسبوك وإنستغرام، وأن أي حساب يتحدث باسمه حالياً على “إكس” هو حساب مزيف، مشيراً إلى أنه لا يرغب في إصدار بيانات صحفية أو إجراء مقابلات إعلامية في الوقت الحالي.

في منشور آخر على فيسبوك، تساءل يوسف “ما مدى هشاشة وطفولية هؤلاء الناس؟”، مرفقًا صورة لتغريدة نشرها حساب رسمي يحمل اسم إسرائيل يحتفل بحذف حسابه.

وفي رسالة سابقة، كتب “متى تعرف أنك تغضب الصهاينة؟ عندما يبكون ويتشتمونك، وكل ما يمكنهم فعله هو صرخة الذئب.. يستخدمون كلمة معاداة السامية في كل شيء لأنه ليس لديهم أي شيء آخر يقولونه. اذهب وألقِ باللوم على شخص آخر. أساليبك أصبحت قديمة ومملة”.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عبر يوسف عن دعمه للفلسطينيين وانتقد السياسات الإسرائيلية عبر برامج عالمية معروفة، ومن أبرز تلك البرامج ما يلي:

• ظهر يوسف كضيف في برنامج “بيرس موراغان آنسينسرد” (Piers Morgan Uncensored) الذي يقدمه الصحافي البريطاني بيرس مورغان، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث ناقش الوضع في غزة وانتقد الهجمات الإسرائيلية بنبرة لاذعة. وقد حققت تلك الحلقة 22 مليون مشاهدة على حساب بيرس مورغان على يوتيوب، وكانت الأكثر مشاهدة بحسب ما ذكره الإعلامي البريطاني.
• جاء ظهوره الثاني في حلقة أخرى من البرنامج نفسه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث استمر في تناول تاريخ القضية الفلسطينية وبيان معاناة أهالي قطاع غزة، وحقق اللقاء مشاهدات تجاوزت 11 مليون مشاهدة عبر الحساب الرسمي لمورغان على يوتيوب.
• أيضًا، ظهر يوسف مع المذيعة كريستيان أمانبور من شبكة “سي إن إن” الأميركية في 6 أبريل/نيسان الماضي، متحدثًا عن تجاهل العالم للمجازر الإسرائيلية في غزة. وأوضح خلال اللقاء “الغضب من قتل 7 عمال أجانب في غزة أكبر من الغضب من قتل 30 ألف فلسطيني”. وأضاف “إذا قُتل 300 ألف فلسطيني غداً، فلن يهتم أحد. الأرقام لا تعني شيئاً.. لأنهم لا ينظرون إلى الفلسطينيين كبشر متساوين”.

رسالة باسم يوسف إلى إيلون ماسك

منذ أشهر، يتناول يوسف معاناة الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي 25 أبريل/نيسان الماضي، انتقد إيلون ماسك -مالك منصة “إكس”- لأنه “قام بإعادة نشر أكاذيب” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتبنى نفس الموقف العدائي تجاه الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في العديد من الجامعات الأميركية.

ولجأ يوسف إلى المنصة نفسها ليعبر عن انتقاده للملياردير الأميركي بعدما أعاد نشر منشور نتنياهو، الذي وصف فيه الاحتجاجات بأنها “معادية للسامية” واعتبرها مشابهة للاحتجاجات الطلابية ضد اليهود في ألمانيا في الثلاثينيات.

وقال يوسف في تغريدته “أعلم أنك مشغول بإعادة نشر تغريدات بيبي التي تعطي الأوامر للمسؤولين الأميركيين بالدخول واعتقال الطلاب الأميركيين.. أعلم أنك خضعت عندما ركعت وزرت إسرائيل دون أن تعترف حتى بما يحدث على بعد مئات الأمتار في غزة. ولكن هذه مهمة سهلة بالنسبة لك”.

وأضاف في التغريدة “بدلاً من إعادة نشر أكاذيب قاتل جماعي، لماذا لا تذهب إلى الجامعات بنفسك وترى الطلاب اليهود يقفون متضامنين ضد قتل البشر. أو أرسل روبوتاً يعمل بالذكاء الاصطناعي أو شيئاً من هذا القبيل. ربما سيكون لديه إنسانية أكثر منك”.

وفي منشور آخر، شارك الإعلامي المصري مقطع فيديو من جامعة هارفارد الأميركية الشهيرة، يُظهر عدد من الطلاب المتظاهرين المؤيدين لفلسطين وهم يهربون من إطلاق النار من قبل الشرطة، وعلق “أنا متأكد من أن هذا الجيل سيكبر ليكون مغرمًا جدا بإسرائيل.. يمكنك اعتقال الطلاب، وحظر تيك توك، ويمكنك شراء أغنى رجل في العالم (نعم أنت إيلون ماسك)، لكن هذه التمثيلية انتهت (..) إسرائيل ظهرت على حقيقتها، كيانا قاتلا وعنصريا وكاذبا”.

يُذكر أن باسم يوسف هو خريج كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث عمل جراح قلب لمدة 13 عامًا، لكنه أصبح مشهورًا في مصر والعالم العربي بعد أن حققت مقاطع فيديو سياسية ساخرة كانت يُبث عبر موقع يوتيوب ملايين المتابعات والمشاهدات.

تحول في فترة قصيرة إلى أحد أبرز الإعلاميين الكوميديين في مصر خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

بدأ الطبيب بالعمل في قناة تلفزيونية خاصة قبل أن يضطر إلى مغادرة البلاد إلى الولايات المتحدة في عام 2015.