البروتين والكيراتين: هل صالونات التجميل تخدعنا بفرد الشعر؟

Photo of author

By العربية الآن

البروتين والكيراتين.. هل توهمنا صالونات التجميل بمنتجات فرد الشعر؟

العناية بالشعر، الصحة، الجمال، تقصف الشعر، مفهوم الإعلان. صورة مقربة لفتاة حزينة، تفكر، تمسك بشعرها، ضفائر، ت poses خلفية داكنة. نص فارغ، مساحة فارغة للنص
الكيراتين الطبيعي وحده لا يكفي لفرد الشعر المجعد دائماً، بل يتطلب مزجه بمواد كيميائية لتحقيق هذا الهدف (شترستوك)

تتزايد شعبية منتجات العناية بالشعر، مثل البروتين والكولاجين والكيراتين، بين الكثير من النساء اللواتي يسعين للتحصل على شعر ناعم ولامع. تُعتبر هذه المواد حلولًا طويلة الأمد لمشكلات الشعر المجعد والمتضرر. وعلى الرغم من ترويج الكثير من العلامات التجارية لمنتجاتها على أنها خالية من الفورمالدهيد، تزايدت المخاوف بشأن تأثيراتها الصحية.

في الآونة الأخيرة، أصدرت وزارة الصحة التونسية تحذيرًا حول المخاطر الصحية المرتبطة ببعض منتجات فرد الشعر البرازيلية التي تحتوي على حمض الغليوكسيليك. وقد أكدت الوكالة الوطنية لتقييم المخاطر أن هذه المنتجات قد تؤدي إلى الفشل الكلوي والتسمم، وهو ما أكدته أيضًا المركز الوطني لليقظة الدوائية والجمعية التونسية لأمراض الكلى.

عرفت الوزارة أن هذه المواد قد تسبب تهيجات في الجهاز التنفسي، والسعال، وضيق التنفس، إضافة إلى تهيجات جلدية وعينية عند التلامس المباشر، فضلًا عن احتمال الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي والجلد بسبب الاستخدام المتكرر.

أنواع المواد المعالجة للشعر

تتعدد المسميات التي تروّج لها صالونات التجميل حول منتجات فرد الشعر مثل الكيراتين، بروتين، كولاجين، وبرامج معالجة الشعر. يدّعي البعض أنها مكونات طبيعية ينتجها الجسم يوميًا، مشيرين إلى أن إضافتها على الشعر تعالج التقصف والتجعد. فهل هذه المعلومات صحيحة؟

الكيراتين: هو بروتين طبيعي موجود في الشعر والأظافر والجلد، يعطي الشعر قوته ومرونته. يُعتقد أن الكيراتين المعدل تجاريًا يُستخدم لإصلاح خصلات الشعر التالفة وإعطائه مظهرًا أملس ولامع. ومع ذلك، لا يستطيع الكيراتين الطبيعي وحده فرد الشعر المجعد على نحو دائم، بل يحتاج إلى مواد كيميائية لتحقيق ذلك.

البروتين: يُستخدم لتعزيز قوة الشعر عبر إمداده بالأحماض الأمينية والعناصر الغذائية، مما يحسن بنية الشعر ويجعل الجذور أكثر متانة. ورغم أن البروتين الطبيعي يُعزز من قوة الشعر، إلا أن النتائج طويلة الأمد غالبًا تتطلب إضافة مكونات كيميائية لتحقيق تأثير الفرد الواضح، حيث إن البروتين وحده ليس كافياً لفرد الشعر بالكامل.

الكولاجين: هو بروتين يُستخدم لتحسين مرونة ولمعان الشعر، ويُعتبر أنه يعزز قوة الشعر مما يُقلل من تساقطه. لكنه لا يوفر نتائج ملحوظة في الفرد، إذ يساعد فقط في تحسين حالة الشعر الخارجية وإضافة لمعة صحية، وفقًا لمجلة الأمراض الجلدية والتجميلية.

فوائد الذهاب الى صالون التجميل (بيكسباي)
تروّج صالونات التجميل للكيراتين والبروتين كمنتجات طبيعية لفرد الشعر (بيكسباي)

أضرار المواد المعالجة للشعر

رغم أن العديد من هذه المنتجات تُدار بأنها خالية من الفورمالدهيد، إلا أن بعضها قد يحتوي على مواد تتحول إلى الفورمالدهيد عند تعرضها للحرارة. ومن الأضرار المحتملة لهذه المواد الكيميائية:

أضرار صحية للشعر

أضرار استخدام مواد فرد الشعر

  • تلف الشعر: الاستخدام المتكرر لمواد فرد الشعر يعرض الشعر للتلف، حيث يمكن أن تسبب المواد الكيميائية ضعف بنية الشعر وتقصفه. وفقًا لدراسة حديثة المعتمدة من المعاهد الأميركية الوطنية للصحة، تؤدي هذه المواد إلى كسر الروابط الطبيعية في الشعر.
  • التجعد الدائم: الاستعمال المستمر لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دائمة في هيكلة الشعر، مما يجعله عرضة للتجعد والتكسر بعد التوقف عن استخدامها.
  • التساقط: على المدى الطويل، قد تؤدي المواد الكيميائية إلى تأثيرات سلبية على بصيلات الشعر، مما يزيد من احتمال تساقط الشعر.
  • أضرار صحية عامة:
  • تهيج الجهاز التنفسي: يعد الفورمالديهايد مادة مهيجة قد تسبب سعالًا وضيقًا في التنفس، خصوصًا للعاملين في مجال التجميل، كما أوردت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.
  • تهيج الجلد: من الممكن أن تسبب هذه المنتجات حروقًا وتهيُّجًا في فروة الرأس.
  • مخاطر السرطان: exposure to formaldehyde over time may increase the risk of developing certain types of cancer.

تأثير مواد فرد الشعر على الحوامل

تعاني النساء الحوامل من مخاطر أكبر نتيجة استخدام منتجات فرد الشعر، حيث تؤثر المواد الكيميائية سلبًا على الجنين. ومن أبرز هذه المخاطر:

  • الحساسية التنفسية: قد تعاني الحوامل من زيادة في الحساسية التنفسية بسبب الفورمالديهايد الموجود في بعض هذه المنتجات، وفقًا للجمعية الأميركية للحمل.
  • تهيج الجلد وزيادة الحساسية: يصبح الجلد خلال الحمل أكثر عرضة للتهيج، مما يزيد من حساسية الحوامل للعلاجات الكيميائية.
  • العيوب الخلقية للجنين: التعرض للفورمالديهايد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد يؤدي إلى زيادة خطر حدوث تشوهات خلقية.
  • التأثير على نمو الجنين: استنشاق المواد الكيميائية في مراحل الحمل المتقدمة قد يؤثر سلبًا على نمو الجنين.

تعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل الأكثر حساسية لتعرض الجنين للمواد الكيميائية، لذا يُفضل تجنب التعرض للفورمالديهايد خلال هذه الفترة. كما يجب أخذ الحيطة في الأشهر الأخيرة لتفادي أي تأثيرات تنفسية على الأم.

بدائل آمنة

يوجد العديد من البدائل الطبيعية التي يمكن استخدامها للعناية بالشعر دون المخاطرة بالصحة:

  • زيت الأرغان: يعمل على ترطيب الشعر وتحسين مرونته ويمنح الشعر مظهرًا صحيًا ولامعًا دون الحاجة لاستخدام المواد الكيميائية.
  • زيت جوز الهند: يعزز صحة فروة الرأس ويرطب الشعر بشكل طبيعي.
  • قناع البيض والعسل: يقوي الشعر ويزيد من لمعانه، ويعتبر خيارًا طبيعيًا وآمنًا.
  • قناع الزبادي وزيت الزيتون: يساعد على تنعيم الشعر وترطيب فروة الرأس.

منتجات عضوية: يمكن إيجاد منتجات عضوية تحتوي على مكونات طبيعية بالكامل مثل الألوفيرا وزيت الجوجوبا والبروتينات النباتية، وهي خالية من المواد الكيميائية الضارة.

بالرغم من أن منتجات معالجة الشعر مثل البروتين والكولاجين والكيراتين أصبحت شائعة، إلا أن المخاطر الصحية المرتبطة باستخدامها تجعل من الضروري توخي الحذر. تُفضل النساء الحوامل استخدام البدائل الطبيعية والعضوية لتجنب أي مخاطر صحية.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.