الثالوث الرياضي: مشاكل تسببها التمارين والحمية القاسية للنساء
3 اضطرابات صحية
في تجارب عديدة، مثل تجربة ميريديث فوغل من لونغ آيلاند، فإن الجهد الكبير دون توفير الطاقة الكافية للجسم قد يؤدي إلى آثار سلبية. عانت فوغل من انقطاع الدورة الشهرية على الرغم من أنها كانت تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، وكشفت الفحوصات عن عوامل صحية مقلقة.
تتضمن الاضطرابات الثلاثة التي يشير إليها الثالوث الرياضي ما يلي:
- عدم توافر الطاقة الكافية: بسبب العادات الغذائية غير الصحية وممارسة التمارين بشكل مفرط، مما يؤدي إلى نقص الطاقة اللازمة لعمل الجسم بشكل سليم.
- اختلال الدورة الشهرية: يؤثر سوء التغذية وانخفاض السعرات الحرارية المأخوذة على توازن الهرمونات، مما يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث.
- انخفاض كثافة المعادن في العظام: يسبب اضطراب الدورة الشهرية وسوء التغذية تراجع بناء العظام، مما يزيد من مخاطر الكسور وهشاشة العظام.
تعد هذه الاضطرابات معقدة، وقد وُصفت أول مرة في عام 1992 من قبل الكلية الأميركية للطب الرياضي، خاصة لدى المراهقات اللاتي يفرطن في ممارسة الرياضة.
سبب حدوث هذا الاضطراب
لا تعتبر التمارين الرياضية بحد ذاتها سببًا في توقف الدورة الشهرية، بل يتسبب عدم التوازن بين الطاقة المكتسبة والمستهلكة في هذه المشكلة. يؤدي هذا النقص إلى إجهاد الجسم وإبطاء وظائفه الحيوية، مما يجعل من الضروري أن تفهم النساء مخاطر الإفراط في ممارسة الرياضة دون تناول الغذاء المناسب.
تأثير تقليل السعرات الحرارية على الدورة الشهرية
تفيد دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا، نُشرت في عام 2015، أن تقليل السعرات الحرارية بمعدل يتراوح بين 470 و810 سعرات حرارية يومياً، بشكل يحرم الجسم من تلبية احتياجاته الأساسية، قد يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية بعد ثلاث دورات شهرية فقط. ويقوم الجسم في هذه الحالة بتوفير الطاقة وعدم استهلاكها في عمليات يعتبرها غير ضرورية، مثل التبويض والنمو، مما يؤدي إلى تقليل إفرازات الهرمونات الخاصة بذلك.
العلاقة بين انقطاع الطمث وهشاشة العظام
يترافق انقطاع الطمث أيضاً مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، مما قد يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بهشاشة العظام. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الكالسيوم وفيتامين (د) قد يسهم في تراجع كثافة العظام.
برنامج علاج ثالوث الأنثى الرياضية
يعتبر علاج اضطراب ثالوث الأنثى الرياضية من الأمور المعقدة، حيث يتطلب تشخيصه وعلاجه فريقاً متعدد التخصصات، يضم متخصصين في الرعاية الصحية، مدربين، وأفراد من أسرة المصابة. يهدف هذا العلاج إلى استعادة الدورة الشهرية إلى طبيعتها، ودعم مستويات الطاقة، وزيادة كثافة المعادن في العظام.
الانتباه لعلامات الخلل
من الضروري أن تكون الفتاة الرياضية واعية لتأثيرات التدريب على جسمها. في حالة فقدان فترات الحيض، أو حدوث انخفاض كبير في نسبة الدهون في الجسم، أو التعرض لكسر إجهادي أثناء التمارين، ينبغي عليها التوجه إلى طبيب مختص فوراً. كما يجب التأكد من زيادة مدخول الكالسيوم، إما عن طريق الغذاء أو المكملات، مع تناول كميات كافية من السعرات الحرارية للحفاظ على نسبة الدهون المناسبة في الجسم وصحة العظام.
