النسبة الذهبية في التجميل: سر الجمال أو حيلة تسويقية؟

By العربية الآن

النسبة الذهبية في عالم التجميل.. جمال مثالي أم خدعة تسويقية؟

دوحة، قطر - 26 أكتوبر: بيلا حديد تحضر حفل توزيع جوائز Fashion Trust Arabia Prize 2022 في المتحف الوطني القطري في 26 أكتوبر 2022 في الدوحة، قطر. (Photo by David M. Benett/Dave Benett/Getty Images for Fashion Trust Arabia)
أطباء التجميل يؤكدون أن وجه بيلا حديد يحقق النسبة الذهبية بمعدل 94.35% (غيتي إيميجز)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
يروج العديد من أطباء التجميل لما يعرف بـ “النسبة الذهبية” حيث يقومون بتشكيل ملامح الوجه بناءً على هذه النسبة الرياضية، والتي يُعتقد أنها تضفي جاذبية أكبر وتحقق جمالًا أقرب إلى “الكمال”. ويستند الأطباء في ذلك إلى التناسق الجمالي الذي تعكسه النسبة الذهبية في الفنون ومعمار الحضارات القديمة. ولكن، هل يمكن للعمليات الجراحية التي تعتمد على هذه النسبة أن تمنحك جمالًا “مثاليًا” فعلاً؟

ما هي النسبة الذهبية؟

النسبة الذهبية تُعرَّف كرقم رياضي يُعتبر رمزاً للجمال والتناغم، حيث تُستخدم في مجالات الهندسة المعمارية والفنون. يمكن حساب هذه النسبة بكل بساطة، ففي حال قمنا بتقسيم خط إلى جزئين، يخضع لتحقيق النسبة gold إذا كانت نسبة الجزء الأكبر إلى الجزء الأصغر تساوي نسبة طول الخط الكامل إلى الجزء الأكبر، وتقدر قيمة هذه النسبة بحوالي 1.618، مما يجعلها تُعرف أيضًا بـ “النسبة الإلهية” أو “التناسب الذهبي”، ويرمز إليها بالحرف اليوناني Ф (فاي).

رغم أن مصطلح “النسبة الذهبية” حديث نسبيًا، حيث استُخدِم ابتداءً من القرن التاسع عشر، فقد استخدمه الرياضيون والفلاسفة اليونانيون القدماء بكثرة دون تسميته بذلك. مثلاً، اعتقد فيثاغورس في القرن السادس قبل الميلاد أن الأعداد والنسب هي الأساس لكل شيء، وأن الجمال يعبر عن نفسه من خلال التناسب المتناغم، بما في ذلك النسبة الذهبية. قدم إقليدس في كتابه “العناصر” وصفًا دقيقًا للنسبة التي تساوي 1.618، مؤكدًا أنها الأساس لفهم التناغم الهندسي.

استخدامات النسبة الذهبية

تظهر النسبة الذهبية بشكل واضح في الطبيعة، مما جعل البعض يسميها “النسبة الإلهية”. على سبيل المثال، نجد أنها تتواجد في ترتيب الأوراق على النباتات، وكذلك في نماذج طبيعية مثل الأصداف وبعض الحيوانات.

أطباء التجميل يروجون للنسبة الذهبية على أنها الوسيلة الفضلى للحصول على وجه جميل بشكل مثالي (وكالة الأناضول)

كما أن استخدام النسبة الذهبية في العمليات التجميلية يثير جدلاً حول جدوى هذا النهج للإحساس بالجمال المثالي، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الجراحة والتأثيرات النفسية المحتملة عليها.### النسبة الذهبية بين الجمال والتناسق

يظهر التناسب الذهبي في جسم الإنسان، حيث توجد نسب معينة تحقق هذه القيمة، مثل العلاقة بين طول الذراع إلى اليد، بالإضافة إلى أطوال أجزاء مختلفة من الوجه. تُستخدم هذه النسبة بشكل شائع في الفنون والتصميمات الهندسية لتحقيق نتائج متناسقة وجذابة، وقد اعتمدها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في أعماله الشهيرة مثل “الرجل الفيتروفي” و”الموناليزا”. كما تم تطبيقها في العديد من التصاميم المعمارية البارزة، وخاصة معبد “البارثينون” الشهير في أثينا.

النسبة الذهبية في عالم التجميل

شهد القرن الحادي والعشرون توسعاً في استخدام النسبة الذهبية ليشمل أطباء التجميل، حيث يروجون لها كأفضل وسيلة للحصول على وجه مثالي جميل، لما تحدثه من تناغم في الملامح. يستخدم أطباء التجميل النسبة الذهبية لتحديد المسافات المثالية بين العينين، وطول الوجه، ورسم الملامح بحيث تحقق ابعاد معينة، مثل نسبة عرض الجبهة إلى عرض الوجه.

تعتبر جراحة الأنف التجميلية من أبرز العمليات التي تعتمد على هذه النسبة، حيث تحدد الطول والعرض الأنسب للأنف مقارنة بملامح الوجه الأخرى. كما تُستخدم لتحديد حجم الشفاه وشكلها ونقاط حقن الفيلر أو البوتوكس لتعزيز التنسيق بين ملامح الوجه، بالإضافة إلى تحديد شكل خط الفك وعمق الذقن.

الجمال كمفهوم معقد

على الرغم من الانتشار الكبير للنسبة الذهبية في عالم التجميل، يعتقد العديد من الأشخاص أنها مجرد خدعة تسويقية تدفع النساء لإنفاق مبالغ ضخمة في سبيل الوصول إلى الكمال. في دراسة شملت وجوه الفائزات بمسابقات الجمال بين عامي 2001 و2015، تبين أن معظمهن لا يحققن النسبة الذهبية.

كذلك، أظهرت تجارب تعديل الصور لبعض النجمات، مثل أنجلينا جولي وريهانا، أن تطبيق النسبة الذهبية قد يفسد جمالهن الطبيعي، مُظهرةً أن هناك عدم توازن بين الأبعاد الرياضية والجمال الطبيعي.

من الناحية الفلسفية، يُعتبر الجمال مفهوماً معقداً يتجاوز الأبعاد الرياضية، حيث يرتبط بالتفضيلات الثقافية والشخصية. وجود أنماط متباينة من الوجوه يعكس تنوعاً جميلاً لا يمكن تحديده إلا من خلال الاعتراف بجمال كل فرد على حدة.

إذًا، فكرة الوصول للجمال المثالي من خلال النسبة الذهبية تتعارض مع طبيعة هذه النسبة ذاتها، التي تشير وفقاً لأرسطو إلى الاعتدال، مما يعني أن الجمال الطبيعي ليس هدفًا يمكن تحقيقه من خلال الإجراءات الجراحية.

المصدر: الجزيرة


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version