اتخذت لهند خطوة بارزة لتوسيع علاقاتها التجارية في آسيا الوسطى من خلال توقيع اتفاقية طويلة الأجل لتشغيل مرفأ تشابهار الإستراتيجي في إيران.

وبحسب بلومبيرغ، قام وزير الموانئ والشحن الهندي سارباناندا سونوال بالتوقيع على الاتفاق الذي يهدف إلى تعزيز مكانة لهند في سلسلة التوريد العالمية والقطاع البحري في طهران.

وكشفت السفارة الهندية في إيران عبر تغريدة على منصة “إكس” أن لهند ستقدم أيضاً قرضًا بقيمة 250 مليون دولار لتطوير محطة في المرفأ.

وتحل الاتفاقية -ومدتها 10 سنوات- محل الاتفاقية الأولية لعام 2016 التي تم تجديدها سنوياً وركزت على عمليات لهند في محطة “الشهيد بهشتي” داخل مرفأ تشابهار.

وعلق الوزيرتحدث سونوال عن أهمية الاتفاقية، مشددًا على أنها لا تعزز فقط العلاقات بين دولتين عظيمتين، بل تضع أيضًا خُطى الهند الراسخة في سلسلة التوريد العالمية والقطاع البحري.

أكد أن ميناء تشابهار هو بوابة حيوية تُسهل وصول البضائع الهندية إلى أسواق أفغانستان ووسط آسيا عبر ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، والذي يتم تطويره مع إيران وروسيا ويتجاوز باكستان، كما نقلت بلومبيرغ.

ووفقًا لوكالة الأنباء، من المتوقع أن تمهد الاتفاقية الجديدة الطريق لإجراء مزيد من الاستثمارات الهامة في الميناء، وذكر وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار خلال مؤتمر في مومباي.

وشدد جيشانكار على تعقيد الاستثمار في الميناء بدون اتفاقية طويلة الأمد، وتوقع تعزيز الروابط الناشئة من ميناء تشابهار.

التعاون

التعاون بين إيران والهند في هذا الميناء الاستراتيجي يعود إلى عام 2003، عندما زار الرئيس الإيراني الحالي محمد خاتمي الهند. منذ ذلك الحين، واجه المشروع تأخيرات عدة وتأثر بالعقوبات المفروضة على طهران.

وعلى الرغم من هذه التحديات، كان للميناء دور فعال في السنوات الأخيرة، إذ سهّل شحنات مثل 20 ألف طن من مساعدات القمح إلى أفغانستان في العام الماضي، وتأمين إيران بمبيدات حشرية صديقة للبيئة في عام 2021.

تشابهار هو أكبر ميناء بحري في إيران، ويعتبر جزءًا من مسار العبور بين الشمال والجنوب في جنوب شرق البلاد، ووصلة تربط الهند بالدول الشمالية، بحسب تقارير وكالة إيرنا الإيرانية.

ونقلت وكالة إيرنا عن وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش قوله إن بلاده اقترحت إطلاق “شركة شحن مشتركة” بين البلدين لتطوير حركة العبور في المنطقة.

وأضاف الوزير الإيراني: “يمكن لمدينة تشابهار أن تكون النقطة المحورية في تعزيز عملية العبور في المنطقة” معربًا عن سعادته بالاتفاق، ومعتبرًا أن لديهم ثقة كاملة في الهند، بحسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

تحذير أميركي

في الوقت ذاته، حذرت واشنطن الشركات الهندية اليوم الإثنين من خطر تعرضها لعقوبات إذا قامت بالاستثمار في إيران بعد توقيع نيودلهي وطهران اتفاقًا لتطوير ميناء تشابهار.

وصرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحفيين: “على أي كيان يتورط في صفقات تجارية مع إيران أن يكون على علم بالمخاطر التي يتعرض لها وبالعقوبات المحتملة”.