اعتبرت باحثة أميركية أن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يمثل نقطة تحول هامة في منطقة الشرق الأوسط. حيث صار حزب الله تحت قيادته الحليف الأقرب لإيران وأصبح قوة ردع أساسية ضمن “محور المقاومة” الذي يدعمه.

وفي مقالها في مجلة “فورين أفيرز”، وصفت داليا داسا كاي، الباحثة في مركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا، مقتل نصر الله بأنه ضربة قوية ومفاجئة لحزب الله وكذلك للقوات المدعومة من إيران في المنطقة. بينما كان لمقتل نصر الله بالنسبة لإسرائيل طابع منطقي، وقد مثل خطوة في تصعيد خططها العسكرية، تجسدت في اجتياحها للبنان، مما أطلق هجومًا عسكريًا واسع النطاق ضد حزب الله.

الإستعدادات الإسرائيلية وتوتر العلاقات

تشير كاي إلى أن إسرائيل قد أظهرت منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 استعدادًا لتحمل مخاطر أكبر ضد مؤيدي حماس الإقليميين بما في ذلك إيران وحزب الله. وتؤكد أن العديد من الإسرائيليين يرفضون العودة لما كان عليه الوضع قبل هجوم حماس، معتبرين أن الدروس المستفادة تؤكد أن إسرائيل بحاجة إلى الانتصارات العسكرية الحاسمة لتأمين نفسها وليس فقط إدارة التهديدات على حدودها.

توقعات الحرب والمواقف الإسرائيلية

تعبّر كاي عن اعتقادها بعدم إمكانية نجاح الجهود الأميركية والدولية في التوصل إلى تسوية دبلوماسية في لبنان أو غزة في ظل التصعيد الحالي، حتى مع تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار. وتؤكد أن إسرائيل لا تسعى في الوقت الحالي إلى مخرج دبلوماسي، بل تسعى لتحقيق انتصار تام.

وفي الوقت نفسه، يجادل الإسرائيليون بأن نصر الله كان عدوًا قاسيًا وأن مغادرته ستكون لبداية جديدة في سياستهم. ومع ذلك، تتوقع كاي أنه بعد زوال الحماسة تجاه القضاء على حزب الله، ستطرح أسئلة حول المعنى الحقيقي للنصر.

أفق الصراع وتحديات السلام

تتوقع كاي أن السعي نحو استقلال غزة قد يعني إعادة الاحتلال لها، بالإضافة إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وتعتبر أنها ليست وصفة للنجاح، بل تدعم فكرة الحرب المستمرة.

تنبه كاي إلى أن كلا من إسرائيل وحزب الله قد تخطيا الحدود بالتفجيرات الموجهة تجاه بعضهما، مما يعرض المدنيين للخطر، مما ينذر بإمكانية نشوب حرب شاملة بسبب خطأ في التقدير أو تغيرات في الحسابات الإستراتيجية.

تحليل أخير حول الشرق الأوسط

لا تعتقد كاي أن الانتصارات السريعة تكفي، حيث أن الأحداث تبرز التعقيدات العميقة في الصراع. وتختتم بالقول إنه ليس ضروريا الاعتقاد في وجود “شرق أوسط جديد” حيث تكون إسرائيل مقبولة تماماً، بل يجب التفكير في مسارات بديلة تعزز السلام وتشير إلى ضرورة تخلي إسرائيل عن سياسات الاحتلال والحرب الأبدية.