سي إن إن على متن ناقلة إسرائيلية لضرب ميناء تحت سيطرة الحوثيين في اليمن

Photo of author

By العربية الآن


فوق البحر الأحمر
سي إن إن
 — 

على متن طائرة قديمة

في طائرة بوينغ 707 قديمة، وعلى ارتفاع آلاف الأقدام فوق البحر الأحمر، أضع نظارات ثلاثية الأبعاد عالية التقنية وألقي نظرة على شاشة التلفاز الصغيرة المدمجة في مجموعة من المقياسات والمفاتيح القديمة.

العمليات العسكرية الإسرائيلية

تنزلق صحراء السعودية ذات اللون العنبر إلى يميني، وساحل مصر إلى يساري، ثم تملأ شاشة صغيرة طائرة مقاتلة من طراز F35.

أنا برفقة الجيش الإسرائيلي، كأول صحفي أجنبي يشارك في مهمة قتالية تبعد أكثر من ألف ميل عن إسرائيل على متن طائرة تزويد بالوقود.

الحرب المتصاعدة

تخوض إسرائيل حربًا متصاعدة منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي، ليس فقط في غزة، بل في لبنان مع حزب الله الذي بدأ بالهجوم على إسرائيل في الثامن من أكتوبر؛ وكذلك في اليمن مع الحوثيين الذين شنوا هجمات بعيدة المدى ضد المراكز السكانية الرئيسية في إسرائيل؛ وحتى في العواصم السورية والإيرانية.

التأثيرات الإنسانية

أسفرت ردود إسرائيل على تلك الهجمات عن مقتل ما يقرب من 42000 شخص في غزة وأكثر من 1000 في لبنان. لقد دمرت الغارات الجوية في اليمن البنية التحتية الحيوية في بلد يعاني من الحرب والذي أصبح من أسوأ الحالات الإنسانية في العالم منذ سنوات.

سرية الرحلة

جاءت دعوة إسرائيل للانضمام إلى هذه المهمة دون أي تفاصيل عن وجهة الطائرة. وعندما صعدت إلى درجات الطائرة المهتزة، لم أكن أعلم إلى أين أذهب أو ماذا ستكشف هذه الرحلة الخاصة للعمليات العسكرية.

أوامر أمان القوات الجوية الإسرائيلية صارمة لدرجة أنني، ولا حتى العقيد ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي يرافقني، مسموح لنا بإدخال الهواتف المحمولة إلى الطائرة. كما لا يُسمح لي بإحضار كاميرا أو مصور صحفي.

باستثناء قمرة القيادة، لدي وصول إلى الطائرة، وهي طائرة تجارية سابقة عمرها أكثر من خمسين عامًا، وقادتها بشرط عدم ذكر أسمائهم.

فرصة فريدة للتقرب من الحدث

حتى بدون كاميرا، يُعتبر هذا الوصول الفرصة الوحيدة لمراقبة التحديات والتحدث مع المشاركين في صفوف الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات.

الطائرة الإسرائيلية: من تاريخ حافل إلى دور جديد

في تحولها الجديد كطائرة ناقلة إسرائيلية، لا تزال هناك علامات على حياة الطائرة السابقة، تذكير بعمرها. فإن أزرار الاتصال في السقف تُظهر صورة لامرأة، مما يعد تذكيرًا بعصر تمت فيه محاربة التمييز الجنسي في السماء.

تغييرات جوهرية في التصميم

ما عدا ذلك، فإن الطائرة تبدو مختلفة تمامًا عن أيامها الذهبية عندما كانت تحمل الركاب. حيث تمت إزالة المقاعد واستُبدلت بجسمها الطويل الذي يحتوي على خزانات كبيرة للوقود مضغوطة، وهي أساسية لإسرائيل لتعزيز قوتها النارية.

مهمة بعيدة المدى

تقوم الطائرة برحلة تمتد على 1,200 ميل (1,500 كيلومتر)، حيث أدرك أن المهمة التي أعتزم الانضمام إليها تمثل أطول مهمة قتالية للجيش الإسرائيلي منذ هجوم عام 1985 على تونس.

تصريحات نتنياهو القوية

يذكرني شوشاني بكلمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم السابق. وقد قال نتنياهو: “لا يوجد مكان … لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه”، مشيرًا بذلك إلى إيران ومنطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع.### الطائرات الإسرائيلية F35 في مهمة حيوية

على مدى ساعة ونصف تقريبًا، تقترب الطائرات المقاتلة الإسرائيلية F35، التي تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار لكل واحدة، من طائرة التزود بالوقود 707، محاولة الارتباط بأنبوب الوقود المتأخر.

عمليات التزود بالوقود: تحديات وصعوبات

يخبرني قائد السرب، الذي لديه خبرة تمتد 15 عامًا في عمليات التزود بالوقود، أن لا شيء من هذا سهل. التحدي الأكبر، كما يقول، هو التأكد من تحميل كمية كافية من الوقود، وجعل توقيت المهمة دقيقًا للغاية، بحيث تصل الطائرات F35 إلى الهدف ولديها خزان وقود ممتلئ في اللحظة التي تخبرهم فيها المعلومات الاستخبارية بأنها أفضل وقت للقيام بالهجوم.

وجهة المهمة: هدف استراتيجي في اليمن

عندما يعرض لي خريطة المهمة، أدرك أننا في طريقنا إلى ميناء الحديدة في اليمن، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

تصعيد الحوثيين

يخبرني شوشاني أن سبب هذه المهمة هو أن الحوثيين قد أطلقوا خلال الأسبوعين الماضيين ثلاث صواريخ بعيدة المدى، تم اعتراض جميعها قرب تل أبيب. وبدايةً من الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، يقول الحوثيون إنهم يتحركون تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.

هجوم مخصوص

يدعي الحوثيون أن أحدث هجماتهم، التي أُطلقت مساء السبت، استهدفت بنيامين نتنياهو أثناء عودته من نيويورك إلى مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب.

الأثر المحتمل والمهمة الطارئة

كان من الممكن أن يتسبب الهجوم في هذه المنطقة بوقوع ضحايا مدنيين هائلين، وهو ما يفسر سبب انتشار هذه المهمة بعد 16 ساعة.

انتهاء مهمة التزود بالوقود

بينما تنفصل آخر طائرات F35 عن طائرة التزود بالوقود، يبدو أن قائد السرب يشعر بالراحة، حيث يرفع نظارته ثلاثية الأبعاد ويمتد جسده. تبقى كل طائرة على الأنبوب لمدة حوالي 3 دقائق، تتطلب تركيزًا مكثفًا.

الانتظار والتجهيز للعمليات

نبدأ في الدوران في الدائرة، في انتظار قيام الطيارين بمهاجمة أهدافهم. أي هجوم من الأرض قد يكلفهم وقودًا حيويًا أثناء محاولة الإفلات من النيران، مما يتطلب التزود بالوقود لعودتهم إلى القاعدة.

المهمة تسير بشكل جيد

بعد عشرين دقيقة، نتجه شمالًا، ولا حاجة لمزيد من الوقود.

إحساس الطيارين بالمسؤولية

أسأل الطيار الرئيس على الطائرة عن تحديات هذه المهمة ومشاعره عندما تُسجل إصابات بين المدنيين. يخبرني أنهم لا يرغبون في قتل المدنيين، ويستخدمون كل المعلومات الاستخبارية المتاحة لتجنب ذلك.### الضربات الجوية في اليمن: التصعيد الإسرائيلي ضد الحوثيين

أشار مصدر مسؤول إلى العدد المرتفع من الضحايا في غزة ولبنان نتيجة الضربات الجوية، مؤكدًا أن الهدف كان الحوثيين الذين يستهدفون المدنيين بصواريخهم.

عواقب الضربات الجوية

عند عودتنا بسلام إلى جنوب إسرائيل، تم الإعلان عن خبر الضربة، حيث عرضت قناة الحوثيين صورًا لدخان ونيران هائلة تتصاعد من ميناء الحديدة.

Airstrikes in Hodeidah, Yemen.

الأهداف العسكرية الإسرائيلية

قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إن الضربات استهدفت “محطات كهرباء وميناء في منطقتي رأس عيسى والحديدة”، مشددين على أن الحوثيين يستخدمون الميناء لنقل الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة والاحتياجات العسكرية، بما في ذلك النفط.

الخسائر بين الحوثيين

وفقا لمسؤولين حوثيين، فإن الطائرات من طراز F35 التي تم رؤيتها وهي تعيد التزود بالوقود، استهدفت محطة كهرباء ومخزن وقود في الحديدة، مما أسفر عن مقتل مسؤول في الميناء وثلاثة مهندسين.

تصريحات العسكريين الإسرائيليين

أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرزي هليفي، بياناً بعد الضربة، قال فيه: “نحن نعرف كيف نصل إلى مسافات بعيدة، ونستطيع أن نضرب بدقة”.

وأضاف هليفي: “هذه ليست رسالة، بل هي فعل… فعل يحمل رسالته”.

تحذير لإيران

في الرحلة، أشار شوشاني إلى أن الرسالة كانت موجهة لإيران أيضًا، تحذيرًا بأن إسرائيل تستعد لردود فعل من حزب الله في لبنان، وأنها تريد من إيران أن تبقى خارج النزاع.

تصاعد الصراع الإقليمي

لم تكن هذه العملية مجرد درس عملي في القدر الذي يمكن أن تصل إليه إسرائيل لمعاقبة أعدائها، بل كانت دليلًا في الوقت الحقيقي على أن خصومًا نائمين بدأوا في الظهور من الظلال، وأن الحرب الإسرائيلية لاحتوائهم أصبحت تتوسع لتأخذ طابعًا إقليميًا.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.