شهر يفصلنا عن الرحيل!

By العربية الآن



شهر على الرحيل!

نجل إسماعيل هنية يروي لحظات اعتقال وإبعاد والده إلى جنوب لبنان https://doc.aljazeera.net/videos/2024/8/1/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%85-1992-%D9%86%D8%AC%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84
رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس إسماعيل هنية (الجزيرة)

قبل شهر، استيقظت متأخرة في ذلك اليوم الحزين. عند فتح هاتفي، لمحت صورة أبي العبد في “قصة” إحدى صديقاتي، تحتوي على إشارات لحادثة اغتيال أو فقد، لكن لم أتمكن من استيعاب ذلك في حينه. توالت الصور والأخبار العاجلة، وأشعر أنني لم أفهم شيئًا، وربما لم أرغب في ذلك.

صدمة الفقد

كان الأمر مفاجئًا حقًا. كنت أستعرض في ذهني الأماكن المحتملة لحدوث الجريمة، وتذكرت محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997. شعرت بلحظة طمأنينة، وتذكرت كتاب “بول ماغوو” الذي يتحدث عن تلك الحادثة، وكيف تمكنت السلطات الأردنية من إفشالها واحتواء الأمر.

رغم أن الآلاف حول العالم ودعوا هنية، يؤلمني أن يمضي شهر على رحيل إسماعيل هنية ولا نجد سوى صور وفيديوهات توثق لحظات حياته.

مشاعر الفقد والأمل

لم أتابع أخبار أبي العبد منذ سنوات، وكانت تغريدات ابنته سارة مؤلمة للغاية، حيث عادت بي الذكريات إلى أيام المراهقة، عندما كنت أضع صورتها كخلفية لهاتفي. سارة، التي لا أستطيع تخيلها إلا طفلة: “كسرت ظهري يابا”، أدركت حينها أن إسماعيل هنية قد استشهد فعلاً.

سرعان ما زادت الصدمة مع أخبار الجريمة في طهران، حيث أصبح لدينا سبب آخر لنكره ذلك المكان، ونتذكر الثورات المضادة التي خنقت أحلامنا.

المفارقات التاريخية

في 1997، أظهر الملك حسين موقفًا حازمًا استطاع من خلاله حماية مصالح الأردن، بينما نرى اليوم دولة تهدد منذ عقود نفسها بمحو إسرائيل من الخارطة، لكنها تدهش العالم بهشاشة سياستها عند مواجهة الاحتلال.

ذكريات مؤلمة

تذكرت يومًا من عام 2004 عندما أخبرتني والدتي عن اغتيال الشيخ أحمد ياسين، حيث لم أكن أفهم سبب تأثير ذلك عليها، لكن مؤخراً أدركت مدى وقع تلك الأحداث على قلوبنا.

لكن الطفلة ستصبح ثلاثينية، وستشارك في صلاة الغائب على الشهيد في حشد يطالب بحقوق الدماء المهدورة.

استشهد أحمد ياسين واستمر الانتقام، ورغم الآلام التي عشناها بعد رحيل هنية، لا أستطيع إلا أن أسترجع ذكريات الفقد التي لا تفارق ذهني.

في حدود لبنان، كنت أعيش كطفلة تحلم بلقاء قادة حماس، لكن اليوم، أصبحت أستطيع مشاركة حزن العالم في صلاة الغائب على شهداء أمتنا. هل يُترك أكثر من أربعين ألف غزي وحدهم؟!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version