غزة ضمن نقاط الخلاف التي تؤثر على نتائج القمة الخليجية الأوروبية

By العربية الآن

الخلافات الإقليمية تؤثر على نتائج القمة الخليجية الأوروبية

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيس وزراء البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في بروكسل
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (يمين) يرحب برئيس وزراء البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (رويترز)

بروكسل- عُقدت القمة الخليجية الأوروبية الأولى بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، حيث تهدف لتعزيز الشراكة الجيوإستراتيجية وتفادي تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فضلاً عن بحث سبل التعاون الاقتصادي.

تعتبر القمة ذات أهمية كبيرة، إذ تدرك الدول الأوروبية القيمة الإستراتيجية لدول الخليج من ناحية الأمن والطاقة، ولكن الجانب العربي يشعر بخيبة أمل بسبب المعايير المزدوجة التي يتبعها الأوروبيون، حيث يدعمون أوكرانيا ضد روسيا ولا يظهرون معارضة قوية للحرب في غزة.

بينما نالت القمة إشادة من بعض المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، انتقد آخرون البيان الختامي الذي لم يتضمن قرارات أو التزامات واضحة، مما أثار خلافات حول موقفي الدول من الحربين في غزة وأوكرانيا.

نتائج محدودة

عبر السفير الفرنسي السابق برتراند بيزانسينو عن تفاؤله بمخرجات القمة، معتبرًا إياها فرصة لتقييم المصالح المشتركة وبداية جديدة للتعاون في عالم متعدد الأقطاب. وأكد أن استقرار الشرق الأوسط يجب أن يكون على رأس أولويات القمة، وأن الوقت قد حان لإحراز تقدم بشأن اتفاقيات التجارة الحرة.

ورغم غياب القرارات الجوهرية، أعرب بيزانسينو عن أمله في تعزيز الحوار والتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.

ذكر أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يمثل المورد الثاني لدول الخليج وهو شريك أساسي، بينما تصدرت هذه الدول قائمة متلقّي الاستثمارات الأوروبية المباشرة.

وفي الجهة المقابلة، اعتبر المستشار السابق بالخارجية الفرنسية مناف كيلاني، أن القمة لم تحقق أهمية تذكر، فالنقاط التي تمت مناقشتها لم تتناول قرارات ملموسة، رغم الإشارة إلى الأوضاع الإقليمية.

وأشار كيلاني إلى أن دول الخليج كانت تواجه 27 دولة منقسمة، وتحدثت عن قضايا عدم الاستقرار والمسائل الاقتصادية، دون معالجة معالم الصراع في غزة أو ذكر “فلسطين”، داعيًا إلى تأجيل القمة أو إلغائها في ظل الظروف الدولية الحالية.

البيان الختامي للقمة لم يتطرق بصورة مباشرة إلى فلسطين أو روسيا، وإن كان قد ذكرهما بشكل غير مباشر (أسوشيتد برس)

أزمة الحرب الروسية### نقاط الخلاف في القمة الخليجية الأوروبية

حافظت دول الخليج على علاقاتها الجيدة مع موسكو -التي تُعتبر شريكا مهما في التنسيق حول أسعار النفط- وهو ما شكل أحد أبرز نقاط الخلاف خلال اجتماعات القمة الأخيرة. كما افتقدت الضغوط الأوروبية الكافية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويوقف إطلاق النار.

### التركيز الأوروبي على الطاقة والاقتصاد الأخضر

يعتقد كيلاني أن التركيز الأوروبي انصب بشكل أساسي على التأكد من التزام الدول العربية المنتجة للنفط بتزويد الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة، وذلك عبر عقد مشترك لموارد الهيدروكربونات بأسعار مناسبة. هذا بالإضافة إلى التركيز على الاستثمارات والاقتصاد الأخضر والتجارة الدولية وتغير المناخ، دون مراعاة للواقع الراهن.

### المسألة الأوكرانية وتأثيرها على العلاقات الخليجية

أكد المستشار الفرنسي السابق أن المسألة الأوكرانية كانت في صميم المحادثات، حيث كان الهدف هو فصل دول الخليج عن أي ترتيبات مع روسيا فيما يتعلق بإمدادات وأسعار النفط والغاز. ومع ذلك، كانت المعطيات معاكسة، إذ انضمت كل من السعودية والإمارات إلى مجموعة بريكس التي تعزز التعاون، مما يعني عدم الضغط على الأعضاء.

### إيران واستمرار الحوار الخليجي

تم التطرق إلى موضوع إيران، حيث أشار كيلاني إلى وجود قدر من التسامح من قبل دول الخليج ودعوة خجولة من الاتحاد الأوروبي لتشجيع طهران على الالتزام بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وتجنب تصعيد النزاع في لبنان وغزة.

### الحرب في غزة وحضورها في القمة

حظيت الحرب في غزة بمساحة واسعة من النقاش خلال القمة، إذ أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن ضرورة إيجاد حل للصراعات، بينما طالبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بجهود دبلوماسية أكبر للحد من التصعيد.

### انتقادات حول الاستجابة الأوروبية لمطالب الخليج

صرح كيلاني بأن دعوات دول الخليج للأوروبيين لبذل مزيد من الجهود بشأن القضية الفلسطينية لا تتناسب مع ضرورة إقناع روسيا بوقف عدوانها في أوكرانيا. وأكد على الحاجة للتوازن في الانتقادات الموجهة للمعايير المزدوجة.

### مخاوف من السلوك الإيراني المستمر

يرى بيزانسينو، الدبلوماسي الفرنسي، أن مخاوف دول الخليج من سلوك إيران مستمرة، سواء كان ذلك يتعلق بالبرنامج النووي أو التدخلات الإقليمية المزعزعة للاستقرار، رغم استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وطهران.

### الانتقادات حول البيان الختامي

انتقد كيلاني غياب سياسة أوروبية مستقلة، مشيرا إلى أن البيان الختامي لم يُشر بشكل مباشر لإسرائيل أو للحرب في غزة ولبنان، مما أعطى شرعية لـ “العمل الإسرائيلي”، وهو أمر يراه غير مقبول.

### الاستنتاج حول موقف أوروبا من النزاعات

أشار المستشار السابق بالخارجية الفرنسية إلى شعور بالإحراج يسيطر على الأوروبيين عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، وقد عبر البعض عن انزعاجهم من عدم قدرتهم على التصرف بشكل فعال في هذه الأحداث، خاصة مع توقعات أميركية قوية لدعم المواقف المؤيدة لإسرائيل.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version