كيف أثرت سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي؟

By العربية الآن

كيف غيرت سياسات ترامب خريطة الاقتصاد العالمي؟

دونالد ترامب خلال فعالية انتخابية في نورث كارولاينا، أميركا، 4 نوفمبر 2024. رويترز/جوناثان دريك/صورة ملف
إدارة ترامب الجديدة تسعى إلى تحرير استخدام الذكاء الاصطناعي وتبسيط التشريعات المتعلقة بالبنية التحتية (رويترز)
تركز الأنظار على دونالد ترامب مع بدء ولايته الجديدة، حيث تشير التقارير إلى أن سياساته الاقتصادية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الاقتصاد العالمي.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “إيكونوميست”، فإن نهج ترامب يجمع بين التحرير المالي وفرض قيود مشددة على التجارة والهجرة، مما قد تترتب عليه عواقب متفاوتة على الأسواق الأميركية والعالمية.

إصلاحات جذرية مثيرة للجدل

تؤكد “إيكونوميست” أن ترامب بدأ ولايته بإطلاق مشاريع كبيرة، منها إنشاء “إدارة كفاءة الحكومة” تحت قيادة إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، والتي تهدف إلى خفض الإنفاق الحكومي بمقدار 2 تريليون دولار سنوياً.

كما تسعى إدارته الجديدة إلى تيسير استخدام الذكاء الاصطناعي وتبسيط التشريعات المتعلقة بالبنية التحتية، مما قد يسهم في تعزيز الإنتاجية والنمو.

سياسات ترامب المتعلقة بترحيل المهاجرين والتعريفات الجمركية تثير المخاوف من تأثيرات سلبية (رويترز)

إلا أن السياسات الأخرى مثل ترحيل الملايين من المهاجرين وفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الصين وما بين 10-20% على دول أخرى تثير مخاوف من تداعيات سلبية، وفقاً للصحيفة.

تشير التقديرات إلى أن تكلفة ترحيل المهاجرين قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، مما سيؤدي إلى نقص في العمالة وارتفاع الأسعار، خاصة في القطاعات الزراعية التي تعتمد على العمالة الأجنبية.

عقبات أمام تنفيذ خطط ترامب

ورغم حماسه لتنفيذ هذه السياسات، فإن الإدارة تواجه تحديات كبيرة، حيث أن فرض التعريفات الجمركية بشكل شامل يحتاج إلى موافقة الكونغرس، ومن المحتمل أن يعارض الجمهوريون المؤيدون للتجارة الحرة هذه السياسات، كما ذكرت الإيكونوميست.

وبالمثل، فإن تنفيذ سياسات الترحيل بشكل واسع يتطلب تعاون السلطات المحلية، التي قد ترفض المشاركة، مما يعقد الأمور بشكل ملحوظ.

تبدو الأسواق لدينا متفائلة حالياً بشأن التخفيضات الضريبية وإلغاء التشريعات الصارمة، إذ يعتقد المستثمرون أن هذه الإجراءات ستعزز أرباح الشركات على المدى القصير.

لكن على المدى الطويل، تحذر “إيكونوميست” من تداعيات تضخمية واضطرابات في التجارة العالمية.

قد يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى زيادة معدلات الفائدة، مما يمهد الطريق لمزيد من الأعباء الاقتصادية على الدول النامية التي تعتمد على الديون بالدولار.

ترامب (يسار) أنشأ “إدارة كفاءة الحكومة” بقيادة إيلون ماسك (الفرنسية)

المكسيك والصين وأوروبا في مرمى نيران ترامب

تأثيرات سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي

تشير التحليلات إلى أن السياسات التي من المحتمل أن يتبناها ترامب خلال فترة ولايته الثانية قد تؤثر بشكل كبير على اقتصاديات العالم. تتصدر المكسيك، الصين، والاتحاد الأوروبي قائمة الدول الأكثر تأثراً بهذه السياسات، وذلك بسبب ارتباطاتها الوثيقة بالتجارة والهجرة والدفاع.

  • المكسيك: تعد من أكثر الدول عرضة لتحولات سياسات ترامب، نظراً لاعتماد اقتصادها على الصادرات إلى الولايات المتحدة. يُتوقع أن تواجه ضغوطاً إضافية نتيجة تشديد السياسات المتعلقة بالهجرة والتجارة.
  • الصين: مع تعيين أشخاص مثل ماركو روبيو ومايك والتز لمناصب استراتيجية، من المُرجّح أن تتصاعد التوترات التجارية مع الصين، مما قد يجبر الشركات على نقل سلاسل الإمداد بعيداً عنها.
  • الاتحاد الأوروبي: من المتوقع أن يتعرض لسياسات أكثر صرامة بسبب عجزه التجاري الكبير مع الولايات المتحدة ونقد ترامب المتكرر لحلف الناتو. وتشير التقديرات إلى أن القادة الأوروبيين سينبغي عليهم إعادة تقييم سياساتهم الاقتصادية والدفاعية.

التحديات أمام الاقتصادات الناشئة

ستنجم عن سياسات ترامب أعباء إضافية على الاقتصادات النامية، بسبب زيادة تكاليف الديون بالدولار، كما أفادت به صحيفة إيكونوميست. في المقابل، دُعيت الدول إلى تجنب اتخاذ تدابير انتقامية ضد سياسات التعريفات الجمركية والتركيز بدلاً من ذلك على تعزيز التنافسية من خلال الإصلاحات الاقتصادية.

تبدو الصين في وضع أفضل للتعامل مع هذه التغيرات، بفضل تركيزها على الطلب الداخلي، بينما يواجه الاتحاد الأوروبي تأخيرات في تطوير سوقه الداخلية وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

دعوات للتكيف وتعزيز الكفاءة الاقتصادية

تشير إيكونوميست إلى ضرورة تكيف الدول بسرعة مع هذه التغيرات والاهتمام بالإصلاحات المحلية بدلاً من التصعيد التجاري. وفي ظل الجهود العالمية للحفاظ على القدرة التنافسية أمام “ترامبونوميكس”، يُعتبر تعزيز الكفاءة الاقتصادية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المستقبلية.

المصدر: إيكونوميست

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version