الأنشطة غير المنهجية تلعب دورا كبيرا في نمو الطفل، لكن كثرة الخيارات تجعل تحديد النشاط المناسب لابنك أمرا معقدا ومرهقا.

قبل البدء بالبحث، ينبغي عليك مراقبة اهتمامات ابنك الصغير لتحديد أنواع الأنشطة التي يستمتع بها، مع التأكيد على عدم فرض أمنياتك الشخصية عليه بل التركيز على تحقيق الفائدة له.

اختيار الخبرات من خلال التجربة

تتحدث الدكتورة أمل بورشك، المستشارة التربوية والأسرية، عن أهمية “تجربة الطفل للأنشطة غير المنهجية، فهي تضيف تجربة حياتية جديدة توسع آفاقه، وتساعده في اكتشاف هوايته الخاصة، وملائمتها لرغباته”.

وتشدد على أنه يجب استكشاف المهارات التي يحب ممارستها خارج أوقات الدراسة، مع الإرشاد والتوجيه بشكل يشجع على التجربة. مثال على ذلك هو إنشاء جدول للطفل في غرفته بألوان مختلفة لتسهيل تجربة اختيار هوايات جديدة.

وسائل لاكتشاف اهتمامات طفلك

تقدم المستشارة بورشك عدة أساليب للكشف عن اهتمامات الطفل المناسبة، ويشمل ذلك:

• مشاهدة أفلام معه ومناقشة أراءه، والتفاعل مع شغفه لتحديد النشاطات غير المدرسية.
• قم بمشاركة طفلك في البحث عن اهتمامات جديدة على الأقل مرة في الشهر.
• ابحث عن أنشطة غير منهجية عبر الإنترنت وناقشها مع طفلك لإتاحة الفرصة لتجربتها.
• امنح الطفل حرية اختيار وممارسة الهوايات دون الحاجة للابتكار في المرحلة الأولى.
• استفد من ملاحظاتك حول ميله ومواهبه لتعزيز إبداعه وتقديم الدعم المناسب.
• ضع خطة زمنية لتنظيم أوقات الدراسة والراحة لدى طفلك، وتعزيز مهارة التحضير والانضباط.
• حدد وقتًا للراحة دون أن يكون اللعب على الحاسوب هو الخيار الوحيد.
• تجنب فرض أفكارك على طفلك، ودعه ينمو ويكتشف في بيئة تعزز شخصيته واهتماماته.

الأنشطة غير المنهجية في حياة الطفل

من ناحية أخرى، تقول الاختصاصية النفسية سلام عاشور إن الأنشطة غير المدرسية “تلعب دورًا حيويًا في تطوير مهارات الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وفتح آفاق جديدة في مجالات مثل الرياضة والفن، والموسيقى، والمسرح، والعلوم، والتكنولوجيا، والكتابة، واللغات، والمزيد”.

وتسلط عاشور الضوء على أهمية الأنشطة غير المدرسية وفوائدها الإيجابية، من خلال:

• تعزيز المهارات والقدرات: تسهم في تطويرها ودعمها.
• تعزيز تطوير مهارات الصغار في مختلف الميادين، كالإبداع وحل المشكلات والتواصل والعمل الجماعي والإدارة.
• إرساء الثقة الذاتية: بفعل المشاركة في الأنشطة غير التقليدية، يحقق الصغار إنجازات تسهم في رفع مستوى ثقتهم بأنفسهم وصورتهم الذاتية.
• استكشاف المواهب والاهتمامات: تتيح للصغار فرصة استكشاف مواهبهم واهتماماتهم، وتطويرها بشكل إيجابي.
• بناء علاقات صداقة: تسهل على الأطفال بناء علاقات صداقة جديدة مع آخرين يشتركون معهم في نفس الاهتمامات.
• التمتع بالوقت: تُعد الأنشطة غير التقليدية مصدرًا للتسلية والمتعة للأطفال، وتساعدهم على قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن ضغوط الدراسة.
• التأهيل للمستقبل: تسهم الأنشطة غير التقليدية في تهيئة الأطفال للمستقبل، من خلال تطوير قدراتهم ومهاراتهم التي تساعدهم على تحقيق النجاح في حياتهم العلمية والمهنية.

أهمية الدور التربوي للوالدين والمعلمين

وبالنسبة لاكتشاف الوالدين والمعلمين للأنشطة غير التقليدية المناسبة للأطفال، توصي بالاهتمام بالنقاط التالية:

• رصد سلوك الصغار: يمكن للوالدين والمعلمين مراقبة سلوك الأطفال لاكتشاف مواهبهم من خلال مراقبة أنشطتهم وألعابهم واهتماماتهم.
• الحديث معهم: يجب على الوالدين والمعلمين التواصل مع الأطفال حول اهتماماتهم وتطلعاتهم، لمعرفة ما يرغبون في تجربته من أنشطة.

• تشجيعهم على تجربة الجديد: ينبغي على الوالدين والمعلمين تشجيع الأطفال على تجربة أشياء جديدة واكتشاف مواهبهم من خلال مشاركتهم في أنشطة متنوعة.

  

نصائح لاختيار أنشطة تعزز مهارات أطفالك

أما موقع “ديب إن مامي ماترز”، فقد نشر بعض النصائح لمساعدتك في اختيار الأنشطة المناسبة لتعزيز مهارات وإمكانيات أطفالك، ومن هذه النصائح:

• الاهتمامات: لا تفترض أي شيء على أساس تجاربك السابقة، لأن ما يثير انتباه أطفالك قد يكون غير متوقع. من الأفضل سؤالهم مباشرة لضمان تفاعلهم الإيجابي مع الأنشطة التي اخترتها.
• القدرات: عليك فحص نقاط قوة وضعف أطفالك، إذ تسعى الأنشطة الغير تقليدية لتعزيز مواهبهم الطبيعية.
• العمر: يُعتبر عمر أطفالك عاملًا أساسيًا عند اختيار الأنشطة غير التقليدية. فبينما يمكن للأصغر سنا تجربة معظم الأنشطة تقريبًا، يكون الأكبر سنا أكثر قدرة وتحديدا في تفضيلاتهم.
• الجدول الزمني: عند البحث عن الأنشطة غير التقليدية، يجب مراعاة جدول طفلك والتزاماتك أيضًا، لضمان أن النشاط المختار يتناسب مع روتينكم اليومي.
• المتعة: يفضل الأطفال الأنشطة التي تُمتعهم، لذا من الأفضل ممارسة الأنشطة غير المملة التي تنمي مهاراتهم الاجتماعية.