لماذا يُوصي الخبراء بتدوين أحلامنا فور الاستيقاظ؟

By العربية الآن



لماذا يوصي الخبراء بتدوين أحلامنا فور الاستيقاظ؟

لماذا يُوصي الخبراء بتدوين أحلامنا فور الاستيقاظ؟
غالبًا ما تستغل الأحلام المخزون الإبداعي للعقل (بيكسلز)
كان المصريون القدماء يعتقدون بأن الآلهة ترسل إليهم رسائل عبر أحلامهم، حيث أطلقوا عليها اسم “أومينا”، وهو أصل كلمة “فأل”. ولذلك كانوا يهتمون بتذكر ما يرونه في منامهم.

في عام 2020، أجرت الجمعية الملكية للعلوم دراسة لـ 24 ألف حلم وأكدت أن الأحلام غالبًا ما تعكس جوانب من حياتنا اليقظة، وتحتوي على مشاعر عميقة من المخاوف والرغبات، مما يجعلها نافذة لعالم تبدو فيه الأمور المستحيلة ممكنة.

ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص قد لا يتذكرون أحلامهم، حيث يتلاشى بعضها سريعًا أو يبدو ضبابيًا، مما يبرز أهمية تسجيل الأحلام، ليس فقط للحفاظ على هذه القصص الخيالية، ولكن أيضا لتحويلها إلى أهداف قابلة للتحقيق وتحقيق الإجابات التي اكتشفناها أثناء النوم.

كيف تدون أحلامك؟

تقول عالمة النفس والمتخصصة في أبحاث النوم، ألينا تياني، إن هناك عدة طرق لتدوين الأحلام، والأسلوب الأكثر شيوعًا هو كتابتها على ورق بقلم، لكن يمكن أيضًا استخدام الرسوم أو الرموز، أو حتى التسجيل الصوتي لحديث حول ما تتذكره من الأحلام، بالإضافة إلى استخدام تطبيقات تحويل الصوت إلى نص.

تدوين الحلم يتضمن وصف حلمك بالتفصيل وتوضيح الأشخاص والأماكن والأصوات والمشاعر لاستكشاف عقلك الباطن (بيكسلز)

تضيف تياني: “لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة لتدوين مذكرات الأحلام، لكن ينبغي أن يكون ذلك سهلًا وواضحًا، من خلال الاحتفاظ بمفكرة الأحلام على الطاولة بجوار السرير أو تدوين ملاحظة صوتية باستخدام الهاتف مباشرة بعد الاستيقاظ، مما يضمن الاتساق والاستمرارية في معرفة لتوجهات أحلامك.”

وتنصح المتخصصة في أبحاث النوم ببدء تسجيل الأحلام في الصباح الباكر حيث تكون الأحلام لا تزال عالقة في الذهن، مشيرة إلى أن الأهم هو وصف التفاصيل المتعلقة بالأشخاص والأماكن والأصوات والمشاعر المرتبطة بالحلم لاستكشاف المزيد حول عقلك الباطن.

ما أهمية الأحلام وما الجدوى من تدوينها؟

يقول موقع “سليب” عن عالم النفس كيلي بولكيلي “هناك الكثير الذي يمكنك اكتشافه والاستفادة منه من خلال الاحتفاظ بمذكرات الأحلام، ولكن القيمة الكبرى تكمن في الحوار المستمر مع ذاتك اللاواعية”.

من فوائد تدوين الأحلام:

  • تعزيز الإبداع

تستمد الأحلام إلهامها من الخزان الإبداعي للعقل، وقد استلهم العديد من المبدعين أفكارهم من أحلامهم. على سبيل المثال، جاءت فكرة فيلم “ذا ترمنايتور” للمخرج الكندي جيمس كاميرون من حلم راوده عن إنسان آلي يتتبع امرأة، بينما حلم عالم الحاسوب الأمريكي لاري بيج بتنزيل الإنترنت بالكامل وفهرسة الروابط قبل أن يحقق ذلك مع شركة “غوغل”.

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك تعلمها واكتشافها والاستفادة منها من خلال الاحتفاظ بمذكرات الأحلام (بيكسلز)

بشكل عام، يميل الأشخاص الذين يتذكرون أحلامهم ويدونونها إلى أن يكونوا أكثر إبداعًا. وهذا ما وجده فريق بحثي من كولومبيا في عام 2016، حيث أشاروا إلى أن الأحلام يمكن أن تقدم أفكارًا مبتكرة لحل المشاكل الصعبة، وأن تتبع الأحلام وتسجيلها بشكل يومي يعزز جوانب الإبداع والمرونة المعرفية، بغض النظر عن محتوى الحلم.

  • تحسين الذاكرة

يساهم الاستمرار في تسجيل الأحلام وتذكرها في تشكيل مسارات عصبية في الدماغ لتحسين القدرة على الاحتفاظ بالذكريات. ويشير إريك جيفمارك، الرئيس التنفيذي لشركة “سليب سايكل” المختصة في تحسين جودة النوم، إلى أن الانغماس في ممارسة تدوين الأحلام يساعد في تدريب العقل على تذكر المزيد من التفاصيل، مما يُحسن من قدرة الذاكرة بشكل عام في الحياة اليومية.

الاستمرار في تدوين الأحلام يعزز نحت مسارات عصبية في الدماغ للاحتفاظ بالذكريات العامة بشكل أفضل (بيكسابي)
  • تقليل التوتر ومعالجة العواطف

قد يساعد تذكر الأحلام وفهمها في معالجة المشاعر بشكل أفضل. وكشفت دراسة أجرتها جامعة كارديف في المملكة المتحدة عام 2017 أن التوتر العاطفي حينما يكون الشخص مستيقظًا قد يظهر في الأحلام، بينما يساعد تذكر الأحلام على التعامل مع تلك المشاعر بشكل أفضل.

يقول جيفمارك: “من خلال تسجيل الأحلام بانتظام، يمكن للأفراد التعرف على الموضوعات المتكررة ومعالجتها خلال اليقظة، مما قد يساهم في تقليل التوتر والقلق عبر فهم وتجسيد تجاربنا بشكل أفضل.”

  • حل المشكلات

تساعد الأحلام في الوصول إلى حلول مبتكرة للمشاكل، حيث تكون عقولنا حرة أثناء النوم، مما يتيح لها تكوين روابط لا يمكن تكوينها عند اليقظة. على سبيل المثال، استند ألبرت أينشتاين إلى حلم راوده أثناء مراهقته حول السفر بسرعة الضوء لتطوير نظريته في النسبية. وفي دراسة نشرت في دورية علم النفس الأمريكية عام 2003، طلب الباحثون من المشاركين التفكير في مشاكل لمدة 15 دقيقة قبل النوم، ثم تسجيل أحلامهم في الصباح؛ وبعد 10 أيام، سجل المشاركون تقدمًا في إيجاد حلول أو شعروا أن المشاكل لم تعد مزعجة.

  • تطوير قدرتك على الحلم الواضح

يساعد توثيق الأحلام على تطوير مهارات الحلم الواضح، حيث يتمكن الفرد من التنقل في أحلامه بشكل واعٍ، ملاحظًا محيطه كما لو كان مستيقظًا، مما يتيح له التحكم في مجريات الأحداث، كأن يجعل نهايات الأحلام السيئة إيجابية.

الاحتفاظ بمذكرات الأحلام كمرآة لعقلك الباطن (بيكسلز)
  • الوعي الذاتي

تشبه الاحتفاظ بمذكرات الأحلام البحث في مرآة لعقلك الباطن، حيث يوفر هذا السجل أنبوبًا عاكسًا لمساعدتك على فهم نفسك بشكل أفضل. ومع مرور الوقت، يمكن أن تسلط أضواء التدوين على جوانب حياتك التي تحتاج إلى اهتمام أو تغيير، مما يعزز من نموك الشخصي. ويمكن أن يكون هذا الوعي خطوة أولى نحو الشفاء العاطفي، ومصدرًا للانطلاق نحو معالجة القضايا الشخصية.

المصدر : العربية الآن + مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version