تشير التقارير إلى أن سكان ولاية غرب البنغال الهندية سيواجهون نقصاً في إمدادات سمك الهيلسا، وهو من الأطعمة المفضلة لديهم، وذلك مع اقتراب احتفالات مهرجان “دورغا بوجا” الذي يعد من أكبر المناسبات في الولاية والمقرر في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتنشأ هذه المخاوف وفقاً لتقارير بلومبيرغ من تشديد بنغلاديش، أكبر منتج للهيلسا في العالم، لإجراءات ضبط حدودها بخصوص تهريب السمك، مع إعادة فرض الحظر السابق على تصدير الهيلسا.

تشديد إجراءات الحظر على التصدير

وأكدت فريدة أختر، مستشارة وزارة الثروة السمكية والمواشي في بنغلاديش، أن الحكومة قررت تعزيز الرقابة على الحدود لضمان بقاء الهيلسا في السوق المحلية، مشيرة إلى أنه كان يُسمح سابقاً بتهريب كميات منه إلى الهند.

وأوضحت أختر “لن نسمح هذه المرة بعبور السمك للحدود”.

ويعتبر الهيلسا، الذي يتمتع بمكانة خاصة في الثقافة البنغالية، من الأطعمة الفاخرة الذي يصعب على معظم سكان البلاد الحصول عليه.

تنتج بنغلاديش حوالي 600 ألف طن من الهيلسا سنوياً، والذي يشكل حوالي 12% من إجمالي إنتاج الأسماك ويساهم بحوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي.

خلال السنوات الماضية، سمحت الحكومة البنغلاديشية بتصدير 3 إلى 5 آلاف طن من الهيلسا سنوياً إلى الهند بمناسبة مهرجان دورغا بوجا، لكن نظراً لنقص الإنتاج في هذا العام، قررت الحكومة فرض حظر كامل على التصدير.

زيادة الأسعار في السوق المحلية

رغم فرض الحظر على التصدير، شهدت أسعار الهيلسا في الأسواق البنغالية زيادة ملحوظة. حيث بلغ سعر سمكة بوزن 1.5 كيلوغرام نحو 1800 تاكا (15 دولاراً)، بينما بلغ سعر سمكة بوزن 1.2 كيلوغرام حوالي 1600 تاكا.

ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع عمليات الصيد، حيث أشار بعض الصيادين إلى أن الظروف الجوية السيئة حالت دون قدرتهم على الذهاب إلى البحر لفترة طويلة.

تأثيرات “دبلوماسية الهيلسا”

تستند سياسة “دبلوماسية الهيلسا” إلى استراتيجيات رئيسة الوزراء السابقة شيخة حسينة لتعزيز العلاقات مع الهند، بحسب بلومبيرغ.

في الماضي، كانت بنغلاديش تسمح بإرسال الهيلسا كهدية خلال مهرجان دورغا بوجا، ولكن الحكومة الحالية تتبنى سياسة أكثر حذراً تهدف إلى تأمين احتياجات السوق المحلية.

لا يقتصر دور الهيلسا في بنغلاديش والهند على كونه مجرد نوع من السمك، بل يمثل جزءاً مهماً من الثقافة البنغالية ويتم تحضيره بطرق متنوعة، كإعداده على البخار مع معجون الخردل أو القلي مع التوابل، ويعد من الأطباق المميزة في المناسبات والأعياد.

الكاتبة ومؤرخة الطعام البنغالي تشيتريتا بانيرجي تحدثت عن أهمية الهيلسا في الثقافة، مشيرة إلى أنه ليس مجرد طعام فاخر بل يُطلق عليه “أمير الأسماك” لما يتمتع به من جمال وطعم فريد.