هل الكتاب هو بساط الريح؟

By العربية الآن



الكتاب أم بساط الريح؟

القراءة الرقمية والورقية
إذا لم يتسع وقتك للقراءة فأجبر وقتك على القراءة (شترستوك)

في أحد الأيام، توقفت أمام بائع خضار متجول كان يبدو حزينًا. رغبت في أن أواسيه فسألته عن حاله، فأجابني: أنتم حالكم أفضل، فقد تخرجتم من المدرسة وتعلمتم القراءة. فقلت له: وما هي المشكلة؟ فأجاب: ليس لدي القدرة على القراءة، لو كنت أعرف القراءة لقرأت القرآن.

هذه القصة أدعو طلابي لسماعها كل عام، لأهمية التعليم والقراءة. فما هو الفرق بين من يقرأ ومن لا يقرأ؟ هل علينا العودة إلى الأزمنة الماضية للوقوف على قيمة الكتاب؟

قيمة الكتب في الحياة

يحكى أن طفلاً سأل والده: هل بساط الريح حقيقي؟ وهل يمكن الحصول عليه؟ فرد عليه والده: لدينا ما هو أفضل من بساط الريح، ثم أحضر له كتاباً، وقال له: هذا يا ولدي يمكنه أن يأخذك إلى الماضي والحاضر والمستقبل دون أن تتحرك من مكانك!

أتساءل: ماذا لو تحولت القيم المعرفية في الكتب إلى أموال؟ هل سنفرط في القراءة؟ المعرفة قيم معنوية لا تدرك بالحواس، لكنها موجودة في العقول.

رغم بساطة هذه الحكاية، إلا أن الكتاب يحمل لنا عوالم وتجارب. لذلك، إذا لم يكن لديك وقت للقراءة، اجعل وقتك يُخصص للقراءة. يمكن أن تقرأ في وسائل النقل العامة، أو عند التوقف بإشارة مرور، أو في أوقات الانتظار، أو حتى قبل النوم. هناك كتب تمتلك سحراً خاصاً، ابحث عنها. الكتاب هو كنز يمكن أن يقودك إلى سعادتك.

الكتب توفر لنا أكثر مما نتخيل

هل تندهش إذا منحك الكتاب نقوداً؟ لدي صديق استعار كتاباً وعثر فيه على 500 ريال. لم يكن متذكراً أنه وضعها هناك، ولكن الحقيقة أن الكتاب يمنحنا ثروات ومعرفة نقية. لم لا نبحث عن ذلك السطر الذي يمكن أن يغير حياتنا؟

بعض الأفراد يفضلون تجنب القراءة إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون الكتب كحافظة نقود. إنه لأمر محزن أن يهجر الكتاب بهذه الطريقة. وأتساءل: إذا كانت القيم المعرفية في الكتب تحولت إلى أموال، هل سنستمر في القراءة؟ المعرفة ليست فقط قيمة مادية، بل هي روح تغذي العقول.

كيف نحفز الآخرين على القراءة؟

وصلني سؤال: كيف يمكننا جعل من لا يقرأ يقرأ؟ ابتسمت لأني أدركت أن الفكرة تحمل عملاً قسرياً. القرآن يقول: “لا إكراه في الدين”. كيف يمكن لشخص من عدم اعتاد القراءة أن يقرأ كتاباً غير مشوق أو مترجم بصورة رديئة؟

المشكلة ليست في القارئ بل في الكتاب. هناك كتب شهيرة لكنها تمثل إحباطاً للكثيرين، مما يمنعهم من القراءة مجدداً. ينبغي أن نراجع دور النشر التي تستغل تلك الكتب لتحقيق الربح، مما يؤدي إلى فقدان القراء. لنطرح هذا التساؤل: كيف نجعل القراءة ممتعة للجميع؟

يجب علينا التأثير بصورة إيجابية على القارئين، فلو تمكن كل قارئ من إقناع 10 آخرين، ستتضاعف نسبة القراء. هل سمعتم بقصة مربع القراءة؟!

في إحدى القرى، عاشت أربع صديقات شغوفات بالقراءة، وأطلقن نادي قراءة باسم “مربع القراءة”. كل يوم بعد المدرسة، يجتمعن ليقرأن معاً. هذا التأثير على حياتهن لاحقاً حيث أصبحت ليلى معلمة، وسلمى كاتبة، وعفاف مترجمة، ويقوت بائعة كتب.

لمن تقع على عاتقهم مسؤولية التشجيع على القراءة، عليكم أن تحفزوا الآخرين، لأنّ السؤال قد يُنتج مقالاً، ورُبما التشويق يُخرج قارئاً.

اقتراحات لجذب الجمهور إلى القراءة

  • اختيار عنوان جذاب للكتاب.
  • العناية بالمحتوى وخلق عنصر التشويق.
  • استخدام اقتباسات مميزة لجذب القراء.
  • التعريف بالكاتب ومؤلفاته لتشجيع القراء.
  • إنشاء أندية قراءة لتعزيز القراءة.
  • نشر تصاميم ترويجية للقراءة.
  • تقديم مسابقات كتابية تعتمد على القراءة.
  • تحفيز القراءة من خلال إنشاء تحديات ومنافسات.
  • إجراء تقييمات للكتب الجيدة.
  • تحويل الروايات إلى أفلام أو كتب صوتية.
  • إبراز أهمية القراءة بين الأمهات لتنشئة جيل قارئ.
  • التأكيد على جودة الإخراج الطباعي للكتب.
  • استخدام خطوط واضحة ومريحة للعين.
  • إقامة معارض للكتب بأسعار مخفضة.
  • تفعيل المناسبات القرائية لتعزيز القراءة.
  • توفير مكتبات متنقلة لزيادة توافر الكتب.

في الختام، ندعو كل مسؤول عن القراءة إلى عدم التقليل من قدراتهم. عليك فقط أن تحفز الآخرين، فربما سؤال بسيط ينتج عنه مقال، ورُبما التشويق يحول شخصاً عادياً إلى قارئ شغوف.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version