احتجاجات واسعة في فالنسيا بسبب الفيضانات
تجمعت جموع غفيرة، تقدر بعشرات الآلاف، في مدينة فالنسيا بشرق إسبانيا يوم السبت، للتعبير عن غضبهم إزاء تعامل الحكومة الإقليمية مع الفيضانات الكارثية التي حصدت أرواح أكثر من 220 شخصاً، مما يجعلها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها أوروبا خلال العقود الأخيرة.
مطالبات بالاستقالة
اجتاحت الحشود وسط المدينة مطالبة باستقالة رئيس الحكومة الإقليمية كارلوس مازون، حيث هتف المتظاهرون قائلين: “قتلة!”، معبرين عن استيائهم من إدارة الأزمة. وكانت إحدى اللافتات المكتوبة تؤكد: “أيادينا ملطخة بالطين وأياديكم ملطخة بالدماء.”
الاتهامات بالتأخير
المتضررون من الفيضانات ألقوا باللوم على مازون بسبب تأخره في إصدار الإنذارات يوم 29 أكتوبر، بعد تدفق المياه على العديد من البلدات القريبة. بدوره، ادعى مازون أنه كان لينبه الناس بشكل مبكر لو كانت السلطات المركزية قد زودته بمعلومات كافية حول الوضع.
الوضع الصحي بعد الفيضانات
انتشرت روائح كريهة في المناطق المنكوبة، مما أثار القلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة. عالم الأحياء ميغيل روديلا حذر من أن الروائح، التي تشبه رائحة البيض الفاسد والكبريت، تأتي نتيجة تحلل المواد العضوية تحت ظروف خالية من الأكسجين. وأكد أن تنشق تلك الروائح قد يسبب مشكلات صحية.
قلق صحي يتزايد
وفي خضم الفيضانات، اشتكى الكثير من المتطوعين والضحايا من آلام في الرأس ودوار بعد استنشاقهم للروائح الكريهة، وارتدى البعض الكمامات كإجراء احترازي. ومع ذلك، أكدت وزيرة الصحة مونيكا غارسيا عدم وجود أي وباء مرتبط بالفيضانات حتى الآن.
ظهور أمراض جديدة
رافقت الفيضانات أيضاً ظهور بعض حالات التهاب الأمعاء، حيث اعترفت وزيرة الصحة بوجود خطر محتمل بسبب العوامل المسببة للأمراض في المياه الراكدة. كما تم الاشتباه بإصابة متطوعين بـ”داء البريميات”، وهو مرض بكتيري ناتج عن التعرض للوحل والمياه الملوثة.
توصيات صحية
نشر المختصون مجموعة من التوصيات على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الحد من انتشار الأمراض، فيما تدفقت أعداد كبيرة من المتطوعين من كافة أنحاء إسبانيا للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
تحذيرات لسلامة المتطوعين
أكدت روزا توريس، المتحدثة باسم لجنة الطوارئ التي تشكلت عقب الفيضانات، خلال مؤتمر صحافي على ضرورة أن يكون المتطوعون مجهزين بشكل مناسب، حيث يجب عليهم ارتداء الكمامات والقفازات والأحذية، بالإضافة إلى قمصان ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة ونظارات واقية، خصوصاً عند التعامل مع المياه الراكدة أو الطين.
الأثر المدمر للفيضانات
بعد مرور أكثر من عشرة أيام على الفيضانات التي أوقعت 220 قتيلاً على الأقل في جنوب شرق إسبانيا، لا تزال العديد من المدن في منطقة فالنسيا تعاني من آثار الكارثة، حيث لم تتمكن بعد من إزالة الوحل البني الرطب من الطرق وفي جدران المنازل، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة.
روائح كريهة وخطر انتشار البعوض
رغم جهود التنظيف، إلا أن الروائح الكريهة لا تزال تتصاعد من العديد من المحلات، كما أشار توني ماركو، موظف في شركة تنظيف، إلى أن “اللحوم الفاسدة هي السبب”. وأوضح أن هذه اللحوم ظلت داخل الثلاجات التي تفتقر للكهرباء منذ يوم الفيضان.
بينما أضاف أنجيل ألدهويلا، رجل إطفاء يعمل في كاتاروجا بالقرب من فالنسيا، أن الروائح تتنوع من شارع لآخر، لأن كل مادة متحللة تمتلك رائحة مميزة. وتوقع أن تزداد هذه الروائح سوءاً، مشيراً إلى أن عمليات التنظيف قد تستغرق عدة أسابيع.
في الأيام القادمة، ستعطي السلطات الصحية في مقاطعة فالنسيا الأولوية لمخاطر انتشار البعوض في المياه الراكدة، نظرًا لقدرته على نقل الأمراض، وقد دعت وزارة الصحة جميع البلديات المتضررة التي تقدر بـ79 بلدية لاتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه المشكلة.