آلاف يهربون من مدينة حمص السورية مع تقدم الثوار

By العربية الآن


آلاف الأشخاص يفرون من مدينة حمص السورية مع تقدم المتمردين



Getty Images
أعلن المتمردون النصر في حماة يوم الخميس حيث انسحبت القوات العسكرية السورية من مدينة كبيرة ثانية

تشهد مدينة حمص السورية، ثالث أكبر مدينة في البلاد، موجة من النزوح حيث فر عشرات الآلاف من الأشخاص إثر تقارير عن تقدم المتمردين، بعد أسبوع من إطلاقهم هجومًا سريعًا.

نجح المتمردون في الاستيلاء على حماة شمالًا يوم الخميس، مما يمثل ضربة ثانية كبيرة للرئيس بشار الأسد الذي فقد السيطرة على حلب الأسبوع الماضي.

وقال زعيم مجموعة هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، لسكان حمص “لقد جاء وقتكم”.

بدأت القوات المتمردة أكبر هجوم لها ضد الحكومة السورية منذ سنوات الأسبوع الماضي.

لقد كانوا يتقدمون نحو الجنوب، وستكون حمص المحطة التالية على الطريق إلى العاصمة دمشق.

يُعتبر هذا الهجوم أسرع تقدم عسكري لأي جانب منذ بداية الحرب الأهلية السورية قبل 13 عامًا، مما يكشف عن ضعف القوات العسكرية في البلاد.

Members of the Alawite minority community، التي تدعم الرئيس الأسد، يهرعون لمغادرة حمص، حيث أظهرت مقاطع الفيديو الطرق مزدحمة بالسيارات.

أبلغ مركز العمليات المشترك للمتمردين أن مقاتليه عبروا بلدتين في الطريق إلى حمص – الرستن وتلبيسة – وهم الآن في حدود 5 كم (3.1 ميل) من المدينة.

لم تتمكن البي بي سي من التحقق من هذه التحركات، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة تراقب الحرب من المملكة المتحدة، يشير أيضًا إلى ذلك.

في وقت سابق، أفاد المرصد أن الطائرات الحربية الروسية قصفت جسرًا في الرستن لمحاولة إبطاء تقدم المتمردين.

وبعد أن فقدت القوات السورية السيطرة على حماة بعد أيام من القتال، ليس من الواضح ما إذا كانت ستتمكن من الدفاع عن حمص.

حمص هي مدينة استراتيجية تربط دمشق بموطن العلويين على الساحل المتوسطي.

العلاويون هم أقلية من المسلمين الشيعة التي ينتمي إليها عائلة الأسد.

لقد كانوا يشكلون قاعدة دعم رئيسية لحكم الأسد، وكانوا مفتاحًا لتمسك الرئيس بالسلطة.

لقد تعهد الأسد بـ “سحق” المتمردين واتهم القوى الغربية بمحاولة إعادة رسم خريطة المنطقة.

ومع ذلك، يقول المحللون إن قواته تفتقر إلى المعنويات وتعاني من انخفاض الرواتب والفساد في صفوفها. وقد أعلن عن زيادة بنسبة 50% في الرواتب في الأيام الأخيرة، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية سانا.

روسيا وإيران، وهما الحليفان الأكثر أهمية للنظام، أعلنتا عن استمرارهما في دعم الأسد،

ومع ذلك، لم يقدما نوع المساعدة العسكرية التي كانت حتى الآن تدعم حكمه، والآن تطالب موسكو مواطنيها بمغادرة البلاد.


تضع موسكو كل تركيزها على حربها في أوكرانيا، وقد ضعفت إيران بفعل الحملة القاسية التي تشنها إسرائيل ضد أقوى ميليشياتها المتحالفة، حزب الله اللبناني.

حزب الله، الذي كان مقاتلوه مفتاحيًا في الحفاظ على الأراضي التابعة للنظام في سورية، هم الآن غائبون إلى حد كبير عن ساحة المعركة، على الرغم من التقارير في الصحافة اللبنانية والإسرائيلية التي تقول إن أعدادًا صغيرة عبرت الحدود لتعزيز دفاع حمص.

**اجتماعات تركية روسية إيرانية لمناقشة تصاعد القتال في سوريا**

من المتوقع أن يلتقي المسؤولون الروس والإيرانيون بنظرائهم الأتراك في نهاية الأسبوع لمناقشة رد على تصعيد النزاع في الحرب الأهلية السورية.

**دعم تركيا للمجموعات المتمردة**

تدعم تركيا بعض المجموعات المتمردة، وقد طالب رئيسها رجب طيب أردوغان منذ عدة أشهر الرئيس الأسد بالوصول إلى حل سياسي مع المعارضة. وأعرب أردوغان عن دعمه للتقدم الذي حققته الفصائل المعارضة، مشيرًا إلى أن الحملة الهجومية لم تكن لتحدث لو استجاب الأسد لنداءاته.

**دور أنقرة في الأحداث الأخيرة**

يقول محللون إن هذه التطورات لم تكن لتحدث دون علم وموافقة أنقرة. في حين يسعى زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، إلى تحسين صورته العامة من خلال تعهدات بتقديم الحماية للأقليات والموقف كوطني معارض لهجمات خارج سوريا، بعد انفصاله عن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة قبل سنوات.

**الوضع المأساوي في سوريا**

منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 بعد قمع الحكومة السورية للاحتجاجات السلمية المؤيدة للديمقراطية، قُتل أكثر من نصف مليون شخص. وذكرت المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه منذ بدء الهجوم قبل تسعة أيام، قُتل أكثر من 820 شخصًا، من بينهم 111 مدنيًا.

**تزايد النزوح المدني**

أشارت الأمم المتحدة إلى أن القتال “يزيد من تفاقم الوضع الرهيب بالفعل للمدنيين في شمال البلاد”. حيث تقدر الأعداد بنحو 280,000 شخص تم تشريدهم، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يعاني بعض المدنيين من كونهم محاصرين في مناطق القتال.

**الوضع في حلب**

في Hama، وهي مدينة يقطنها مليون شخص وتقع على بعد 110 كيلومترات جنوب حلب، استولى مقاتلو هيئة تحرير الشام على المدينة وأطلقوا سراح السجناء من سجنها المركزي وسط معارك عنيفة، بينما أفادت التقارير أن الجيش أعاد نشر قواته خارج المدينة.

ويعاني سكان حلب، المدينة التي يسكنها مليوني شخص، من تعطل العديد من الخدمات العامة والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمخابز ومحطات الطاقة، بسبب نقص الإمدادات والموارد البشرية.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف ذات النفوذ لبذل جهود لإنهاء الحرب الأهلية.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version