“أمنية أن يعيش لرؤية سوريا الجديدة” – حشود تودع ناشطاً معارضاً للأسد
جنازة الناشط مازن الحمادة
شيعت حشود غفيرة جثمان الناشط المعارض للنظام السوري، مازن الحمادة، يوم الخميس في شوارع دمشق. وقد وُري جثمانه الثرى بعد أن حملته الجماهير، مغطاةً بالعلم ذا الألوان الأخضر والأبيض والأسود، الذي اعتمده المتظاهرون منذ عام 2011، والذي أصبح رمزاً ثورياً يكاد يكون حاضراً في المدينة منذ سقوط بشار الأسد.
تزايد الحضور في الجنازة
مع تقدم موكب الجنازة، انضم المزيد من الناس إلى صفوفه، مرددين شعارات مثل “مازن شهيد”. وقد شهدت الجنازة مشاعر حزينة، حيث باكى الكثيرون وتداخلت الهتافات مع الدموع.
قصة مازن الحمادة والمعاناة التي عاشها
إذا كان العالم قد عرف من قبل عن فظائع نظام الأسد تجاه الشعب السوري، فإن جزءاً من هذا الفهم يعود إلى مازن، الذي كان ناشطاً بارزاً ينتقد النظام. تم العثور على جثته يوم الأحد الماضي في سجن صيدنايا المعروف بتعذيبه، وقد كان جسده يحمل علامات تعذيب مروعة.
إصابات جسيمة وشهادات عائلته
أخبر طبيب قام بفحص الجثة هيئة الإذاعة البريطانية أن مازن تعرض لكسور واحتراقات وكدمات في جميع أنحاء جسمه، وهي اتهامات تؤكدها عائلته. وقالت شقيقته لميا: “من المستحيل عدّ الجروح على جسده. كان وجهه محطمًا وأنفه مكسورًا.”
عودته إلى سوريا وبداية مأساوية
موت مازن الحمادة هو جزء من مأساة أكبر، حيث فقد العديد من السوريين أرواحهم تحت النظام. في عام 2013، حصل مازن على اللجوء في هولندا، لكنه عانى فيما بعد من الاكتئاب والمشكلات النفسية. وفي عام 2020، قرر العودة إلى سوريا بعد أن تم إقناعه بوجود صفقة أمان وعُدّت عائلته تهديداً.
النهاية المأساوية وظروف القتل
سرعان ما تم اعتقاله عند وصوله إلى البلاد، ويعتقد أن قوات النظام قتلت مازن بعد أن استولت الفصائل الثورية على حماة الأسبوع الماضي. وعبّرت شقيقته عن حزنها، قائلة: “أنا سعيدة لأننا أحرار، لكنني أتمنى لو أنه عاش ليشاهد ذلك. لقد دفع ثمن حريتنا.”
الحقائق المرعبة عن المفقودين
قصة مازن تعتبر مجرد لمحة عن الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد. فقد اختفى أكثر من 100,000 شخص خلال فترة حكمه، ويعتقد أن معظمهم فارقوا الحياة. وفي مستشفى دمشق، وُضعت الجثث المستخرجة من سجن صيدنايا في المشرحة، حيث كان هناك انبعاث روائح كريهة بسبب نقص في الأماكن المخصصة لحفظ الجثث.### مأساة أسر المفقودين في سوريا: رحلة البحث عن العدالة
تتزايد معاناة الأسر السورية مع مرور السنوات، حيث يقوم الكثير منهم بالبحث عن أحبائهم المفقودين في معاناة تتجلى في مشهد مؤلم، حيث يقومون بالبحث في أكياس الجثث لتحديد هوياتهم. في مستشفى المجتهد بدمشق، تجمعت عائلات بقلوب محطمة أمام أكياس من الجثث المجهولة.
مأساة عائلة أحمد
تم التعرف على جثة الشاب أحمد سلطان عيد (19 عاماً) بواسطة والدته وأخيه، حيث لم تستطع والدته تحمل رؤية جثته، وانهارت من شدة الحزن. صرخت قائلة: “يا ولدي، كنت مجرد طفل ولم يتبقَ لنا شيء بعد الآن.” أما أخوه، فقد ودع الجدار بخده وانهار باكياً.
صعوبات البحث
بينما كان الحضور يحملون صور أحبائهم المفقودين، تحدث مصطفى خير الدين، وهو رجل مسن، بحزن عن صعوبة البحث قائلاً: “كيف يمكن للمرء أن يجد شيئاً وسط الهياكل العظمية؟” حيث يبحث عن ابنيه عمر ومحمد المفقودين منذ عام 2011.
الشعور باليأس والغضب
آلام الفقدان والغضب، والذي كان محصوراً لفترة طويلة، بدأت تتدفق أخيراً. وأكدت سيدة بشجاعة: “كل أم تبحث عن ابنها يجب أن تنتقم من الأسد. لا ينبغي أن يمنح بوتين اللجوء له، بل يجب أن يتم إعادته لنقوم بإعدامه في مكان عام.”
المطالبة بالعدالة
وعندما سُئلت لمى، أخت مازن، حول العدالة التي ترغب بها لأخيها، أوضحت: “لقد هرب الجناة جميعهم، لكنني أريدهم أن يعودوا ليتم تحقيق العدالة في المحكمة.”
تستمر هذه المعاناة اليومية، حيث تبحث الأسر عن إغلاقٍ لصفحات مأساة فقدانهم، رغم الجراح التي لا تندمل.