الهجمات الإسرائيلية تسفر عن مقتل 14 فلسطينياً في غزة
أعلن مسؤولون طبيون فلسطينيون أن هجومين جويين إسرائيليين في غزة أسفرا عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، من بينهم طفلان وامرأة. جاءت هذا الحادثة بالتزامن مع تقرير صادر من ثمانية منظمات إغاثة دولية يشير إلى أن إسرائيل لم تستجب للمطالب الأمريكية المتعلقة بالوصول الإنساني إلى قطاع غزة المتضرر من الحرب، حيث تدهورت الأوضاع إلى أسوأ حالاتها منذ بداية النزاع قبل 13 شهرًا.
تفاصيل الضربات الجوية
في وقت متأخر من يوم الإثنين، استهدف الهجوم الأول كافيتريا في منطقة “مواسية” الإنسانية غرب مدينة خان يونس، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل، بما في ذلك طفلان، وذلك وفقًا للبيانات من مستشفى ناصر حيث تم نقل الضحايا. أما الهجوم الثاني الذي وقع صباح يوم الثلاثاء، فقد استهدف منزلًا في مخيم نُصيرات للاجئين في وسط غزة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، بحسب ما أفاد به مستشفى العودة.
ضغوط أمريكية على إسرائيل
في الشهر الماضي، طالبت إدارة بايدن إسرائيل بزيادة المساعدات الغذائية والإغاثية إلى غزة، مما حدد فترة زمنية قدرها 30 يومًا لتنفيذ ذلك، والتي انتهت يوم الثلاثاء. وقد حذرت الإدارة الأمريكية من أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى تفعيل قوانين أميركية تتطلب تقليص الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل خلال تصديها لحركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
وبالرغم من أن إسرائيل قد أعلنت عن بعض الخطوات لتحسين الوضع، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا في الأيام الأخيرة إلى أن إسرائيل لم تفعل ما يكفي رغم عدم وجود تصريح واضح بشأن اتخاذ أي إجراءات ضدها.
خلفية الصراع
بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023 بعد أن اقتحم مقاتلون فلسطينيون المناطق الإسرائيلية، مما أسفر عن سقوط حوالي 1200 قتيل — معظمهم من المدنيين — واختطاف 250 آخرين. ووفقًا لمسؤولين صحيين فلسطينيين، قُتل أكثر من 43 ألف شخص في الهجمات الإسرائيلية على غزة. وتشير التقارير إلى أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.
في لبنان، أطلق حزب الله، المدعوم من إيران، النار على إسرائيل تضامنًا مع حماس في غزة منذ 8 أكتوبر 2023. ويشير تقرير وزارة الصحة اللبنانية إلى أن أكثر من 3200 شخص قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 14 ألف آخرين منذ بداية الصراع.
آخر الأخبار: جهود إغاثية في غزة
تل أبيب – أعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية يوم الثلاثاء أنها قامت بنقل مئات الطرود الغذائية ومياه الشرب إلى منطقة محاصرة في شمال غزة حيث قامت بعمليات مركزة منذ أكتوبر الماضي. وأفادت الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات الإنسانية (COGAT) أن شاحنات المساعدات وصلت إلى المنطقة.
تصعيد العمليات العسكرية في غزة
تواصل القوات العسكرية الإسرائيلية عملياتها المكثفة في منطقتي جباليا وبيت حانون منذ السادس من أكتوبر. وفي ليلة الإثنين، وافق مجلس الأمن الإسرائيلي على تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة، مما سيعزز عدد الشاحنات التي تدخل هذه المنطقة المتضررة يومياً، وفقاً لمصادر رسمية مطلعة على الوضع.
أرقام القتلى والنازحين في غزة
أفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في شمال غزة منذ بدء العمليات العسكرية قد تجاوز 700 شخص، بينما يعاني عشرات الآلاف من النزوح. وتُشير الوزارة إلى أنها لا تميز في إحصاءاتها بين المدنيين والمقاتلين.
وفي سياق متصل، أشار مسؤول إسرائيلي، فضَّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن التقديرات العسكرية تشير إلى وجود حوالي 5,000 – 10,000 فلسطيني لا يزالون يعيشون في شمال غزة.
ضغوط أمريكية على إسرائيل
تأتي هذه المساعدات في إطار مهلة فرضتها الولايات المتحدة تطالب فيها إسرائيل بزيادة كميات الغذاء والمساعدات الطارئة إلى غزة. وقد حذرت من أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى تطبيق قوانين أمريكية تتطلب تقليص الدعم العسكري في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان. وقد اتهمت منظمات الإغاثة إسرائيل بالتقاعس عن توزيع المساعدات، خاصة في شمال غزة.
الأمم المتحدة: منع 85% من قوافل المساعدات
أفادت الأمم المتحدة بأن 85% من محاولاتها لتنسيق قوافل المساعدات وزيارة المناطق الإنسانية في شمال غزة — حيث يعاني السكان من الجوع الحاد — قد تم منعها أو عرقلتها في الشهر الماضي. وذكرت متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ستيفان دوجاريك، أن المكتب قدم 98 طلباً للسلطات الإسرائيلية للحصول على إذن للمرور عبر نقطة التفتيش على وادي غزة، لكن 15 طلباً فقط تم الموافقة عليها.
عبر دوجاريك عن قلق المكتب بشأن مصير الفلسطينيين المتبقين في شمال غزة في ظل استمرار الحصار، مطالباً إسرائيل بفتح المنطقة أمام العمليات الإنسانية وفقاً للاحتياجات الضخمة.
تحديات توصيل المساعدات
ذكر تقرير جديد نشر يوم الإثنين أن المنظمات الإنسانية تقدمت بـ 50 طلباً للسلطات الإسرائيلية لدخول محافظة شمال غزة خلال أكتوبر، قُبل منها 8 طلبات فقط، بينما تم رفض 33 طلباً، وقد واجهت الطلبات المقبولة عوائق مثل التأخيرات التي منعت إتمامها.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، زارت فرق من المكتب وفريق حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية تسع مواقع في مدينة غزة لتقييم احتياجات العائلات النازحة، خصوصاً من شمال غزة. أفاد دوجاريك بأن بعض النازحين كانوا في ملاجئ ومنازل مهجورة، بينما نام البعض في الشوارع أو في الحقول المفتوحة مهددين من الكلاب الضالة ليلاً.