أحلامي تعكس الوطن الذي فقدته

By العربية الآن


أحلامي عن سوريا: وطن مفقود

أحلم بسوريا جديدة تُبنى على أسس المواطنة الفعلية. إنني أتوق لوطنٍ لا تُجرم فيه الأحلام ولا تُقمع فيه الاختلافات. أريد وطناً يكفل لكل فرد حقه في التعليم بلغته الأم، وفي التعبير عن هويته وثقافته دون خوف أو إنكار.

حقوق وحريات

آمل أن تتحقق الحرية العامة في سوريا، حيث يصبح احترام حرية الرأي والتعبير من القوانين الأساسية، وليس مجرد شعارات. أريد وطناً يُحمي مواطنيه بدلاً من إرسالهم إلى السجون أو المنافي لمطالبتهم بحقوقهم. سوريا التي أحلم بها يجب أن تتساوى فيها الحقوق أمام القانون دون أي تمييز أو فساد.

نظام عادل

أتمنى أن تُدار الدولة بقوانين عادلة تستند إلى حقوق الإنسان، وأن لا تُصادر الحياة بقرارات فردية. لكل فرد الحق في العمل والتعبير، وتحترم جميع الثقافات واللغات بشكل متساوٍ. يجب أن يُحترم الكردي والعربي وكل المكونات الاجتماعية بلا تمييز، وينظر إلى الجميع على أنهم سوريون في وطنهم.

تجاوز الماضي

تسعى أحلامي إلى سوريا ما بعد الاستبداد، دولة القانون والمؤسسات، حيث يتمتع المواطنون بحرية الاختيار والمشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبلهم. لا أريد استبدال ديكتاتورية بأخرى، بل أريد لبلادي أن تنطلق نحو حياة كريمة ترفع فيها صوت الإنسان فوق الأصوات القاتلة.

وحدة وطنية

أحلم بسوريا تتصالح مع ماضيها وتفوت الفرصة لتجارب الإقصاء. أريد وطناً يحترم كل اللغات ويعتبرها جسوراً للتفاهم وصیغة للتعايش، وليس تهديدات.

لقد حُرمنا لسنوات من التعليم بلغتنا الكردية، وهذا الشعور يعد جرحاً عميقاً في كينونتنا. لا أريد أن يُحرم أي طفل سوري من حقوقه الثقافية، بل أريد أن تُعاد قيمة الشركات الثقافية إلى أصحابها.

إنصاف الضحايا

أحلم بوطن يُرفع فيه الظلم عن السوريين، حيث لا أرى مشردين أو أمهات يبحثن عن أبناء مفقودين. بلد يفسح المجال لطموحات الكرامة والحرية ليكونا الأساس لعقد اجتماعي جديد.

أتمنى لسوريا التي تنهض من تحت ركام النظام القديم – الذي أعتبره مافيوياً – أن تتسع لاختلافاتنا. فالتواصل الثقافي سيكون مفتاحًا لبناء وطن جديد.

العدالة الثقافية

في سوريا التي أطمح إليها، يجب أن تكون الثقافة حرة ومستقلة، تجسد ثراء التنوع، وتفتح مساحة للحوار. أريد أن تُروى القصص باللغات العراقية، وأن تكون الفنون أداة للتعبير عن الأحلام والمآسي.

دور المرأة

أحلم بوطن يقدّر المرأة كإنسان وكشريك أساسي في بناء المجتمع. يجب أن تُضمّن حقوقها في قوانين الدولة الجديدة وتُحترم كشريكة في جميع المجالات.

تنمية مستدامة

أريد دولة تستخدم مواردها لخدمة مواطنيها، وتعتمد على طاقات الشباب لتحقيق تنمية اقتصادية تعيد الأمل. بلد يستقبل أبناءه المغتربين ليلعبوا دورًا فاعلًا في إعادة البناء.

قيم إنسانية

أحلم بسوريا تعكس القيم الإنسانية وتعيد الاعتبار إلى العدالة والحرية. كروائي، تأخذ أحلامي شكل الوطن الذي حُرمت منه مع ملايين السوريين. قد تبدو أحلامي بعيدة المنال، لكن لا شك أنها بذور المستقبل.

هل سيبقى هذا مجرد حلم مؤجل؟ ربما. لكن على الأقل، بات بإمكاننا كسوريين أن نحلم!

* روائي سوري

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version