أخطر مذكرات سفير إسرائيل في مصر (2)

By العربية الآن



مع مذكرات أخطر سفير إسرائيلي في مصر (2)

اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل - كامب ديفيد
اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل – كامب ديفيد (العربية الآن)

تمكن موشيه ساسون من إحكام سيطرته على اللغة العربية واللهجة المصرية، مما ساعده في أداء مهمته، ويعتبر ذلك أحد أسباب اختياره لمنصب السفير.

اغتيال السادات وعلاقته بإسرائيل

يتناول ساسون في مذكراته بالتفصيل حادثة اغتيال الرئيس المصري أنور السادات (واقعة المنصة) التي وقعت في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1981. كان ساسون حاضرًا وجالسًا بالقرب من السادات، وقد استطاع الخروج مع باقي الإسرائيليين من مكان الحادث الذي غمرته الفوضى، بفضل جهود الأجهزة الأمنية المصرية التي قامت بتأمينهم بعد أن لجأوا إلى منزل طبيب مصري.

يؤكد ساسون أن الثقافة العربية والإسلامية تتضمن جواز القتل أو الاغتيال السياسي، متناولًا بفجاجة ذلك، في ربط غير علمي بين جماعات تاريخية وحوادث اغتيال مختلفة.

يشير ساسون إلى تفاصيل حضور مناحيم بيغن مراسم الدفن، مع أنه كان يعاني من علة صحية أثرت على قدرته على الحركة، حيث اعتبر ساسون وبيغن رحيل السادات خسارة كبيرة. ويبالغ ساسون في نفي ارتباط اغتيال السادات بسلامه مع إسرائيل، رغم تأكيد المنفذين على هذا الربط.

كتب ساسون ملاحظاته بالعبرية لجمهوره، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينوي تضليلهم أو أنه بالفعل كان يعتقد بأن ما كتب صحيح. كما يعكس موقفه استعلاءً واضحًا على الثقافة العربية والإسلامية، متجاهلا واقع العنف والصراعات.

الأسئلة العويصة

في الفصل الخامس من مذكراته، يطرح ساسون ثلاثة أسئلة حول مستقبل اتفاقية السلام مع مصر بعد رحيل السادات، وما إذا كان سيناء ستعود لمصر وما سيحدث إذا شنت إسرائيل حربًا على دولة عربية. ومع مرور الزمن، أظهرت الأحداث أن تلك الأسئلة لم تؤثر على الاتفاق، بل استمرت العلاقات رغم التغيرات السياسية الداخلية والإقليمية.

وبات من الواضح أن إسرائيل استغلت هذا السلام لتنفيذ هجماتها على العرب، بدءًا بقصف المفاعل النووي العراقي في 1981، وصولاً إلى مجازر غزة الحالية.

يمثل ساسون سياسة دولة، حيث سعى لفرض ثقافة التطبيع في مصر دون الحصول على مقابل، بل استمر في تعزيز صورة إسرائيل كحامي للعرب فيما بينهم.

حالة منفصلة

تظهر مذكرات ساسون أنه تصرف تجاه مصر ككيان منفصل عن محيطها العربي، ساعيًا لتحقيق ذلك من خلال أنشطته السياسية. وقد اعتمد على فرض ثقافة التطبيع دون تقديم أي مقابل فعلي من إسرائيل.

استندت سياساته إلى استخدام القوة الإسرائيلية لخلق نزاعات داخلية بين العرب، مما يضعف لحمتهم ويعزز الهيمنة الإسرائيلية.

تغيير دون مقابل

يحكي ساسون في مذكراته عن زيارته لمتحف قومي حيث قدم ملاحظة تتعلق بتغيير عبارة على طائرة معروضة تم تدميرها من قبل القوات المصرية، متوقعًا تغييرها، ولكنه غادر خائب الأمل من عدم تغيرها. فهو أراد رؤية تغييرات تعكس انتماء مصر لإسرائيل، متجاهلاً الترويج الإسرائيلي لثقافة الكراهية والتعالي.

يذكر أيضًا آخر لقاء له مع الرئيس حسني مبارك، حيث أعرب عن قلقه بشأن التحريض ضد اليهود في الإعلام المصري، فيما استجابت الحكومة المصرية بسرعة، منوهًا بعدم تعقب الإعلام الإسرائيلي لنفس الأمر، مما يدلل على انحيازات واضحة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version