تكرس أدلين أبيمنوي أويمو، مرشحة الحزب المسيحي الديمقراطي في انتخابات ولاية براندنبورغ بشرق ألمانيا، ساعتين يومياً للتجول في مدينتها كوتباس، حيث تدق الأبواب لتعريف الناخبين بنفسها، ويرافقها دائماً فرد واحد على الأقل من فريقها. وتقوم بإبلاغ الشرطة مسبقاً عند رغبتها في تعليق صورها أو الترويج لحملتها، وذلك بعد تعرضها للاعتداء من قبل سيدة ألمانية، مما ترك أثراً من الصدمة والخوف لديها.
حادثة الاعتداء
تعرضت أويمو لحادث اعتداء صادم حيث كانت تعلق يافطة في ساحة المدينة برفقة ابنتيها وزوجها، عندما اقتربت منها شابة ألمانية. بدأت المحادثة بشكل عادي لكنها سرعان ما تحولت إلى عدائية، حيث تعرضت أويمو لشتم وإهانات تتعلق بلون بشرتها، بالإضافة إلى إهانتها وعائلتها. وعندما اتصلت بالشرطة، تفاقم الوضع حيث قامت السيدة بالاعتداء عليها محاولة خنقها، حتى وصلت الشرطة وأحضرت سيارة الإسعاف.
تتحدث أويمو عن الحادث المؤلم بمرارة، لكنها تظهر إصراراً على الاستمرار في العمل. تقول: «لقد عشت في كوتباس لأكثر من 20 عاماً، وكان ذلك صادماً، فلم أتوقع أن أتعرض لمثل هذا الاعتداء الذي زاد من إصراري على النضال». وتصف المدينة بأنها احتضنتها وأعطتها فرصة لتعلم اللغة.
نشاطها وصمودها
قبيل الانتخابات المحلية في براندنبورغ، كانت أويمو مشغولة بتحضير حملتها والمشاركة في مهرجان للأطفال، حيث تعمل كأمينة صندوق لـ«جمعية كرنفال الأطفال في شرق ألمانيا» وعضوة في المجلس الاستشاري للهجرة منذ عام 2018. تعزز أنشطتها شعورها بالانتماء إلى كوتباس، وتقول إنها غالباً ما تحيط نفسها بأشخاص من بيئات إيجابية لمواجهة العنصرية.
بالرغم من وجود العنصرية، تؤكد أويمو وجود الكثير من الأشخاص الطيبين في كوتباس، مشيرة إلى أنها اختارت البقاء في المدينة بسبب الأجواء العائلية الجيدة التي توفرها.
القلق من صعود اليمين المتطرف
إلا أن هناك قلقاً يساورها بشأن ارتفاع شعبية حزب «البديل لألمانيا» في الولايات الشرقية، حيث يتصدر استطلاعات الراي في براندنبورغ. فقبل أسبوعين، أظهرت الانتخابات المحلية أن الحزب حصل على نسب مرتفعة في ولايتي تورنغن وساكسونيا، ما يؤكد مدى تأثيره المتزايد.
تصف أويمو هذا التقدم في الشرق بأنه يؤشر إلى مستقبل مقلق، حيث تعبر عن أملها في عدم فوزهم وتبذل قصارى جهدها لتحفيز الناخبين على التصويت للحزب الصحيح. ومع أن سياسات الحزب واضح فيها العداء للاجئين وللألمان من أصول مهاجرة، إلا أن لديها أمل في أن التحالف بين الأحزاب السياسية الأخرى سيبقى رادعاً أمام وصول هذا الحزب إلى السلطة.
