2024: عام الرعب
تستعد سنة 2024 لأن تكون عام الرعب، سواء في السينما أو على المستوى العالمي، إذ تشهد أحداثًا مأساوية تتزامن مع نجاح متزايد لأفلام الرعب في شباك التذاكر. يبدو أن الجمهور يُقبل على هذه الأفلام كوسيلة للتخلص من مخاوفهم اليومية.
أفضل أفلام الرعب العالمية في 2024
تقدم هذه القائمة مجموعة من أفضل أفلام الرعب لهذا العام، مع العلم أن كل فيلم له طابعه الفريد على الرغم من كونه جزءًا من تصنيف الرعب العام. نقوم بدراسة هذه الظاهرة السينمائية مع الاستفادة من علم النفس التطوري الذي يُحلل الأسس البدائية لأفلام الرعب. يستند ذلك إلى دراسة “كارول أل فراي” في كتابه “الجذور البدائية لسينما الرعب”، الذي نُشر باللغة العربية عام 2021.
فيلم “المادة”
فيلم “المادة” (The Substance)، من إخراج كورالي فارجيت، يمزج بين الرعب والخيال العلمي. تدور القصة حول ممثلة ناجحة تُعاني من تراجع شهرتها بعد بلوغها الخمسين، حيث تبدأ في فقدان جمالها. تنبيهاً لها، يحصل لديها خيار لتحسين حالتها عن طريق تناول عقار يُنتج نسخة أكثر شبابًا منها. لكن هذا الخيار يحمل ثمنًا؛ إذ يتطلب الأمر منها اتباع نظام يُلزم النسختين بالتبادل في فترة للاستراحة. تنتهي القصة بشكل مأساوي عندما يُخالف أحدهما القاعدة.
فيلم “بيتلجوس بيتلجوس”
فيلم “بيتلجوس بيتلجوس” (Beetlejuice Beetlejuice) للمخرج تيم بيرتون يُجمع بين الرعب والكوميديا، وهو تتمة للفيلم الأصلي الذي صدر في الثمانينات. تعود “فليديا ديتز”، الآن في الخمسينات من عمرها، إلى منزل الأشباح بعد وفاة والدها، لتجد نفسها مُحاطة بالشبح الشرير “بيتلجوس”، الذي يسعى للزواج منها باستخدام قواه السحرية.
فيلم “لا تتحدث بشر”
فيلم “لا تتحدث بشر” (Don’t Speak Human) يقدم مزيجاً من العناصر المرعبة والدرامية، مع التركيز على تأثيرات الخوف وكيفية التعامل معها. من خلال حبكة معقدة، يعكس الفيلم الصراع التغلب على الخوف البشري.
رابط المصدر
فيلم “لا تتحدث بشر”
فيلم “لا تتحدث بشر” هو نسخة أميركية من فيلم دانماركي يحمل نفس الاسم، من إخراج جيمس واتكينز. تتناول أحداث الفيلم عائلة أمريكية تعيش في بريطانيا، حيث يواجه الأب، بن دالتون، إحباطًا شديدًا من حياته. أثناء قضاء العائلة عطلتها في منتجع إيطالي صغير، تلتقي بعائلة بريطانية تعيش في الريف. وبعد صداقة سريعة، تتلقى أسرة دالتون دعوة لزيارة المنزل الريفي لجيرانهم. ولكن سرعان ما يكتشفون أن هذه الدعوة تخفي نوايا غير حسنة، خاصة عند تغير سلوك رب الأسرة ليصبح مقلقًا للغاية.
يشير علم النفس التطوري إلى أن الرعب الموجود في أفلام مثل “لا تتحدث بشر” يعود إلى ما يعرف بـ “تَمَثُّل الآخر”، وهو الخوف المتوارث من أسلاف الإنسان البدائي. الفيلم يعكس التباين الثقافي بين العائلتين الأمريكية والبريطانية، مما يخلق شعوراً بالارتياب الذي يعتبر البذور الأولى للرعب قبل أن يتحول إلى أحداث مرعبة.
فيلم “قارة”
فيلم “قارة” (Continente) هو إنتاج برازيلي-أرجنتيني من إخراج ديفي بريتو. يبدأ الفيلم بعودة البطلة أماندا إلى قريتها الصغيرة في البرازيل بسبب مرض والدها الذي يرقد في غيبوبة. خلال فترة غيابها الطويلة، نسيت أماندا الكثير عن قريتها، بما في ذلك أهمية والدها كإقطاعي له نفوذ واسع. ولكن مع تقدم الأحداث، تبدأ الشكوك في التزايد حول علاقات القوة بين الفلاحين والإقطاعي الثري، حيث يطلبون من ابنته أن تأخذ مكانه، حتى لو تطلب الأمر أخذ أبعاد مرعبة.
الفيلم يسرد قصة صراع القوة والسيطرة في الإقليم، حيث يستغل الإقطاعي الفقراء ويضعهم في وضع استعبادي، مما يساعد في تسليط الضوء على واقع الإقطاع في البرازيل.
فيلم “لا تتركني أبدا”
الفيلم “لا تتركني أبدا” (Never Let Go) يدور حول أم تعيش في منزل منعزل مع توأميها. تفرض الأم إجراءات صارمة على أطفالها حفاظًا عليهم من الشر الذي يعتقد أنه يحيط بهم. الشر في هذا الفيلم يظهر كشيء غامض وخبيث، وذلك بما يتماشى مع مفهوم “تَمَثُّل المفترسين”، حيث يعكس قلق أسلافنا من الخطر المحتمل.
يستمد الرعب في هذا الفيلم من الخوف من المجهول، وهو ما يثير استجابة نفسية مرتبطة بإرثنا الجيني.
تساعد تحليلات الأفلام من منظور علم النفس التطوري على فهم أسباب نجاح أفلام الرعب، حيث تلامس مخاوف أجدادنا البدائيين، مما يجعل المتفرجين يتجاوبون مع هذه الأنماط الرعبية، التي بقيت حتى يومنا هذا.