أسباب وآثار اغتيال حقاني

By العربية الآن


أسباب وتداعيات اغتيال حقاني

FILE - Taliban flags fly at the airport in Kabul, Afghanistan, Sept. 9, 2021. Two years on from the Taliban takeover of Afghanistan, the United States has begun easing rules that could allow commercial airlines to fly over the country in routes that cuts time and burned fuel for East-West travel. But those flights shortening routes for India and Southeast Asia raise questions never answered during the Taliban's previous rule from the 1990s to the months after the Sept. 11, 2001, attacks. (AP Photo/Bernat Armangue, File)
سيطرت حركة طالبان على أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية في أغسطس/آب 2021 (أسوشيتد برس)

كابل – في يوم الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، وقع تفجير انتحاري داخل مبنى وزارة شؤون المهاجرين في العاصمة الأفغانية كابل، مما أسفر عن مقتل خليل الرحمن حقاني، وزير شؤون المهاجرين في حكومة طالبان المؤقتة.

يعتبر هذا الاغتيال حدثًا مهمًا ليس فقط بسبب الرتبة السياسية لخليل الرحمن، بل أيضًا لدوره كأحد أبرز الشخصيات في حركة طالبان وجماعة حقاني، وهو من الفصائل الأساسية داخل الحركة. يشكل هذا الحادث تحديًا لاستقرار طالبان ويثير تساؤلات حول تداعياته على الساحة الأمنية والسياسية في أفغانستان.

واشنطن صنفت خليل الرحمن حقاني (يمين) إرهابياً عالمياً في عام 2011 (الفرنسية)

مَن حقاني؟

خليل الرحمن حقاني، الذي قُتل عن عمر يتجاوز السبعين عاماً، وُلد في ولاية بكتيا شرقي أفغانستان. ينتمي إلى قبيلة “زدران” البشتونية، التي تُعرف بتأثيرها في حل النزاعات القبلية. وهو من عائلة لها تاريخ طويل في معالجة القضايا الاجتماعية.

يعتبر حقاني من القادة البارزين في حركة طالبان، وهو عم سراج الدين حقاني، وزير الداخلية الحالي وزعيم شبكة حقاني، وهو أيضًا الأخ الأصغر للشيخ جلال الدين حقاني، أحد قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفياتي في الثمانينيات.

أسرة حقاني تشتهر بالقدرة على الصفح عن الخصوم وتجاوز الخلافات. عُرف خليل الرحمن بدوره القيادي في العمليات العسكرية خلال الجهاد الأفغاني ضد السوفيات، ولاحقاً ضد القوات الأمريكية والناتو خلال الحرب على أفغانستان منذ عام 2001.

كان يُعَدّ حلقة وصل بين القيادة التقليدية لطالبان والفصيل العسكري، وقد عُرف بنشاطه في المصالحة ودعوة المعارضين للعودة. تولى إدارة شؤون المهاجرين بعد عودة طالبان عام 2021.

يملك جناح حقاني سجلاً طويلاً من العمليات العسكرية خاصة في حرب العصابات، وكان جزءًا لا يتجزأ من الهيكل العسكري لطالبان. في عام 2011، أعلنت الولايات المتحدة حقاني “إرهابياً عالمياً” ووضعت مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

أسباب الاغتيال

تضمن تفاصيل الاغتيال والإجراءات المتخذة تشكيل ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان في الفترة القادمة، مما يستدعي تحليل معمق للتداعيات المحتملة.


تفجير كابل: اغتيال الوزير حقاني وأزمة طالبان

أعلنت وسائل الإعلام المرتبطة بتنظيم الدولة مسؤوليتها عن التفجير الذي أدى إلى اغتيال الوزير خليل الرحمن حقاني داخل مجمع وزارة شؤون اللاجئين في كابل. قام المنفذ الانتحاري الذي ادعى بأنه شاب مصاب بكسر في اليد، بالتوجه إلى الوزير طالبًا للمساعدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف.

اتهامات بـ”الخوارج”

في بيان صحفي، أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال، أن “الخوارج” هم من نفذوا هذا الاغتيال. وتعتبر حركة طالبان أن التعبير “خوارج” يشير إلى مقاتلي تنظيم الدولة – خراسان.

يعتبر تنظيم الدولة – خراسان العدو الرئيسي لطالبان، حيث يستهدف الشخصيات البارزة ضمن خطة لإضعاف الحكومة وإظهار فشلها في تأمين البلاد. ويُعتقد أن اغتيال حقاني يأتي في إطار استراتيجية أوسع تستهدف زعماء طالبان.

بعد استيلاء طالبان على الحكم في أغسطس 2021، استمر تنظيم الدولة – خراسان في عملياته ضد الحكام الجدد. وعلى الرغم من تراجع التفجيرات الكبيرة، فإن التنظيم قد تبنى هجمات أبرزها مقتل والي طالبان في ولاية بلخ العام الماضي. كما تم اغتيال نائب والي ولاية بدخشان بعد شهور من ذلك.

يعتقد بعض المراقبين أن تنظيم الدولة يعد أحد أبرز المستفيدين من زعزعة استقرار طالبان. إذ يسعى التنظيم، الذي يروج لنفسه كبديل لطالبان، إلى استغلال أي ضعف في الحركة لتعزيز موقفه. وقد يكون اغتيال حقاني إشارة على العودة لاستهداف القادة الكبار من الحركة، مما يضع طالبان أمام تحديات جديدة في إدارتها للبلاد.

انقسامات داخل طالبان

تشير التقارير إلى وجود انقسامات داخل طالبان، حيث تواجه الحركة تحديات في الحفاظ على التوافق بين المعتدلين الذين يفضلون تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، والمتشددين الذين يدافعون عن مواقف صارمة في القضايا الداخلية. يُعتبر خليل الرحمن حقاني من الشخصيات المعتدلة في طالبان، ولديه علاقات مؤثرة، مما قد يجعله هدفًا لبعض الأجنحة داخل الحركة.

تورط أطراف خارجية

قد تلعب القوى الإقليمية والدولية دورًا في هذا الحادث، لاسيما إذا كان هناك طرف مستفيد من إضعاف حكومة طالبان. وفي كلمة له خلال مراسم دفن الوزير، أشار وزير الخارجية أمير خان متقي إلى احتمال وجود مؤامرات خارجية قائلاً، “إن الدول التي تدعم الخوارج ستعاني من الفتنة التي أشعلوها”.

وفي إشارة غير مباشرة إلى دول معينة، تحدث متقي عن أن الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة في أفغانستان كانت قد تم التخطيط لها خارج البلاد. وتدعم كابل اتهاماتها لإسلام آباد بأن التنظيم يستخدم أراضيها للقيام بأعمال إرهابية.

ومع ذلك، يرى بعض المراقبين مثل الصحفي الباكستاني حسن خان أن “اتهام الدول الخارجية مبكر، وكان ينبغي أن ينتظر الوزير الأفغاني نتائج التحقيقات”.

التداعيات المحتملة

رغم نفي طالبان لأي تورط داخلي في اغتيال خليل الرحمن حقاني، يشير المقربون من الحركة إلى أن ظهور أي تورط داخلي قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات ويضعف قدرة الحركة على إدارة البلاد. يعتبر حقاني عنصر توازن في طالبان، وفقدانه قد يترك فراغًا في القيادة.

يمكن أن يؤدي اغتيال وزير بهذا المستوى إلى إعادة تقييم طالبان لسياساتها الأمنية وزيادة مستوى القمع الداخلي. كما قد يشجع نجاح تنظيم الدولة في تنفيذ هذه العملية على تنفيذ المزيد من الهجمات، مما يعزز دائرة العنف في البلاد.

تمثل حادثة اغتيال حقاني اختبارًا حقيقيًا لوحدة طالبان وانسجامها، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج. مما يزيد من تعقيد المشهد في أفغانستان، ويتعين على طالبان مواجهة هذه التحديات للحفاظ على استقرارها.

يبقى السؤال عن مدى قدرة طالبان على الحفاظ على تماسكها وإدارة البلاد بسلام في هذه الظروف الصعبة.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version