أسلوب الديوان “غيم على قافية الوحيد” للشاعر الفلسطيني محمد لافي: تجلياته وأثره الأدبي

By العربية الآن



تجليات الأسلوب الأخير في ديوان “غيم على قافية الوحيد” للشاعر الفلسطيني محمد لافي

غلاف ديوان (غيم على قافية الوحيد) للشاعر الفلسطيني محمد لافي الجزيرة
غلاف ديوان (غيم على قافية الوحيد) للشاعر الفلسطيني محمد لافي الجزيرة (الجزيرة)

إن إصدار ديوان “غيم على قافية الوحيد” للشاعر الفلسطيني محمد إبراهيم لافي يأتي بمكانة كبيرة، في ظل نقص الأعمال الشعرية المتميزة في الوقت الراهن. هذا الديوان يعيد لنا جماليات الشعر العربي القديمة ويؤكد استمرار الحياة الشعرية وبقاءها في الواجهة الأدبية، رغم التوجهات السائدة حول “موت الشعر”.

نأمل أن يسهم هذا الديوان، مع غيره من الإصدارات المميزة، في إحياء الاهتمام بالشعر وتجديد التلقي والثقة في مكانته، وهو يأتي بعد مسيرة غنية قدم خلالها لافي 8 دواوين شعرية، وبذلك يعدّ الديوان الجديد إضافة مهمة للفن الشعري الفلسطيني المعاصر.

الشاعر الفلسطيني محمد إبراهيم لافي (الصحافة الإماراتية)

مسار حياة الشاعر

خلال العقود الماضية، شهد محمد لافي تحولاته الشخصية، حيث انتقل بين عدة دول، وعاش تجارب متنوعة كلاجئ، بدءًا من التهجير من قريته حتّا في عام 1946. انتقل إلى الضفة الغربية ثم بعد ذلك إلى الأردن، حيث عمل في التعليم، وكذلك في المقاومة لفترة قصيرة في لبنان، وأخيرًا استقر في الأردن، حيث يسهم في الإعلام والثقافة.

ديوان “غيم على قافية الوحيد”

صدر هذا الديوان مؤخرًا، ليكون النقطة التاسعة في مسيرة لافي الشعرية، ويمثل خلاصة تجربته. عنوان الديوان هو جزء من قصيدة أهدت لافي للأديب الفلسطيني محمود شقير، حيث يعكس الغيم دلالات مزدوجة تتعلق بالأمل والقلق في ظل الظروف الراهنة.

أسلوب الشعر المتأخر

تتضمن أغلب قصائد هذا الديوان نمطًا شعريًا متأخراً، حيث يعبر لافي عن تجاربه الشخصية والعاطفية بتوجه أكثر حرية وتجريباً في الأسلوب، متجاوزًا القيود الشكلية التقليدية. هذه الحرية تعكس عمق التجربة الذاتية التي مر بها الشاعر.

جماليات القصيدة القصيرة

مع بداية التسعينيات، اتجه لافي نحو أسلوب القصيدة القصيرة، مستخدماً اللغة المباشرة لالتقاط اللحظات المهمة في تجربته. يعكس هذا الشكل الجديد التغيرات الحياتية والآلام الناتجة عن الأحداث التاريخية التي شهدتها القضية الفلسطينية.

الارتباط بالشعبية

بقي محمد لافي وفياً للحياة اليومية ولأصوات الشعوب المعتادة، حيث يجسد شعره تجارب الناس العاديين بعيدا عن فخامة الشعر النخبوي. تتداخل في نصوصه عناصر من الشعر الشعبي، مما يعكس ارتباطه بالواقع والممارسات الثقافية اليومية.

مبدأ الشبيه والانعكاس الذاتي

يستثمر لافي من خلال أشعار عدة مفهوم “الشبيه”، حيث يتناول الذات والعالم من خلال استعارات تعكس الحوارات الداخلية. يعبر هذا عن رحلة نفسية تعكس الصراع والحنين، وهو ما يجعل شعره عميقًا وملهمًا.

في قراءة شعر محمد لافي، يتضح أن تجربته الشعرية هي انعكاس لرحلة الحياة، تتمحور حول القيم الإنسانية والمعاني العميقة، مما يجعله صوتًا شعريًا مؤثرًا في المشهد الأدبي.

المصدر: الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version