أصوات الجيل زد في الانتخابات الأميركية: إلى من يصوت ناخبو تيك توك؟

By العربية الآن

ناخبو تيك توك.. إلى من تتجه أصوات الجيل زد في الانتخابات الأميركية؟

هل "الجيل زد" لا يمتلك الخبرات الكافية لمواجهة الحياة ما هي أهم المشاكل التي تواجه "الجيل زد" وهل تنقصه الخبرات الكافية لمواجهة الحياة
يتميز جيل زد بأنه أول جيل نشأ في ظل انتشار واسع للإنترنت والتكنولوجيا الرقمية (غيتي إيميجز)

لطالما سخر المرشح الرئاسي والرئيس السابق دونالد ترامب من عمر الرئيس الحالي جو بايدن وحالته الصحية المتدهورة، بينما تتنافس المرشحة الرئاسية كامالا هاريس التي بلغت الستين مع اقتراب الانتخابات التي ستحدد مصير الجمعية الانتخابية خلال أيام.

يسعى جميع المرشحين لسحب أصوات الناخبين من مختلف الفئات، فهل يأخذ ترامب وهاريس في اعتباره ما يريده “جيل زد”؟

“في الانتخابات المتقاربة، كل صوت له أهميته”، كما يقول عالم السياسة روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة بجامعة كولومبيا في نيويورك. “يمكن أن تؤثر أي مجموعة من الناخبين بشكل حاسم على النتائج”.

يعرف أبناء هذا الجيل على أنهم “السكان الرقميون الأصليون” ويمتازون بتوجهاتهم المتنوعة (شترستوك)

السكان الرقميون الأصليون

يتميز جيل زد بأنه الجيل الأول الذي نشأ في عصر الإنترنت والتكنولوجيا، مما أتاح له تكوين ثقافة وسلوكيات اجتماعية فريدة. كما يعرفون بأنهم “السكان الرقميون الأصليون” بسبب تفاعلهم العميق مع التكنولوجيا.

يقدر عدد جيل زد في الولايات المتحدة بنحو 69.31 مليون نسمة، ويضم الأشخاص المولودين بين عامي 1997 و2012، مما يجعلهم يمثلون حوالي 20% من إجمالي السكان.

في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، من المتوقع أن يكون حوالي 41 مليون شاب من جيل زد مؤهلين للتصويت، بما في ذلك حوالي 8 ملايين ناخب جديد قد بلغوا سن التصويت منذ الانتخابات النصفية السابقة في 2022. يمثل هذا الجيل تنوعا ملحوظا، حيث يُعرف حوالي 45% منهم بأنهم من شباب ذوي الألوان، بما في ذلك 8.8 ملايين لاتيني، و5.7 ملايين شاب أسود، و1.7 مليون أميركي آسيوي، و1.8 مليون رئيس متعدد الأعراق، وفقًا لبيانات مركز سيركل بجامعة تافتس.

حملة إلغاء أصوات الآباء

### حملات شبابية استباقية

قبل أيام معدودة من حسم نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أطلق مجموعة من الشباب حملات إلكترونية على منصة تيك توك تهدف إلى تحفيز جيل زد على التوجه لصناديق الاقتراع. يتم ذلك من خلال مشاركة مقاطع فيديو يتم فيها ظهور ناخبين شباب يتعهدون بالإدلاء بأصواتهم لإلغاء التصويت الذي منحه آباؤهم لدونالد ترامب.

آراء حول المرشحين

عدم إعطاء أهمية لنشر أسماء المرشحين، إلا أن العديد من المشاركين أشاروا إلى أنهم صوتوا لصالح كامالا هاريس. وفي سياق متصل، أظهر استطلاع حديث أجرته شبكة “إن بي سي نيوز” أن هاريس تحظى بشعبية قوية بين ناخبي جيل زد.

تأثير المشاهير على التصويت

على الرغم من أن جيل زد ليس مهتمًا بإظهار دعم شخصيات مثل جورج كلوني أو أوبرا وينفري، إلا أن دعم تايلور سويفت لهاريس، وإيلون ماسك لترامب، يؤثر بشكل كبير على توجهاتهم في التصويت. وبحسب استطلاع “إن بي سي نيوز”، فقط 11% من ناخبي جيل زد أفادوا بأن تأييد سويفت يزيد من حماسهم لصالح هاريس، بينما أفاد 17% أن تأييد ماسك يكسبهم دعمًا نحو ترامب.

كما أظهر استطلاع آخر أن 19% من الناخبين قالوا إن تأييد سويفت يجعلهم أقل ميلاً للتصويت لصالح هاريس، في حين أفاد 29% بأن تأييد ماسك يؤدي إلى تقليل احتمالية تصويتهم لصالح ترامب.

التوجه إلى منصات التواصل الاجتماعي

مؤسسة “هيريتيج” قامت مؤخرًا باستضافة قمة جمعت ثلاثين مؤثرًا محافظًا، يمتلكون جمهورًا مشتركًا يقدر بـ 50 مليون متابع، للتنسيق حول توصيل الرسائل الجمهورية بشكل أكثر فعالية. في الوقت ذاته، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن حملة هاريس استقطبت 200 منشئ محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي لدعوتهم إلى فعاليات مرتبطة بالحزب، في محاولة للوصول إلى جيل الشباب.

ترامب، بدوره، يدرك أهمية التفاعل مع جيل زد، حيث استعان بأحد أبنائه الأصغر، بارون البالغ من العمر 18 عامًا، ومنشئ المحتوى المحافظ بو لودون، للوصول إلى جمهور لم يتم التعرف عليه جيدًا. كما قام ترامب بالتعاون مع تشارلي كيرك، الناشط السياسي الذي يتمتع بشعبية كبيرة على تيك توك.

أما هاريس فقد اختارت نوبيا باستيا، المؤثرة الناشطة من شيكاغو، لتكون جزءًا من حملتها، حيث تركز على نشر الرسائل السياسية التي تعزز أهمية الحصول على معلومات موثوقة وصحيحة من خلال مؤثرين معروفين.

مشاركة جيل زد في الانتخابات الأمريكية

استعانت كامالا هاريس، نائب الرئيس الأمريكي، بمؤثرين شباب لدعم حملتها الانتخابية، من بينهم فيديا، صاحبة حساب “كوين سيتي ترندز”، والتي تملك 3.5 مليون متابع على تيك توك. وقد شاركت فيديا مؤخراً مقطع فيديو يعبر عن دعمها لهاريس.

وجهات نظر أبناء المهاجرين العرب

أبناء المهاجرين العرب في الولايات المتحدة، وفقًا لما أورده جيل زد، لديهم دوافع متباينة عند التصويت. سارة، شابة ذات أصول أردنية، كانت حائرة بين الامتناع أو انتخاب هاريس، معتبرة أن التصويت لصالح مرشح ثالث قد يكون خيارًا مقبولاً في ظل قلة الخيارات المتاحة.

سارة لا تولي أهمية للخلافات بين هاريس وترامب فيما يتعلق بحق الإجهاض وقضايا المثلية، لكنها تنظر إلى السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والجرائم بحق الفلسطينيين كسبب كافٍ لعدم التصويت لأي من الحزبين.

بينما يرى محمد. أ، الطالب الجامعي من أصول فلسطينية، أن التصويت لمرشح ثالث يمثل حلاً مثاليًا لجيل يرفض الفوضى السياسية السائدة.

ومن ناحية أخرى، تعتبر منى، الناشطة في دعم المرشح الثالث، أن ذلك يمثل هروبًا من معركة الانتخابات، لكنها تأمل في أن يؤدي التصويت لهاريس إلى تحقيق استقرار سياسي أكبر، في ظل المخاوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

تحديات أمام جيل زد

تشير استطلاعات الرأي إلى أن جيل زد يظهر اهتمامًا كبيرًا بالمشاركة في الانتخابات، حيث يفضل 51% من الشباب المرشحين الديمقراطيين، بينما 30% يفضلون الجمهوريين. ومع ذلك، هناك قلق بشأن عدم تصويت أكثر من 30% من هؤلاء الشباب بسبب الإحباط من النظام السياسي الحالي وعجزهم عن تحديد خيارهم المثالي.

تحتاج هذه الفئة إلى مزيد من المعلومات وحملات تحفيزية، إذ لا يزال 31% من الشباب غير متأكدين لمن سيصوتون في الانتخابات المقبلة.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version