ألغاز الطائرات المسيرة تُحرج أمريكا

By العربية الآن

تتواصل مشاهدات مسيّرات غامضة تحلق في سماء الولايات المتحدة، مما أثار العديد من النظريات حول طبيعتها وأصولها وأهدافها. بدأ النقاش حول احتمال كونها تتبع لـ “سفينة إيرانية” بالقرب من السواحل الأميركية، وامتد ليشمل اتهامات بضلوع الحكومة الأميركية ذاتها في هذه الظاهرة، بالإضافة إلى فرضيات تتعلق بكائنات فضائية.

تعمل الإدارة الأميركية على مواجهة ما وصفته بـ “الهستيريا” المرتبطة بهذه الظاهرة، خاصة بعد الإبلاغ عن ما يقرب من 5000 حالة مشاهدات لهذه المسيّرات. رغم ذلك، يعتبر الكثيرون أن رد الحكومة المتردد هو ما سمح بتفشي هذه النظريات، حيث لم تقدم إجابات مقنعة حول طبيعة ظهور هذه المسيّرات.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، بالتعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، الظاهرة والنظريات المتعلقة بها، بما في ذلك تداعياتها الأمنية على الولايات المتحدة.

أصل المشكلة: المسيّرات والغموض الحكومي

إدارة بايدن تواجه انتقادات بشأن ردّها على قضية المسيّرات (رويترز)

بدأت الأمور تزداد وضوحًا عندما رصد سكان ولاية نيوجرسي المسيّرات لأول مرة الأسبوع الماضي، لتصبح المشاهدات مشهدًا معتادًا. وقد تمتد هذه الرؤى إلى ولايات أخرى مثل نيويورك وماريلاند وفيرجينيا.

دايف دي روش، من وزارة الدفاع الأميركية، يستبعد فرضية تورط دول أخرى في هذه الظاهرة، على عكس تصريح مايك مكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الذي ألقى باللوم على الصين. كما أكد دي روش أن هذه الدول تراقب الولايات المتحدة وتقيّم مدى تعاملها مع هذه الهوائيات.

أليكس غانجيتانو، مراسلة صحيفة «ذي هيل» في البيت الأبيض، تشير إلى أن إدارة بايدن تؤكد أن هذه المشاهدات لا تهدد الأمن القومي، على الرغم من التحذيرات الصادرة عن بعض الأعضاء من الكونغرس حول خطورة الوضع، خاصة مع تحليق المسيّرات فوق القواعد العسكرية.

دونالد ترمب، الرئيس السابق، اتهم الإدارة بإخفاء الحقائق، مشيرًا إلى المسيّرات التي رصدت فوق ملعب الغولف الخاص به في نيوجرسي. بينما علق مايكل شلنبرغر، مؤسس موقع «public news»، على كذب الحكومة حول عدم رصدها الطائرات فوق القواعد العسكرية، مشيرًا إلى أن الفشل في ذلك يعكس عدم السيطرة على الأجواء.

أبعاد أمنية وتداعيات خطيرة

مسيّرات فوق مدينة بيرنارسفيل في نيوجرسي في 5 ديسمبر 2024 (أ.ب)

دي روش يشير إلى وجود ثغرات أمنية خطيرة، حيث لا يملك الجيش الأميركي السلطة لإسقاط المسيّرات في الأجواء إلا في حالات استثنائية، نتيجة البيروقراطية والتكنولوجيا المستخدمة التي لم تتطور لمجاراة تقدم التقنية الحديثة للطائرات المسيّرة.

هذه النقاط تمثل مصدر قلق للأميركيين، إذ إن معظمهم قد يتفاجأ بعجز الدفاعات الجوية في البلاد، باستثناء بعض الحالات النادرة. وقد لاحظ البعض، بما في ذلك النائبة مارجوري تايلور غرين، أنه في غياب إجابات من الحكومة، ينبغي على المواطنين اتخاذ الإجراءات بأنفسهم.

غانجيتانو تشير إلى رغبة الأميركيين في الانخراط في هذه القضية لتعزيز شعور الأمان. غير أن الدعوات لإسقاط المسيّرات قد تشكل مخاطر في حال استهداف طائرات مسيّرة غير مسلحة بشكل خاطئ.

جدل المسيّرات: هل هي أمور معروفة أم كائنات فضائية؟

يبقى السؤال عن طبيعة المسيّرات الغامضة وعن تشكيك البعض في إمكانية أن تكون هناك حالات من الكائنات الغريبة، مما يزيد من تعقيد النقاش حول هذه الظاهرة المحيرة.

رابط المصدر

صورة لما يبدو أنه مسيّرات فوق نيوجرسي في 4 ديسمبر 2024 (أ.ب)

## التناقض في التصريحات الحكومية

سلط شلنبرغر الضوء على التناقض في تصريحات الحكومة الأميركية، حيث تطمئن المواطنين بعدم وجود أي تهديد، وفي الوقت نفسه تسعى لاكتشاف ما يجري في الأجواء. ويتساءل: “كيف يمكن الجزم بعدم وجود تهديد إذا كنت لا تعلم ما الذي تواجهه؟”.

## المخاطر المحتملة للأجسام الطائرة

تحدث شلنبرغر عن مخاطر إسقاط هذه “الأجسام” في المناطق السكنية، مع الإشارة إلى أنها تحلق أيضًا فوق مناطق غير سكنية مثل القواعد العسكرية في الصحراء. يقول: “هناك احتمال بأنهم لا يستطيعون إسقاطها أو غير قادرين على ذلك. الأمر غامض جداً، ومن المهم ألا ننسى أن الأمور التي يراها الناس لا تتصرّف دائماً كطائرات مسيّرة. هناك ظواهر غريبة، منها ما يبدو كطائرات مسيّرة مزودة بمراوح، أو كطائرات نفاثة صغيرة قريبة جداً من الأرض. وفي حالات أخرى، تشبه الأجسام الطائرة المجهولة مثل الكرات الطائرة. يجب وضع ذلك في سياق حقيقة أننا شهدنا هذه الأنواع من المشاهدات فوق القواعد العسكرية الأميركية لعقود”.

يشير شلنبرغر إلى التقارير عن الأجسام الطائرة المجهولة التي ناقشها الكونغرس في جلسات استماع متعددة، آخرها كانت جلسة استماع أدلى فيها بشهادته. ويعتقد أن الموضوع يتطلب تركيزًا على نقص كبير في الشفافية، حيث عرض وثائق كانت معظم المعلومات بشأنها مخفية أو خضعت للرقابة.

## القلق من التهديدات الأمنية

في ظل هذه النظريات، يعبر دي روش عن قلقه العميق من استغلال عناصر غير حكومية للثغرات الأمنية في الأجواء الأميركية. يقول: “عندما نتساءل عما يمكن لطائرة مسيّرة عدائية أن تقوم به، فإن الاحتمالات تشمل تنفيذ هجوم، أو البحث عن نقاط ضعف، أو جمع معلومات استخباراتية”. ويضيف: “القلق الأكبر ليس فقط من التجسس، بل من سيناريو الهجوم، خصوصاً مع وجود مجموعات إرهابية ومنظمات إجرامية. ومن الواضح أننا لا نملك القدرة على مواجهتها، لأن نظامنا مُصمَّم بشكل رئيسي لتسهيل التجارة الجوية المدنية وليس لحماية المرافق الحساسة ضد الهجمات الجوية أثناء فترات السلام”.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version