أميركا تتساءل: كيف نتعامل مع الإرهاب الداخلي؟

By العربية الآن


أميركا تتساءل: كيف نواجه إرهابنا المحلي؟

أميركا تتساءل كيف نتعامل مع الإرهاب الداخلي؟ الإرهاب الداخلي الإرهاب الداخلي
الرقيب المتقاعد شمس الدين جبار قام بدهس حشد من المحتفلين بالعام الجديد في نيو أورلينز (رويترز)
واشنطن– لم تستفق الولايات المتحدة بعد من صدمة “العمل الإرهابي” الذي أودى بحياة الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، بريان تومبسون، في نيويورك، حتى واجهت موجة جديدة من الأحداث يوم رأس السنة الجديدة، حيث وقعت حادثتان في نيو أورلينز ولاس فيغاس نفذهما عسكريان أميركيان سابق وحالي.

قُتل بريان تومبسون خلال ذهابه إلى فندق حيث كان يُعقد مؤتمرٌ لشركته، بعد تعرضه لإطلاق نار من مسافة قريبة. وقد اتهم الشاب الأبيض لويجي مانجيوني بارتكاب الجريمة، والتي اعتبرت “عملاً إرهابياً”.

وفي حادثة أخرى في نيو أورلينز، دهست شاحنة حشود المحتفلين مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 35 آخرين. وقد حدد مكتب التحقيقات الفدرالي هوية المشتبه به، وهو المحارب المتقاعد شمس الدين جبار، الذي قُتل برصاص الشرطة.

وفي لاس فيغاس، انفجرت شاحنة من طراز “تسلا” خارج فندق ترامب الدولي، مما أدى لمقتل المحارب المخضرم ماثيو آلان ليفلسبيرغر الذي أطلق النار على نفسه قبل الانفجار والذي أصاب سبعة أشخاص بجروح.

الجدير بالذكر أن كلا من ليفلسبيرغر وشمس الدين حصلا على أوسمة عسكرية رفيعة تقديراً لإنجازاتهما في الخدمة، في حين حظي قاتل تومبسون بالثناء على وسائل التواصل الاجتماعي.

شاحنة “تسلا” انفجرت خارج فندق ترامب في لاس فيغاس (رويترز)

تجدد الإرهاب المحلي

في جلسة استماع أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، حدد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي في ديسمبر/كانون الأول 2023 “ثلاث فئات من التهديدات الإرهابية: الإرهاب الدولي، الإرهاب المحلي، والإرهاب المدعوم من بعض الدول”.

وحذرت السلطات الأميركية من هجمات محتملة داخل البلاد من قبل مهاجمين منفردين. وقد سلطت الحوادث الثلاث الأخيرة الضوء على صعوبة مواجهة هذه الأنواع من الهجمات، خاصةً مع توافر الأسلحة في المجتمع الأميركي بصورة قانونية.

وفي سياق متصل، أصدرت الجهات الأمنية تحذيرات بشأن اتجاه عالمي في تصاعد استخدام السيارات والحافلات كأداة لتنفيذ أعمال عنف جماعي في الفعاليات العامة.

وقد حذر مسؤولون من مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي في نشرة دورية الشهر الماضي من تصاعد البيئة الأمنية، مشيرين إلى أن الجماعات الإرهابية تروج للعنف خلال عطلة الشتاء.

وقد تم تحديد “الأهداف السهلة” خلال العطلات، مثل أماكن العبادة والأسواق العامة والفعاليات الكبيرة.

الإرهاب والجيش

رغم الدلالات الرمزية لتفجير سيارة تسلا في لاس فيغاس، لا يزال مسؤولو إنفاذ القانون يبحثون في دوافع ضابط عسكري سابق متعدد الأوسمة قام بهذا الفعل.

وبحسب تصريحات أحد العائلة وزميله العسكري السابق، فإن ليفلسبيرغر كان يحب بلاده وخاصة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وقد عُين ترامب إلينا ماسك في قيادة لجنة استشارية خاصة بالإدارة الحكومية.

في الوقت نفسه، حاولت بعض الأصوات ربط شمس الدين جبار بتنظيم الدولة بناءً على خلفيته الإسلامية، في حين تتجنب وسائل الإعلام التركيز على أن كليهما من العسكريين الأميركيين.

ويجمع بين المهاجمين السابقين سجلهما العسكري في حروب ومهام خارجية، مما يزيد المخاوف بشأن انتشار التطرف بين عناصر القوات المسلحة، والتي تسعى الجهات المعنية للتخلص منها.

وعلى الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها عسكريون أميركيون أعمال عنف، فإن هذه الأحداث تثير تساؤلات بشأن عدد المحاربين القدامى الذين قد يحملون أفكاراً متطرفة، ومدى فاعلية جهود وزارة الدفاع في تحديدهم وإقصائهم.

وتفيد هايدي بيريش، المؤسس المشارك لـ”المشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف”، بأن هناك حاجة ملحة للتصدي لهذه المشكلة المتزايدة.

رابط المصدر

## تصاعد التهديدات الداخلية: التحديات المتعلقة بالتطرف العسكري

تعتبر قضية التطرف بين العسكريين الحاليين وذوي الخبرة، خطرًا حقيقيًا لم يتم التعامل معه بشكل كافٍ. وقد حذرت الدراسات التي تتابع النشاط العسكري المتطرف على مدى عقود، من أن قدامى المحاربين والعسكريين الحاليين يمكنهم تنفيذ العمليات الإرهابية بشكل أكثر كفاءة.

إدانة الهجمات المرتبطة بالعسكريين

أشارت الخبيرة إلى أن الجيش لم يعالج بصورة كافية مشكلة تطرف المتعصبين البيض أو الجماعات الإسلامية المتطرفة. وشددت على أن هذه الحوادث تُبرز أهمية عدم تدريب من يمتلكون القدرة على أن يصبحوا متطرفين على التكتيكات العسكرية.

وتجدر الإشارة إلى أن جبار، الذي خدم في الجيش من عام 2007 إلى 2020 ومن ضمنها عامٌ في أفغانستان، تقاعد كرتبة رقيب، في حين أن ليفلسبيرغر، الذي هاجم لاس فيغاس، كان ضابطًا في القوات الخاصة الأميركية في ألمانيا.

كما تم توجيه تهم وحُكم بالإدانة على العديد من الذين هاجموا مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، والعديد منهم كانوا قدامى المحاربين أو حاليين في الخدمة.

إحصاءات مقلقة حول العنف المسلح

تتبع مشروع منع العنف عمليات إطلاق النار الجماعي بين عامي 1996 و2024، حيث أظهرت النتائج أن نسبة مرتكبي هذه الحوادث ممن هم من العسكريين السابقين أو الحاليين تقارب الثلث.

استراتيجية الرئيس بايدن لمواجهة الإرهاب المحلي

في يومه الأول في المنصب، 20 يناير/كانون الثاني 2021، أمر الرئيس جو بايدن بتوجيه فريق الأمن القومي لمراجعة شاملة لجهود الحكومة الأميركية في مواجهة الإرهاب المحلي، الذي أصبح التهديد الأكثر إلحاحًا وخطورة في البلاد. وأسفرت هذه المراجعة عن إطلاق استراتيجية وطنية هي الأولى من نوعها لمكافحة الإرهاب المحلي.

تعريف الإرهاب المحلي كما ورد في الاستراتيجية، هو “أنشطة تنطوي على أعمال خطرة على حياة الإنسان، تهدف إلى ترهيب أو إكراه السكان المدنيين، أو التأثير على سياسة الحكومة من خلال العنف”.

ومع ذلك، فشل الكونغرس في اتخاذ إجراءات غير حزبية لإصدار قوانين لمواجهة الإرهاب المحلي.

تهديدات الجماعات اليمينية المتطرفة

خلص تقرير استخباري حول عنف جماعات اليمين في الولايات المتحدة، إلى أن المتطرفين الذين يتحلون بالدوافع العنصرية والإثنية، مثل العنصريين البيض والمليشيات العنيفة، يُعتبرون أكثر التهديدات خطورة.

ورجّح التقرير أن تتم الهجمات من قبل أفراد أو خلايا صغيرة بدلاً من المنظمات الأكبر، مما يعكس تغييرًا في الأنماط التقليدية للتطرف.

وفي ملخصها، أكدت وكالات الاستخبارات أن ما يسمى ب”الذئاب المنفردة” يمثلون التحدي الأكبر، بسبب “قدرتهم على التطرف بشكل مستقل واللجوء إلى العنف.”

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version