أميركا تتجنب الانخراط في الشأن السوري
تطورات درامية في سوريا
في صباح يوم الأحد، وبعد السقوط المفاجئ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن احتفائه بهذا التطور، بينما تابعت إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن هذا الحدث عن كثب. وصرحت الإدارة بأن “لا أحد سيذرف الدموع على حكم البعث الأسدي الذي استمر لأكثر من نصف قرن”.
ترمب الذي من المقرر أن يعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، استغل هذه النقطة للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معرباً عن اعتقاده أن بوتين لم يعد مهتماً بحماية الأسد، وموضحاً أن “روسيا وإيران في حالة ضعف الآن”. كما دعا كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى “وقف فوري للنار” في نزاعهما.
الوضع في دمشق
قبل استيلاء “هيئة تحرير الشام” على دمشق، كتب ترمب على منصة “إكس” مشيداً بتقدم مقاتلي المعارضة، مشيرًا إلى أن الهجوم كان “منسقاً للغاية” وأن المعارضين اقتربوا من دمشق. وبحسب ترمب، فإن “روسيا، بسبب انشغالها في أوكرانيا، تبدو عاجزة عن مواجهة ذلك”. وشدد على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن النزاع، مطالباً بعدم التورط في الشأن السوري.
تداعيات جيوسياسية
وزير الدفاع السابق في إدارة ترمب، مارك إسبر، أفاد بأنه يعتقد أن ترمب سيتبنى نهج عدم التدخل في الشأن السوري المقبل، مشيراً إلى وجود نحو 900 جندي أميركي في سوريا. في حين رأى نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط أن سقوط الأسد يحمل تداعيات جيوسياسية عميقة، مشيراً إلى الفوضى التي قد تنجم عن الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاماً.
المخاوف من روسيا وإيران
وفي سياق متصل، أشار القائد السابق للقيادة الوسطى الأميركية، الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، إلى أن الجنود الأميركيين في سوريا هدفهم مكافحة الإرهاب. توقع ماكنزي “فترة من الاقتتال الداخلي” التي قد تحدث تغيرات كبيرة في الوضع الإقليمي، خاصة مع ازدياد التوترات مع روسيا وإيران.
برنامج “تيمبر سيكامور”
تتعامل الولايات المتحدة الآن بحذر شديد مع الوضع السوري، حيث شهدت تحولات كبرى قد تؤدي إلى ظهور جماعات مسلحة أكثر قوة. ويرى بعض المراقبين أن “هيئة تحرير الشام” قد تغيرت في نهجها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا بعد الأسد.
أشار تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، إلى أننا لسنا في عام 2014، حيث أن الجماعات الموجودة في عام 2024 تختلف تماماً عما كان قبل عقد من الزمن. رغم المخاوف بشأن بعض المجموعات التي تقود التطورات، إلا أن السوريين قد يرون أن بعض التغييرات يمكن أن تكون إيجابية. وأوضح أن الوضع كان محبطاً للغاية حتى قبل عشرة أيام، حيث لم يكن هناك أمل في التحسن في الأفق.
الدعم الأمريكي للمعارضة السورية
على مدى السنوات الماضية، عملت الولايات المتحدة على دعم القوى العلمانية في المعارضة السورية من خلال تقديم التدريب العسكري وتوريد الأسلحة والذخيرة. يأتي هذا في إطار برنامج “تيمبر سيكامور” السري التابع لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، الذي يهدف إلى منع الجماعات الإسلامية مثل “داعش” من استلام السلطة في سوريا.