أوجه جديدة لفهم تجربة النازية من خلال هتلر: نظرة مختلفة على الحقبة التاريخية

By العربية الآن


نهج جديد لفهم النازية

تنتشر العديد من الكتب المرجعية التي تناقش تاريخ النازية ودور النازيين في الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الدراسات البارزة حول أدولف هتلر وسير العديد من قادة ألمانيا النازية. في هذا السياق، يقدّم المؤرخ البريطاني ريتشارد جيه إيفانز، صاحب الثلاثية الشهيرة «تاريخ الرايخ الثالث»، في كتابه الجديد «شعب هتلر: وجوه من الرايخ الثالث» مقاربة مختلفة تتجاوز الأسلوب التقليدي الذي غالبًا ما يلقي باللوم على هتلر وبعض المقربين منه، بينما يغفل عن مسؤولية غالبية الألمان. إذ استفاد إيفانز من مصادر جديدة لإعادة قراءة هذه المرحلة التاريخية من خلال دراسة أدوار أربع وعشرين شخصية قيادية مختلفة.

أجزاء الكتاب ومحتوياته

ينقسم كتاب «شعب هتلر» إلى أربعة أقسام، تسلط الضوء على سير 24 شخصية بأبعادها المختلفة في السياق الأوسع للتاريخ الألماني في القرن العشرين. يتناول القسم الأول سيرة هتلر نفسه في مائة صفحة، في حين يركز القسم الثاني على عدد من الشخصيات المحورية مثل هاينريش هيملر وهيرمان غورينغ، بينما يبدأ القسم الثالث بتسليط الضوء على الشخصيات المتنوعة التي كانت مسؤولة عن تنفيذ قرارات النظام. أما القسم الأخير فيتناول الأفراد الذين قاموا بتنفيذ أوامر النظام.

هتلر

تقييم هتلر والشخصيات المحيطة به

بحسب إيفانز، فإن سيرة هتلر قد تبدو أقل إثارة من الشخصيات الأخرى، حيث جمع بين الفهم الأيديولوجي والانتهازية، مما جعله يلعب دور المسرحي الجيد أمام الجماهير. وعلى عكس ذلك، كانت الشخصيات الأخرى كالأكثر ولاءً وبالتالي أكثر تأثرًا بخطاباته. يصف إيفانز هتلر بأنه لم يكن عبقريًا بالمعنى السياسي أو العسكري، لكنه كان مظهرًا لظاهرة الخطابات الجماهيرية المتأثرة شعورًا بالإذلال الذي نتج عن هزيمة الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي، مما جعله يمثل تجسيدًا لآمال الألمان في استعادة كرامتهم الوطنية.

الوجوه المختلفة ودوافع الدعم

يتناول إيفانز تنوع الشخصيات المحيطة بهتلر؛ فبينما كان البعض مثل يوليوس شترايخر معادين بشدة لليهود، كان آخرون أقل اهتمامًا بمسألة معاداة اليهود. ومع ذلك، كان القاسم المشترك بينهم جميعًا هو الصدمة الجماعية للشعب الألماني بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى. وأكد إيفانز أن هتلر لم يكن ليصل إلى السلطة لولا دعم النخب اليمينية المحافظة في عام 1933، حيث توحدت النخب بسبب كراهيتها لديمقراطية فايمار الفاسدة.

أنماط السلوك و«الأدوات» في النظام النازي

تشير سير الشخصيات في الكتاب إلى أنماط سلوك متعددة وتأثير السلطة المطلقة على الأفراد المختلفين. كما يلفت انتباهنا إيفانز إلى أن «الأدوات»، بمعنى الأشخاص المنفذين، انحدروا بشكل كبير من الطبقة الوسطى التي سعت للرتقاء الاجتماعي على حساب الآخرين. ويلاحظ أن غالبية هؤلاء لم يكونوا من الطبقة العاملة، عكس ما يُتوقع.

[featured_image]


رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version