أيام تفصل دونالد ترامب عن امتلاك حقيبة الأسرار النووية
واشنطن- في الوقت الذي سيتوجه فيه الأنظار إلى انتقال السلطة للرئيس الأميركي الجديد، ستجرى واحدة من أهم طقوس هذا الانتقال بسرية، وهي تسليم حقيبة تُعرف باسم “كرة القدم النووية” والتي تحتوي على جهاز ورموز الموافقة الرئاسية لإطلاق صواريخ نووية.
من المقرر أن تنتقل الحقيبة من الرئيس الحالي جو بايدن إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب في تمام الساعة 12 ظهرًا يوم 20 يناير/كانون الثاني، وهو الوقت المحدد دستورياً، إذ سيُمنح ترامب السلطة الكاملة على الترسانة النووية الأميركية بمجرد انتهاء أدائه اليمين الدستورية.
نظراً لسرية وخطورة هذه المراسيم، ستُسلم “كرة القدم النووية” من مساعد عسكري لجو بايدن إلى مساعد آخر يقف بالقرب من منصة التنصيب أثناء أداء ترامب اليمين.
هكذا، ستكون هذه المرة الثانية التي يتحمل فيها ترامب مسؤولية السيطرة على الترسانة النووية الأميركية مما يمنحه حقاً فريداً لاستخدام السلاح النووي.
حقيبة فريدة
تعتبر حقيبة الرموز النووية، التي تزن 20.4 كيلوغراماً، ذات أهمية استثنائية وتكون دائماً قريبة من الرئيس الأميركي حتى أثناء رحلاته الخارجية، حيث يحملها مساعد عسكري يتواجد بالقرب منه.
تكتسب عملية تسليم الحقيبة النووية سرية خاصة، مما أدى إلى انطلاق بعض الشائعات ونظريات المؤامرة حول عدم وجودها في الواقع، رغم أن بعض الصحفيين لاحظوا ضابطاً من قوات البحرية “المارينز” يحمل الحقيبة خلال زيارة ترامب للصين عام 2017.
إذا قرر الرئيس بدء هجوم نووي، فإن عليه فقط إصدار الأمر بذلك، حيث أن الدستور الأميركي لا يتيح للكونغرس أو وزرائه الاعتراض، ولا يحتوي على نصوص تحد من سلطته كقائد أعلى للقوات المسلحة في إصدار أوامر استخدام أي أسلحة تمتلكها البلاد.
تتضمن “حقيبة كرة القدم النووية” قائمة بخيارات الضربات النووية، وكذلك مواقع آمنة يُمكن للرئيس الاختباء فيها في حالة نشوب صراع نووي. كما تحتوي الحقيبة على بطاقة بلاستيكية تُعرف باسم “البسكويت”، وهي عبارة عن مجموعة من الرموز التي يجب على الرئيس استخدامها لشن هجوم نووي.
على الرغم من الشائعات، لا تحتوي كرة القدم النووية على زر لإطلاق الأسلحة النووية تلقائيًا، بل تحتوي على الأدوات التي تساعد الرئيس على إصدار أوامر الضربة النووية إذا قرر ذلك.
تشير التقارير إلى وجود عدة حقائب نووية أميركية، حيث تكون واحدة مع الرئيس، وأخرى مع نائب الرئيس، وثالثة مخصصة للوزير الذي لا يشارك في الأحداث المهمة، كحفل تنصيب الرئيس.
محاولات تحجيم
إن التأكيد على سرية هذه الحقيبة وعدم تسرب صورها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قد أثار الكثير من الجدل والشائعات، مما يدل على أهمية هذه الوسيلة العسكرية والاحتياطات المصاحبة لها في العمليات الأميركية.
حث مجموعة من المشرعين الديمقراطيين الرئيس جو بايدن على اتخاذ إجراءات تنفيذية للحد من سلطته الرئاسية فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، قبل تولي الرئيس القادم دونالد ترامب منصبه.
مطالب بإعادة النظر في السياسة النووية
السيناتور الديمقراطي إد ميركي من ولاية ماساتشوستس والنائب الديمقراطي تيد ليو من كاليفورنيا، أرسلوا رسالة إلى بايدن يطالبون فيها بضرورة إعادة تقييم السياسة الأميركية الحالية بحيث تتطلب إقرار الكونغرس لاستخدام الأسلحة النووية. كما اقترح العضوان تشريعاً يلزم إعلان الحرب من الكونغرس قبل السماح للرئيس باستخدام الأسلحة النووية.
السلطة الحالية للرئيس
بموجب القوانين الأميركية، يمتلك الرئيس السلطة الوحيدة لاستخدام الأسلحة النووية، وهو ما أكد عليه تقرير لمركز خدمة أبحاث الكونغرس صدر في مايو الماضي. التقرير أشار إلى أن هذه السلطة “متأصلة” في الدور الدستوري للرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة. ومع ذلك، يمكن للرئيس “طلب المشورة” من القادة العسكريين، لكنهم ببساطة ملزمون بنقل وتنفيذ الأوامر المسموحة للاستخدام النووي.
مخاوف سابقة من تصرفات ترامب
بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، والتي عطلت التصديق على انتخابات 2020، ناقشت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي بعض المخاوف المتعلقة بترامب. حينها، تمثل القلق في إمكانية قيام ترامب ببدء أعمال عدائية نووية، حيث حصلت بيلوسي على تأكيدات بشأن وجود ضمانات لمنع ترامب من الوصول إلى الرموز النووية.
تأكيدات البنتاغون
قادة البنتاغون أكدوا أنهم لن ينفذوا أي قرار لاستخدام غير قانوني للأسلحة النووية من أي رئيس. ومع ذلك، إذا أصر الرئيس على إصدار أوامر غير قانونية، قد يكون الخيار الوحيد المتاح أمام القادة العسكريين هو الاستقالة.