اتخذ «حزب الله» تدابير مشددة لمواجهة الاغتيالات المستهدفة التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية ضد أفراده وقادته خلال تنقلاتهم. تأتي هذه الخطوات عقب اغتيال القيادي فؤاد شكر في أغسطس الماضي، حيث زادت عمليات القصف على مخازن وشاحنات الأسلحة بالإضافة إلى المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، ما أدى لتقليص استهداف الشخصيات الكبيرة أثناء تحركاتها.
استراتيجيات جديدة
يرجع الخبراء هذا الانخفاض في عمليات الاغتيال إلى الإجراءات التي اتبعها الحزب في تنقلات عناصره وقادته، حيث أصبح لدى كلا الجانبين (حزب الله وإسرائيل) دروس مستفادة من التجارب السابقة. أكد العميد المتقاعد إلياس حنا أن الحزب لم يعد يعتمد على الأنفاق في تنقلاته، مما يزيد من فرص استهدافه من قبل العدو.
استخدم الحزب تقنيات جديدة وأساليب تكتيكية، بما في ذلك توقيف الجواسيس وإعادة بناء النظام الأمني المحيط بأفراده. وأكد حنا أنّ مع انطلاق المعركة، تكون الخسائر أكبر من منتصفها، مما يستدعي اتخاذ تدابير أمنية احترازية.
تحديات العملاء والتقنيات الحديثة
أشار العميد المتقاعد جورج نادر إلى دور العملاء في التسبب في تلك الاغتيالات، حيث يحظر على عناصر الحزب استخدام الهواتف المحمولة. كما أوضح أن المشكلة تتجاوز البعد التقني لتصل إلى العنصر البشري الذي تستخدمه إسرائيل للكشف عن تنقلات الحزب. ورغم هذه التدابير، لا يزال هناك تساؤلات عن كيفية استجابة حزب الله لتلك التحديات داخل بيئته.
ويرى نادر أنه رغم بعض التراجع في الاغتيالات، فإن إسرائيل ستبقى مستعدة لتنفيذ العمليات في أي لحظة مهما كانت الظروف.
النجاحات العسكرية وضرر الوحدة 8200
من جهة أخرى، يشير العميد المتقاعد منير شحادة إلى أن تراجع عمليات الاغتيال ربما يعود لنجاح المقاومة في استهداف الوحدة 8200، التي تُعتبر الذراع الأهم للمخابرات الإسرائيلية، مما أثر سلباً على قدراتها. كما أكد شحادة على أهمية تقنيات التجسس المتقدمة التي زودت بها إسرائيل خلال مراحل سابقة من النزاع.
خطط تنظيمية وتوجيهات داخلية
في تحليله للوضع الحالي، أكد الدكتور قاسم قصير، الباحث المقرب من الحزب، أن حزب الله يجري تغييرات متسارعة تتعلق بالتحركات العسكرية والتوجيهات الأمنية لمواجهة التهديدات. ومع استمرار التحديات، يبقى الحزب ملتزماً بالعمل سراً لضمان أمن عناصره وطريقة عمله.
