إجلاء طبي نادر لمرضى فلسطينيين من غزة
عملية إجلاء واسعة النطاق
أكثر من 200 فلسطيني مصاب بشكل خطير ومرضى ومعهم مرافقوهم تم إجلاؤهم من غزة في واحدة من أكبر العمليات من نوعها في الأشهر الأخيرة، كما أفادت إسرائيل.
العملية، التي تمت تحت إشراف “كوجات”، الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة، ومنظمة الصحة العالمية، شهدت السماح لـ 231 فلسطيني بالعبور من معبر كرم أبو سالم الذي تديره إسرائيل.
شملت الحالات المرضى الذين يعانون من أمراض autoimmunity، وأمراض الدم، والسرطان، وأمراض الكلى، وإصابات الناجمة عن الصدمات.
وفي الوقت نفسه، أفادت منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يصل إلى 14,000 شخص لا يزالون ينتظرون الإجلاء لأسباب طبية.
الوضع على المعابر
أغلقت إسرائيل ومصر المعابر مع غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي.
تم السماح لـ 4,900 مريض فلسطيني في حاجة لعلاج خارج البلاد بالمغادرة بين نوفمبر، عندما أعادت مصر فتح معبر رفح للإجلاء الطبي، ومايو، عندما أغلق المعبر بعد أن استولت القوات الإسرائيلية على الجانب المتعلق بغزة.
قبل إجلاء يوم الأربعاء، كان قد غادر 229 مريضًا فقط منذ شهر مايو، وفقًا للأمم المتحدة.
حملة التلقيح ضد شلل الأطفال
شهد يوم الأربعاء أيضًا إعلان منظمة الصحة العالمية وكوجات عن انتهاء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
وأفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن 556,770 طفلًا تحت سن العشر سنوات – أي 94% – حصلوا على جرعتين من اللقاح منذ سبتمبر.
تم إطلاق البرنامج بعد اكتشاف حالة شلل أطفال في أغسطس، وهي الأولى المسجلة في غزة منذ 25 عامًا.
الفيروس يمكن أن يسبب الشلل للأطفال أو حتى يقتلهم، وقد كان موضوع حملة تطعيم عالمية لعقود وتم القضاء عليه إلى حد كبير.
في يوم السبت، قامت منظمة الصحة العالمية وغيرها من وكالات الأمم المتحدة بالبدء في إعطاء اللقاحات في مدينة غزة، بعد أن تم إجبارهم على تأجيل الحملة في شمال الإقليم الشهر الماضي بسبب القصف الإسرائيلي والنزوح الجماعي ونقص الوصول.
أُوقفت العملية التي استمرت ثلاثة أيام لفترة قصيرة بسبب هجوم على مستشفى. ولم تُحدد منظمة الصحة العالمية من كان وراء الهجوم، لكن الطواقم الطبية المحلية ألقت اللوم على طائرة مسيرة إسرائيلية. وأفادت القوات الإسرائيلية أنها تجري تحقيقًا لكنها لا تعتقد أنها مسؤولة.
وقد حذر الدكتور تيدروس من أن “7000-10000 طفل لم يتمكنوا من الحصول على جرعاتهم الثانية وبالتالي فهم معرضون للإصابة بشلل الأطفال”.
لم تشمل بعض مناطق شمال غزة التلقيحات نتيجة تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في مدن مثل جباليا وبيت لاهيا.
أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية صباح يوم الأربعاء أنها بدأت عملياتها في بيت لاهيا بعد ما قالت إنه معلومات استخباراتية “تشير إلى وجود إرهابيين وبنية تحتية إرهابية”.
**النداء للخروج من منطقة القتال**
دعت قوات الدفاع الإسرائيلية جميع المدنيين المتبقيين لمغادرة المنطقة عبر ما وصفته بـ “الطرق المنظمة لسلامتهم”. تأتي هذه الدعوة بعد شهر من القصف العنيف الذي تعرضت له بيت لاهيا، والذي تصاعد بعد بدء حملة برية في جباليا المجاورة، حيث قالت إسرائيل إنها تستهدف إعادة تجميع مقاتلي حماس.
**الحصيلة والقلق الدولي**
أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها تمكنت من قتل 50 “إرهابياً” في جباليا خلال الـ 24 ساعة الماضية. لكن وسائل الإعلام الدولية مثل BBC وغيرها، لا تستطيع دخول قطاع غزة للتحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
![تحت الانقاض](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/fa66/live/b2d53e70-9d0d-11ef-a6bb-dbb5b4b7cd67.jpg.webp)
*أحد الفلسطينيين يبحث عن أفراد أسرته المفقودين تحت الأنقاض في بيت لاهيا بعد الضربات الإسرائيلية (7 نوفمبر 2024)*
**العمليات الطبية والإجلاء**
سيتم نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من غزة في عملية الإجلاء الطبي إلى الإمارات العربية المتحدة أو رومانيا لتلقي العلاج. من بين هؤلاء كان محمد نجل خُلُود الطّباسي، التي عبرت عن شكرها لمنظمة الصحة العالمية على تنظيم إجلاء ابنها بعد أن ساءت حالته الصحية بعد أربع عمليات.
**التحديات الإنسانية المتزايدة**
تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة. وأفاد 15 من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن الظروف في الشمال “تبعث على الكآبة”، وأن السكان معرضون جميعاً لخطر الموت جوعاً أو بسبب الأمراض أو العنف.
وحذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحكومة الإسرائيلية في 13 أكتوبر بضرورة الاستجابة لهذه الأوضاع أو مواجهة قطع بعض المساعدات العسكرية الأمريكية.
**الوضع الصحي في غزة**
ما يزال العدد الكبير من المرضى في أمس الحاجة إلى الدعم الطبي، حيث إن 19 من بين مستشفيات غزة الـ36 متوقفة عن الخدمة، والـ17 الباقية تعمل بشكل جزئي فقط. وقال الدكتور مروان أبو سعدة، المدير العام لمجمع الشفاء الطبي في غزة، إن بعض أجزاء المستشفى أعيد بناؤها وفتحت أبوابها مرة أخرى، بما في ذلك قسم الطوارئ، حيث استقبل المرضى الذين تم إجلاؤهم من مستشفيات بيت لاهيا.
**آمال وطموحات مستقبلية**
أشار الدكتور أبو سعدة إلى وجود أطفال مصابين بسرطان الدم وأشخاص يعانون من أنواع مختلفة من السرطان، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب النزاع. وحذر قائلاً: “هم بحاجة شديدة للسفر للخارج في أقرب وقت ممكن، حيث لا تتوفر أي من مرافق العلاج في غزة”. بينما تم الترحيب على نطاق واسع بعمليات الإجلاء الأخيرة، فإن الأعداد التي تم نقلها إلى الإمارات ورومانيا تشكل جزءاً صغيراً من إجمالي المتطلبات الطبية، ويستمر الوضع في التدهور طالما استمرت المعارك.