إحياء ذكرى الإبادة في رواندا: ناجون يحمون الضحايا وقبور مفتوحة تترقب المزيد

By العربية الآن



ذاكرة الإبادة في رواندا.. ناجون يحرسون ضحايا وقبور مفتوحة تنتظر المزيد

(files) a picture taken on april 29, 2018 shows a visitor looking at victims' portraits at the kigali genocide memorial in kigali, rwanda. rwanda will on april 7, 2024 commemorate the 30th anniversary of the genocide during which hutu extremists targeting the tutsi minority slaughtered around 800,000 people in a massacre lasting 100 days. (photo by yasuyoshi chiba / afp)
زائرة تنظر إلى صور الضحايا في النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي (الفرنسية- أرشيف)

كيغالي- خصصت الحكومة الرواندية موقعًا مهيبًا شمال العاصمة كيغالي ليكون متحفًا للنصب التذكاري للإبادة الجماعية، حيث يهدف إلى الحفاظ على ذكريات تلك الفترة المؤلمة في تاريخ البلاد، وتبقى هذه الذكرى بين الأجيال لتكون دافعًا للنجاح المستقبلي.

30 عامًا من الإبادة

بعد مرور 30 عامًا على الإبادة، يسعى الشعب الرواندي بكل جهد لتجاوز آثار تلك المآسي وما خلفته من آثار عميقة في الذاكرة الجماعية، مع الرغبة في إحياء الذكرى لتحفيز الأجيال القادمة على النجاح.

الإبادة أسفرت عن مقتل نحو مليون من الروانديين (العربية الآن)

يضم المتحف مقابر تحتوي على رفات أكثر من 250 ألف ضحية، حيث بدأت الإبادة في 7 أبريل 1994 واستمرت حتى منتصف يوليو من نفس العام، حيث استهدفت مليشيات الهوتو أقلية التوتسي.

في غضون مائة يوم، قُتِل ما يقرب من مليون رواندي، بما يمثل حوالي 75% من توتسيين، بينما تعرضت مئات الآلاف من النساء للاعتداء.

المجازر لم تفرق بين صغير وكبير وذكر وأنثى (العربية الآن)

قبور مفتوحة

رغم مرور ثلاثة عقود على الإبادة، تبقى بعض القبور في ساحة المتحف مفتوحة، في انتظار التعرف على رفات المزيد من الضحايا، ليجد أحباؤهم السلوى في العثور عليها.

يعمل في المتحف ناجون كفريدي موتانغوها، نائب رئيس الرابطة الوطنية للناجين من الإبادة، الذي فقد أفراد عائلته. حيث يضم المتحف رفات والديه وأخواته الأربع.

من الأسلحة التي استخدمها عناصر المليشيات لقتل أبناء بلدهم (العربية الآن)

تشير ذكريات فريدي إلى طلب والدته منه الاختباء عند أحد أصدقائه، الذي كان ينتمي إلى الهوتو، ظنًا أن الشباب هم المستهدفون فقط، لكنها لم تكن تعرف عن المآسي التي ستتعرض لها عائلتها.

لا تزال القبور مفتوحة بانتظار رفات باقي الضحايا (العربية الآن)

قصة نجاة من الموت

تمكن فريدي من النجاة بفضل صديقه وعائلته، الذين لم يمانعوا من اختبائه، ولا يزال يتذكرهم بتقدير. يؤمن فريدي ضرورة تقديم صورة إيجابية عن رواندا، التي انطلقت نحو النجاح رغم ماضيها الأليم.

يذكر فريدي السياسات التي اتخذتها الحكومة لإصلاح الأخطاء السابقة، حيث تتم المناقشة حول مشاريع مكافحة الفقر والجهل، مع تناول تاريخ البلاد بموضوعية للعمل على بناء مستقبل أفضل.

أوضح أن حكومة الرئيس بول كاغامي حددت هدفين منذ تولي السلطة في عام 2000: الأول هو تحقيق الوحدة والمصالحة، والثاني هو النهوض بالبلاد وتحسين الاقتصاد.

فريدي موتانغوها نائب رئيس الرابطة الوطنية الشاملة للناجين من الإبادة الجماعية في رواندا (العربية الآن)

صناعة المستقبل

لا ينبغي افتراض أن رواندا أصبحت نموذجًا للرفاه، بل هي دولة تسعى بنشاط لتقديم حياة كريمة لمواطنيها، وتعتبر عن نفسها منبعًا للأمل في المنطقة.

يقول غاتيتي نيرنغابو، محامي حقوق الإنسان، إن “الأمة تجددت بعد الموت، ولا تدعي أنها غنية، ولكن كل ما أنجزته يعد معجزة مقارنة بجيرانها.”

الكاتب والمؤرخ توم نداهيرو فقد 12 فردا من عائلته (العربية الآن)

أما توم نداهيرو، الذي فقد 12 فردًا من أسرته، يرى أنه يجب الاعتماد على الماضي لتشكيل مستقبل أفضل، مشيرًا إلى أن الكراهية ليست وليدة التسعينيات، بل كانت نتيجة لسياسات الاستعمار التي قسمت البلاد.

اختتم نداهيرو حديثه بالتأكيد على أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق أبناء رواندا ليتحملوا عبء إعادة بناء الدولة.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version