إدارة بايدن تواجه تحديات نتيجة صفقة غزة

By العربية الآن



صفقة غزة تربك إدارة بايدن

إدارة بايدن تواجه تحديات نتيجة صفقة غزة تحديات إدارة بايدن تحديات إدارة بايدن
عناصر حماس يسلمون محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي خلال صفقة تبادل سابقة (رويترز)

واشنطن- جدد جون كيربي، منسق اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، إمعانه في اتهام حركة حماس بأنها “العقبة الرئيسية” أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أنها “غيّرت بعض شروطها” في هذا الصدد. وأكد أنه على الرغم من ذلك، فقد تواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق “حتى مع تلك التعديلات الجديدة”.

جاء هذا بعد أن صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يبذل الجهود الكافية” للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

تشير التقارير الأمريكية بأن طلبات حماس “المفرطة” بشأن عدد الأسرى المراد الإفراج عنهم، والتي تفوق الاتفاقات السابقة، هي السبب وراء الجمود الحالي في المحادثات، بينما تواصل واشنطن مشاوراتها مع قطر ومصر لتحديد ملامح اتفاق أكثر تفصيلاً بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.

تلاشي الآمال

ويشير المراقبون إلى تلاشي آمال إدارة بايدن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر. وتظهر التطورات الأخيرة أن واشنطن تعتقد أنه لا يوجد لدى كلا الطرفين، إسرائيل وحماس، الحماس الكافي للتوصل إلى اتفاق.

وتعاني الإدارة من خوف من استغلال المرشح الجمهوري دونالد ترامب لفشل بايدن في التوصل إلى صفقة وإطلاق سراح 4 محتجزين أمريكيين لا يزالون في قبضة الحركة. وقد حمل ترامب بايدن -كامالا هاريس مسؤولية وفاة الأسير الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين الأسبوع الماضي.

وفي حديثه مع شبكة “فوكس” الإخبارية، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، العضو البارز بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن “الأمريكيين يعملون بجد أكثر بكثير مما تعمل الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق”. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار لم يكن خياراً محتملاً بسبب الحسابات السياسية لكل من نتنياهو وحماس.

وأدى الإحباط المتزايد إلى ظهور اليأس في الجانب الأمريكي في وقت لا يزال فيه نتنياهو متمسكاً بموقفه حول محور فيلادلفيا، رغم الضغوط المتزايدة من مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين خرجوا للاحتجاج ضد سياسته.

حتى لو وافق نتنياهو على المرحلة الأولى من الاتفاق، فإن المفاوضين ليسوا متأكدين من أنه سيقبل المرحلة الثانية التي تتضمن إنهاء الحرب بشكل دائم.

يقول إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى الناتو في عهد أوباما، “لا يمكنك أن تكون وسيطاً بين الطرفين عندما تريد شيئاً أكثر مما يريدانه”. ويؤكد أنه في مرحلة معينة يتعين عليك أن تقرر ما إذا كانت هذه الإستراتيجية فعالة أم لا.

أسباب للتشاؤم

في تعليق له على هذه الأحداث، غرد أرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي السابق الذي عمل على ملفات المفاوضات في عدة إدارات أمريكية، قائلاً “حتى في المرحلة الأولى، لن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى وقف الأعمال العدائية عبر المفاوضات. سيتحول الصراع إلى قتال طويل الأمد مدعوم بثلاث حقائق: تمرد حماس، وجود عسكري إسرائيلي، وغياب حكم فلسطيني متماسك”.

أشار ديفيد دي روش، المحاضر في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، إلى وجود توتر كبير بين بايدن ونتنياهو عبر إدارة الحرب في غزة، إضافة إلى توترات داخل الحكومة الإسرائيلية. ويعتقد أن قضية المحتجزين كانت تعتبر واحدة من الأولويات الإسرائيلية، لكنها ليست الوحيدة.

المتشددون في إسرائيل اعتبروا مقتل 6 محتجزين لدى حماس مؤخراً دليلاً على عدم جدوى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى قبل المخاوف الأمنية الأخرى. ولذا، ترى أنه لا يمكن تحقيق هذه الأهداف دون استسلام الحركة لمطالب حماس.

واستعرض تقارير حول اجتماع بايدن مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى في غزة.

وفقاً لمصادر مطلعة، ناقش مستشارو بايدن اليوم مع كبار المسؤولين في قطر ومصر، مشددين على أن تصميم حماس “المفرط” حول عدد الأسرى المراد إفراجهم يعد سبباً لفشل المحادثات.

هل تتوقف المساعي الأميركية؟

ذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بأن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحًا جديدًا في الأيام المقبلة، إلا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن هذه الخطوة ليست وشيكة.

يرى المراقبون الأمريكيون أن الطلب الجديد لحماس بإطلاق سراح 100 أسير فلسطيني إضافي يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة بسبب قتل إسرائيليين قد أعطى دفعة من التشاؤم في البيت الأبيض.

ومن جانب آخر، رسخ نتنياهو موقفه حول الحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية على محور فيلادلفيا خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، مما سبب إحباطًا كبيرًا في البيت الأبيض.

هذا الأمر دفع بعض المسؤولين الأمريكيين للتعبير لشبكة “سي إن إن” عن شكوكهم المتزايدة حول رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، أو تحقيق ذلك قبل انتهاء ولاية بايدن.

وأعرب بعض المراقبين عن رأيهم بأن واشنطن قد أرجأت خطتها لتقديم اقتراح لوقف إطلاق النار إلى موعد غير محدد بعد تغييرات حركة حماس في مطالبها الخاصة بالأسرى، وموقف نتنياهو بشأن مستقبل ممر فيلادلفيا.

المصدر : الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version