أظهرت دراسة جديدة أن الضحك قد يعمل كعلاج فعّال بديل لقطرات العين في تحسين أعراض جفاف العين، وذلك وفقًا لتجارب أجريت في مركز أبحاث مقاطعة قوانغدونغ السريرية لأمراض العيون بالصين، حيث نشرت النتائج في المجلة الطبية البريطانية “بي إم جيه” (BMJ) بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول. وقد رأى الباحثون أن تمارين الضحك يمكن أن تكون علاجًا أوليًا لتخفيف أعراض هذه الحالة.

إنجازات جديدة حول جفاف العين

يُعتبر مرض جفاف العين من الحالات المزمنة التي تؤثر على نحو 360 مليون شخص حول العالم. ومن الأعراض الشائعة لهذا المرض عدم الراحة، احمرار العين، والشعور بالحكة أو التهيج.

تشير الأدلة إلى أن العلاج بالضحك قد يخفف من الاكتئاب، والقلق، والتوتر، والألم المزمن، كما يعزز وظائف الجهاز المناعي، ويُعتبر علاجًا مكملًا مفيدًا للعديد من الحالات المزمنة مثل الاضطرابات النفسية والسكري. ولكن لا يزال غير معروف ما إذا كان للعلاج بالضحك تأثير مفيد على جفاف العين.

وفي سياق البحث، أجرى فريق من العلماء في الصين والمملكة المتحدة دراسة لتقييم فعالية وسلامة تمارين الضحك لدى المرضى الذين يعانون من أعراض مرض جفاف العين.

استندت نتائج الدراسة إلى 283 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 45 عامًا، كان ثلاثة أرباعهم من النساء، وتقييموا باستخدام مقياس مؤشر مرض سطح العين، وهو استبيان مكون من 12 عنصرًا لتقييم أعراض جفاف العين وتأثيراتها على الوظيفة المرتبطة بالرؤية خلال الأسبوع السابق. تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي لتلقي إما تمارين الضحك أو قطرات العين التي تحتوي على حمض الهيالورونيك بنسبة 0.1% أربع مرات يوميًا لمدة 8 أسابيع.

تُعتبر قطرات العين التي تحتوي على حمض الهيالورونيك من أكثر الدموع الاصطناعية استخدامًا، ولها تأثير علاجي مثبت في تخفيف الانزعاج الناتج عن جفاف العين.

استُبعد المشاركون الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا في العين قد تؤثر على نتائج الدراسة، أو إصابات، أو عدوى، أو حساسية، وكذلك أولئك الذين استخدموا العدسات اللاصقة مؤخرًا أو أي علاج لجفاف العين.

برنامج تدريب الضحك

المجموعة الأولى، التي تلقت تمارين الضحك، عُرض عليها فيديو تعليمي وطُلب منهم ترديد العبارات “هي هي هي، ها ها ها، تشيز تشيز تشيز، تشيك تشيك تشيك، ها ها ها ها ها ها” 30 مرة في كل جلسة مدتها 5 دقائق باستخدام تطبيق على الهاتف الجوال يعتمد على التعرف على الوجه لتعزيز تمرين الوجه.

في المقابل، قامت المجموعة التي تلقت القطرات بوضع قطرات حمض الهيالورونيك في كلا العينين 4 مرات يوميًا لمدة 8 أسابيع، وتم تتبع الاستخدام عبر نفس التطبيق.

توقفت العلاجات في نهاية الأسبوع الثامن وتم قياس أي تغييرات في درجات عدم راحة سطح العين في الأسبوعين العاشر والـ12.

كانت متوسطات مؤشر مقياس مرض سطح العين في نهاية الأسبوع الثامن أقل بمقدار 10.5 نقاط (ما يشير إلى انخفاض الانزعاج) في مجموعة تمارين الضحك، وأقل بمقدار 8.83 في مجموعة قطرات العين، مما يشير إلى أن تمارين الضحك أثبتت فعاليتها بالمقارنة مع القطرات.

كما أظهرت تمارين الضحك تحسنًا ملحوظًا في العديد من اختبارات العين ودرجات الصحة العقلية، ولم تُسجل أي أحداث ضارة في أي من المجموعتين.

يُقر الباحثون بوجود بعض القيود التي قد تكون أثرت على النتائج، لكنهم يؤكدون أن النتائج تشير إلى أن تمارين الضحك كانت فعالة مثل قطرات حمض الهيالورونيك في تحسين أعراض جفاف العين.