إسبانيا.. غضب شعبي بسبب “السياحة الزائدة” ومطالب بتشريعات تقلل من أعداد الزوار

By العربية الآن



إسبانيا.. غضب شعبي بسبب “السياحة الزائدة” ومطالب بتشريعات تقلل من أعداد الزوار

gettyimages 2156300695 1723039724
شوارع برشلونة الإسبانية تشهد كتابة العديد من الشعارات المطالبة بعودة السياح إلى بلدانهم على الجدران (غيتي)

تشرق الشمس بأشعتها الدافئة ساطعة فوق خليج ومرفأ سان سباستيان الإسباني، ليس بعيدا عن القرية القديمة المميزة بشوارعها المتداخلة، وكنائسها التاريخية وساحتها الواسعة.

ومن المعروف أن المناظر الطبيعية البديعة، والأطعمة التقليدية الإسبانية من بين الأسباب التي تستهوي السياح لزيارة مواقع البلاد المتنوعة، وتدفع منظمي الرحلات السياحية إلى زيادة أعداد الزوار.

اقرأ أيضا

list of 2 items

list 1 of 2

كل الطرق تؤدي إلى روما.. كيف تخطط لزيارة إيطاليا؟

list 2 of 2

حملة سعودية للترويج للرحلات

الصيف تسع على محطات منطلقة

نهاية القائمة

وكثير من السكان في سان سبستيان وفي العديد من المدن الإسبانية يعبرون عن انزعاجهم من التكدس الناجم عن تدفق الجموع السياحية ومن الإزعاج الناتج عنها، بالإضافة إلى استيائهم من نقص الوحدات السكنية نتيجة “السياحة المبالغ فيها”.

أيضا، أثار تحويل الشقق السكنية إلى غرف فندقية لضيافة السياح بعض الجدل، إذ أدى ذلك إلى تقليل الوحدات السكنية المتاحة للسكان المحليين وزيادة أسعار الإيجارات.

وتجاه هذه الوضعية، يقوم السكان حاليا بلصق منشورات على منازلهم في البلدة القديمة ببامبلونا، تدعو إلى عقد اجتماعات للتظاهر، ومن بين الجمل المكتوبة على هذه اللاصقات “الجيران يعيشون هنا، فكيف تمنع وجود السياح في الشقق التي تقيم في المبنى؟”.

وفي مظاهرة نظمت في غرناطة الشهر الماضي، كان التركيز على ضاحية البيازين المدرجة في قائمة التراث العالمي، تحت شعار “ضاحيتنا ليست متنزها”، نظم مواطنون احتجاجا ضد شراء شركات العقارات للشقق ودعوا نواب البرلمان لاتخاذ إجراءات للحد من عدد الوحدات السكنية المخصصة للسياح.

وتضمنت بعض من الجمل المكتوبة على اللاصقات الاحتجاجية “السكان معرضون للخطر” و”لا تلتقط صورتي، أنا لست موضوعا لبطاقتك البريدية”.

وقد تجاهل السياح الحدود في برشلونة لدرجة أن بعض المحتجين بدأوا برفع لافتات تطالب الزوار بالعودة إلى ديارهم (غيتي)

وخلال الصيف، تدفع عشرات الآلاف من السكان إلى الشوارع في المدن الإسبانية، من بالما عاصمة جزيرة مايوركا إلى برشلونة ومالقة وحتى جزر الكناري.

وحمل المحتجون في جزيرة مايوركا لافتات تُشير إلى “رفاهيتكم تعني بؤسنا” و”لا نريد أن نكون جيل زيادة اسعار الوحدات السكنية”.

وظهر في الإعلانات عن احتجاجات سكان الجزيرة صور لشركات الطيران والطائرات الخاصة وسفن الرحلات واليخوت الفاخرة تحوم حول الجزيرة كما لو كانت سحابة من البعوض.

يقدر عدد سكان جزر البليار الإسبانية بنحو 1.2 مليون نسمة، وزار هذه الجزر ما يقارب 18 مليون راغب في قضاء عطلته، بما في ذلك 4.6 مليون زائر من ألمانيا و3.4 مليون زائر من بريطانيا.

وبالرغم من أن السياحة تعتبر عمودا فقريا في اقتصاد مايوركا، حيث تساهم بنحو 45% من الناتج المحلي، الا أن العديد من السكان في الجزيرة يشكون من تراجع الفوائد للمجتمع المحلي، بينما يتلقى القليل فقط من سكان الجزيرة المزايا الاقتصادية، ويُجبر العديد على اعمال منخفضة الأجر، إلى جانب المشاكل في السكن وازدحام المرور والازعاج الناتج عنه والتلوث.

وقد تناولت وسائل الإعلام الإسبانية معاناة السكان المحليين، وأدلى أحد السكان بتصريح لصحيفة “إل بايس” يقول “أعمل في صيانة فيلا فاخرة لعائلة بريطانية وأحصل على أجر بين 1500 و1800 يورو شهريا”.

واضطر هذا العامل لترك منزله في فبراير الماضي بسبب عدم قدرته على توفير الألف دولار الشهري لقيمة الايجار، حيث يقيم الآن في كارفان خلف متجر لبيع الأثاث السويدي، ويستحم في مكان قام صديق له بالاقامة فيه، وكذلك جيرانه الذين يعيشون في كارفانات أخرى ويعانون من ظروف مماثلة.

مدينة برشلونة الإسبانية اتخذت مجموعة من الإجراءات للحد من أعداد الزوار السياح الذين بلغ عددهم نحو 3.6 مليون زائر سنويا (شترستوك)

من زاوية مختلفة، بلغت الاحتجاجات في برشلونة ضد تدفق السياح، إلى درجة أن المحتجين قاموا برش الزبائن في المطاعم السياحية بمسدسات المياه، ورفعوا لافتات كتب عليها بالإنجليزية “يا سياح عودوا إلى بلدانكم، لا نرحب بكم هنا”.

رداً على هذه الاحتجاجات، بدأ المسؤولون باتخاذ إجراءات في عدة مجالات، على الرغم من انتقاد بعض السكان لها بسبب تنفيذها بلا اهتمام، وقد يرتبط ذلك بالوعي الكامل الذي يتمتع به المسؤولون بحجم الأرباح المعنية من السياحة.

من بين هذه الإجراءات -على سبيل المثال- قامت سان سبستيان بوضع حد أقصى لحجم الجولات السياحية المرافقة بمرشد، حيث يتم تقسيم الزوار الكبار إلى عدة مرشدين سياحيين لتجنب الازدحام، وهو تدبير من المرجح أن يؤدي إلى زيادة أسعار هذه الجولات.

ويجب على المشاركين في الجولات السياحية مع المرشد استخدام سماعات الأذن للتخفيف من الضوضاء وعدم السماح للمرشدين باستخدام مكبرات الصوت.

تبنت برشلونة أيضاً مبادرات للحد من أعداد السفن السياحية، بعد وصول عدد السياح الذين زاروا المدينة إلى 3.6 مليون زائر، دون إقامة في فنادقها، حيث قضى بعضهم ساعات قليلة فقط فيها العام الماضي، ويُدعم عمدة برشلونة خوامي كولبوني فكرة تقليل أعداد سفن الرحلات السياحية وحتى إغلاق بعض المراسي لهذه السفن “في حال استدعى الأمر”.

ويزعج طويل مدى بعض السياح بقاؤهم في بعض المدن والبلدات، بما في ذلك طليطلة التي تحظى بشعبية لدى الزوار بسبب جمال المدينة القديمة وأزقتها والمعالم التاريخية، حيث تستقبل طليطلة يومياً 50 حافلة سياحية في المتوسط، ومعظمها يحمل زوارا يتجولون نهاراً ولا يبيتون فيها، ويرى عمدة المدينة كارلوس فالزكويز روميو “نأسف لرؤية أن الزوار في كثير من الحالات لا يساهمون بشيء في تطوير المدينة”، وينوي المسؤولون الفرضية فرض ضريبة سياحية “لتعويض عن الأعباء التي تفرضها المدينة”.

ستُظهر الأيام ما إذا كانت الخطوات التي اتخذها المسؤولون الإسبان ستنجح في استعادة الهدوء إلى هذه الوضعية المتصاعدة.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version