إسبانيا.. غضب شعبي بسبب “السياحة الزائدة” ومطالب بتشريعات تقلل من أعداد الزوار
تشرق الشمس بأشعتها الدافئة ساطعة فوق خليج ومرفأ سان سباستيان الإسباني، ليس بعيدا عن القرية القديمة المميزة بشوارعها المتداخلة، وكنائسها التاريخية وساحتها الواسعة.
ومن المعروف أن المناظر الطبيعية البديعة، والأطعمة التقليدية الإسبانية من بين الأسباب التي تستهوي السياح لزيارة مواقع البلاد المتنوعة، وتدفع منظمي الرحلات السياحية إلى زيادة أعداد الزوار.
اقرأ أيضا
list of 2 items
كل الطرق تؤدي إلى روما.. كيف تخطط لزيارة إيطاليا؟
حملة سعودية للترويج للرحلات
الصيف تسع على محطات منطلقة
الصيف تسع على محطات منطلقة
نهاية القائمة
وكثير من السكان في سان سبستيان وفي العديد من المدن الإسبانية يعبرون عن انزعاجهم من التكدس الناجم عن تدفق الجموع السياحية ومن الإزعاج الناتج عنها، بالإضافة إلى استيائهم من نقص الوحدات السكنية نتيجة “السياحة المبالغ فيها”.
أيضا، أثار تحويل الشقق السكنية إلى غرف فندقية لضيافة السياح بعض الجدل، إذ أدى ذلك إلى تقليل الوحدات السكنية المتاحة للسكان المحليين وزيادة أسعار الإيجارات.
وتجاه هذه الوضعية، يقوم السكان حاليا بلصق منشورات على منازلهم في البلدة القديمة ببامبلونا، تدعو إلى عقد اجتماعات للتظاهر، ومن بين الجمل المكتوبة على هذه اللاصقات “الجيران يعيشون هنا، فكيف تمنع وجود السياح في الشقق التي تقيم في المبنى؟”.
وفي مظاهرة نظمت في غرناطة الشهر الماضي، كان التركيز على ضاحية البيازين المدرجة في قائمة التراث العالمي، تحت شعار “ضاحيتنا ليست متنزها”، نظم مواطنون احتجاجا ضد شراء شركات العقارات للشقق ودعوا نواب البرلمان لاتخاذ إجراءات للحد من عدد الوحدات السكنية المخصصة للسياح.
وتضمنت بعض من الجمل المكتوبة على اللاصقات الاحتجاجية “السكان معرضون للخطر” و”لا تلتقط صورتي، أنا لست موضوعا لبطاقتك البريدية”.
وخلال الصيف، تدفع عشرات الآلاف من السكان إلى الشوارع في المدن الإسبانية، من بالما عاصمة جزيرة مايوركا إلى برشلونة ومالقة وحتى جزر الكناري.
وحمل المحتجون في جزيرة مايوركا لافتات تُشير إلى “رفاهيتكم تعني بؤسنا” و”لا نريد أن نكون جيل زيادة اسعار الوحدات السكنية”.
وظهر في الإعلانات عن احتجاجات سكان الجزيرة صور لشركات الطيران والطائرات الخاصة وسفن الرحلات واليخوت الفاخرة تحوم حول الجزيرة كما لو كانت سحابة من البعوض.
يقدر عدد سكان جزر البليار الإسبانية بنحو 1.2 مليون نسمة، وزار هذه الجزر ما يقارب 18 مليون راغب في قضاء عطلته، بما في ذلك 4.6 مليون زائر من ألمانيا و3.4 مليون زائر من بريطانيا.
وبالرغم من أن السياحة تعتبر عمودا فقريا في اقتصاد مايوركا، حيث تساهم بنحو 45% من الناتج المحلي، الا أن العديد من السكان في الجزيرة يشكون من تراجع الفوائد للمجتمع المحلي، بينما يتلقى القليل فقط من سكان الجزيرة المزايا الاقتصادية، ويُجبر العديد على اعمال منخفضة الأجر، إلى جانب المشاكل في السكن وازدحام المرور والازعاج الناتج عنه والتلوث.
وقد تناولت وسائل الإعلام الإسبانية معاناة السكان المحليين، وأدلى أحد السكان بتصريح لصحيفة “إل بايس” يقول “أعمل في صيانة فيلا فاخرة لعائلة بريطانية وأحصل على أجر بين 1500 و1800 يورو شهريا”.
واضطر هذا العامل لترك منزله في فبراير الماضي بسبب عدم قدرته على توفير الألف دولار الشهري لقيمة الايجار، حيث يقيم الآن في كارفان خلف متجر لبيع الأثاث السويدي، ويستحم في مكان قام صديق له بالاقامة فيه، وكذلك جيرانه الذين يعيشون في كارفانات أخرى ويعانون من ظروف مماثلة.