إسرائيل تتابع الأحداث في سوريا وتفكر في تدخل عسكري

By العربية الآن

إسرائيل ترصد التطورات في سوريا وتفكر في التدخل العسكري

مناورات للجيش الإسرائيلي ومقر قيادة عسكرية بالجولان والشمال تحاكي مواجهة شاملة مع حزب الله
مناورات سابقة للجيش الإسرائيلي ومقر قيادة عسكرية في منطقة الجولان (الجيش الإسرائيلي)
القدس المحتلة- على الرغم من عدم تورط إسرائيل بشكل مباشر في الأحداث الجارية في سوريا، فإن هجوم الفصائل السورية المسلحة ضد الجيش السوري جاء في توقيت معبّر، مُتأثراً بمعركة طوفان الأقصى والهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على مستوطنات “غلاف غزة”.

خبراء ومحللون عسكريون إسرائيليون يؤكدون أن إسرائيل تراقب عن كثب تطورات الصراع في سوريا، خاصة مع التقدم الذي تحققه فصائل المعارضة المسلحة، مما يزيد من مخاوفها بشأن انهيار نظام بشار الأسد. من هنا، قد لا تستبعد إسرائيل إمكانية التدخل العسكري لإحباط أي هجوم عسكري مشابه لتلك الهجمات التي شهدتها “طوفان الأقصى”.

تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي

بالنظر إلى التطورات الأخيرة على الأرض، أعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي والقيادة الشمالية تعزيز القوات الجوية والبرية في قطاع الجولان، وزيادة نشر الوحدات العسكرية قرب الحدود مع سوريا.

وفي هذا الإطار، أشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في بيان له، إلى أن “القوات الإسرائيلية تواصل الانتشار في المناطق الحدودية، زافّة بتأهبها لمواجهة كافة السيناريوهات، مشدداً على ضرورة إحباط أي تهديد قد يواجه المواطنين الإسرائيليين”.

الحسابات الإسرائيلية

في تقرير لمركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، تم الكشف عن أن “هيئة تحرير الشام” قد قامت بالتخطيط للهجمات في سوريا، وقد استعدت لذلك عسكرياً. ولعبت مفاجأتها دوراً هاما في نجاح العملية.

من جانب آخر، يشير التقييم إلى أن الوضع في سوريا يحمل جوانباً إيجابية وسلبية بالنسبة لإسرائيل؛ فقد تكون الأضرار الكبيرة للنظام السوري، والتخلص منه، ضربة قوية لإيران والوكلاء، ولكن يُظهر الخبراء أن هذا السيناريو قد يؤدي أيضاً إلى تعزيز الوجود الإيراني في المنطقة.

تكمن المخاطر الحقيقية في نجاح الجماعات ذات الأيديولوجيا الدينية في السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، وتشكيل تهديد كبير للأسلحة الموجودة، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، والتي تمثل خطراً على المصالح الإسرائيلية.

المعارضة السورية تواصل التقدم وتصل إلى داخل مركز مدينة حمص (الأناضول)

تحليل استراتيجي

تشهد الساحة السورية تطورات نوعية، حيث تتوالى نجاحات المعارضة في التقدم نحو مراكز استراتيجية، مما يجبر إسرائيل على إعادة النظر في خياراتها الاستراتيجية، وعدم تجاهل الأبعاد المستقبلية المحتملة للصراع.

تجدر الإشارة إلى أن الوضع في سوريا يتطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات استباقية لضمان أمنها القومي، خاصة في ظل التهديدات التي يمكن أن تنشأ من تصاعد التوترات بين القوى المختلفة في المنطقة.

## تحذيرات من انهيار نظام الأسد تهز تل أبيب

أعرب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، عن قلقه من أن “نظام الأسد يواجه شبح الانهيار”، مما يسبب ارتباكًا في تل أبيب التي لا تستبعد القيام بعمل عسكري لوقف أي تهديد قد تطرحه الميليشيات المدعومة من إيران أو فصائل المعارضة المسلحة. وأكد هرئيل أن “إسرائيل تستعد لمواجهة احتمالية توغل بري مفاجئ من الحدود السورية”.

تزايد المخاوف الإسرائيلية

وأشار هرئيل إلى أن القلق الإسرائيلي حيال التطورات في سوريا قد ازداد، خاصة مع تقدم فصائل المعارضة المسلحة على حساب قوات النظام. فهو يعتبر أن تغير طبيعة الهجمات وقدرات المتمردين، الكثير منهم من أتباع تنظيم القاعدة، يماثل ما حدث في الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة.

والجدير بالذكر أن إسرائيل، رغم انعقاد اجتماعات دورية للأجهزة الأمنية ومجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية، لا تعتبر في الوقت الحالي أن هناك خطرًا مباشرًا عليها نتيجة الوضع في سوريا، وهي مرتاحة للإحراج الذي تعاني منه إيران وحزب الله.

احتياطات عسكرية جديدة

لكن على المدى الطويل، يبرز هرئيل وجود خطر متزايد في الجولان وأيضًا على الحدود الأردنية، وهي المخاوف التي تأخذها المؤسسة العسكرية على محمل الجد. فقد أصدرت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، هذا الأسبوع، أمرًا بنشر وحدة احتياط جديدة في منطقة الجولان، لتكون جاهزة كقوة رد سريع حال حدوث أي توغل بري من سوريا.

في ذات السياق، تم تحديث غرف الطوارئ في مستوطنات الجولان، كما يتم إدخال تحسينات على السياج على طول خطوط وقف إطلاق النار مع سوريا، في انتظار أي هجمات برية مشابهة لما يسمى بـ “طوفان الأقصى”.

تحديات مستقبلية

أكد هرئيل أن السيناريو الذي يجب على إسرائيل الاستعداد له بجدية هو ظهور هجمات برية مفاجئة من قبل منظمات مسلحة متطرفة، حيث لا تتوفر معلومات استخباراتية دقيقة عن الأنشطة والقدرات لهذه التنظيمات، مما يعقد من قدرة الجيش الإسرائيلي على تحليل تحركاتها.

التحذيرات من تفتيت سوريا

وفي سياق متصل، ناقش المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” تصاعد تقدم الفصائل المسلحة نحو الجنوب والشرق في سوريا، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يمكن أن يخلق تهديدات متعددة على إسرائيل، حيث يُعتبر نظام الأسد ضعيفًا، الأمر الذي يزيد من القلق حيال تعزيز التموضع العسكري الإيراني.

وأوضح بن يشاي أن إسرائيل ليست معنية بانهيار النظام السوري، إذ يمكن أن يترتب على ذلك تفكك البلد وخلق فوضى، ما سيؤدي إلى تمول وإعداد جيش إيراني يعمل ضد تل أبيب.

استراتيجيات دفاعية

رجح بن يشاي أن تتبع إسرائيل استراتيجيات دفاعية عدة، بما في ذلك تنفيذ ضربات مكثفة ضد التنظيمات والفصائل المسلحة في الأراضي السورية. وتبعًا لوسائل إعلام أجنبية، شهدت إسرائيل مؤخرًا هجمات على مجمعات الأسلحة الكيميائية ومستودعات الجيش السوري قرب دمشق، وذلك في إطار جهودها لمنع هذه الأسلحة من الوصول إلى أيدي الفصائل المعارضة.

تصاعد المخاوف والتحضيرات

تؤكد هذه التحليلات والمواقف المدرجة على وجود مخاوف حقيقية لدى إسرائيل من التطورات في سوريا، وضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية حدودها في ظل الظروف المتغيرة في المنطقة.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version