ذكرى الهجوم: مهرجان نوفا الموسيقي
صمت كئيب في صحراء النقب
في الساعة 6:29 صباحًا، توقف الموسيقى فجأة، وقطع الصمت المفاجئ صرخات امرأة كانت ضمن الحشد في موقع نائي بصحراء النقب.
تجربة مروعة في تجمع للاحتفال
تعيش تلك المرأة ومئات آخرون اللحظة المروعة التي اقتحم فيها مسلحون من حماس مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل. ويُحيي هذا الحدث الذكرى السنوية الأولى لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واختطاف أكثر من 250 آخرين.
هجوم همجي يثير صدمة عالمية
صُدم العالم بشدة من هجوم المهرجان، حيث اقتحم العشرات من مسلحي حماس الموقع، وغلقوا ممرات الهروب، وبدؤوا في تيار من القتل. قام المسلحون بنصب كمائن للمجموعات التي حاولت الاختباء، وقتلوا العديد من الأشخاص خلال محاولتهم للفرار. أطلقوا النار على الضحايا من مسافة قريبة وفي سياراتهم، واستهدفوا بشكل عشوائي أولئك الذين حاولوا الهرب سيراً على الأقدام.
تخليد الذاكرة وتحويل الموقع إلى نصب تذكاري
تحويل موقع المجزرة إلى مكان تذكاري
خلال العام الماضي، تحول موقع المجزرة الذي يبعد عدة أميال فقط عن حدود غزة إلى نصب تذكاري. بدلاً من الفضاء الواسع المفتوح، ظهرت الآن مئات من النُصُب التي تحمل أسماء وصور الضحايا.
خطر الغياب في ذكرى الخسارة
أحد تلك النصب يُخلد ذكرى آميت إيتزاك دافيد، الذي يظهر فيه شاب مبتسم. احتشدت عائلته حول النصب يوم الاثنين، معانقين بعضهم البعض وصورة دافيد.
فقدان لا يمكن تصوره
قُتل دافيد، البالغ من العمر 23 عاماً، في هذا المكان العام الماضي، بعد عودته من رحلة إلى أمريكا الجنوبية احتفالاً بإنهاء خدمته العسكرية الإلزامية.
تحت سطوة الألم والمعاناة
لحظات صعبة في الأوقات الصعبة
تقول ابنة عم دافيد، إنبار بارناس، لشبكة CNN إن عائلتها لا تزور الموقع كثيرًا لأنه من الصعب جدًا أن تكون هنا وترى كل هذا. كانت بارناس وأفراد عائلتها يرتدون قمصان متطابقة مطرزة باسم دافيد وإشارة “الأبواق”، وهي الإيماءة المفضلة له.
أثر الهجوم الأكثر دموية
سقط ضحايا الهجوم على مهرجان نوفا الموسيقي أكثر من أي مكان آخر خلال هجمات 7 أكتوبر، ممثلاً نحو ثلث إجمالي الضحايا. كان عدد القتلى والمخطوفين كبيراً لدرجة أن السلطات الإسرائيلية استغرقت شهورًا لتحديد العدد الإجمالي.
حصيلة مأساوية
أعلنت القوات الدفاعية الإسرائيلية (IDF) يوم الأحد أن 347 شخصًا، معظمهم من الشباب، لقوا حتفهم في موقع الهجوم، مع وجود حوالي 40 شخصًا آخرين في عداد المفقودين.### الذكرى السنوية لهجمات حماس
احتفلت عائلة غابرييل باريل بذكراه، حيث تجمعت والدته وإخوانه وأفضل أصدقائه من الجيش، جميعهم يرتدون قمصانًا متطابقة تحمل صورته. وأكد شقيقه يودا أنهم كانوا في البداية يأملون أن يكون قد نجا من الهجوم وتم نقله إلى غزة.
العثور على الجثة
ومع ذلك، تلاشت آمال العائلة بعد أسابيع قليلة عندما تم العثور على جثة باريل. فقد أطلق مهاجمون النار على باريل وأشعلوا النار في سيارته، مما جعل التعرف على جثته يستغرق عدة أسابيع بسبب حروقها الشديدة.
اتهامات الاعتداء الجنسي على الضحايا
يشير شهود العيان إلى أن ضحايا آخرين تعرضوا للاعتداء الجنسي من قبل حماس. بينما نفت حماس هذه الاتهامات، تشير الأدلة من مصادر مختلفة — مثل الناجين من الاعتداءات، والمسعفين، والخبراء الطبيين والجنائيين — إلى وقوع العنف الجنسي. وقد قدمت كل من الأمم المتحدة والجهات القضائية الدولية أدلة على ارتكاب المعتدين من حماس لجرائم جنسية.
استمرار الصراع
شهد الاثنين الذكرى السنوية الأولى لهجمات حماس الإرهابية وبداية الحرب الإسرائيلية ضد الجماعة المسلحة في غزة. منذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 41,000 فلسطيني، مما أدى إلى أزمة إنسانية ضخمة وتشرُّد نحو جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
أصوات المعارك في إسرائيل
بينما تجمعت الناس في جميع أنحاء إسرائيل، استمرت تذكيرات الحرب الدائرة في غزة. طوال الصباح، كانت أصوات الانفجارات تتردد في جنوب إسرائيل نتيجة للقصف الذي تنفذه القوات الإسرائيلية على أهداف في القطاع.
الأهداف الإسرائيلية في غزة
أعلنت إسرائيل أن هدفها في غزة هو القضاء على حماس وإعادة الرهائن المتبقين، ولكن لم يتحقق أي من هذين الهدفين. ومع بدء الأحداث الخاصة بالذكرى، تم إطلاق عدة قذائف من غزة تجاه إسرائيل، مما أسفر عن إصابة شخصين.
الصواريخ لا تزال تُطلق
على الرغم من أن هذه الهجمات أصبحت نادرة، إلا أن إطلاق الصواريخ يظهر أنه بعد عام من الحرب الشديدة، لا يزال المسلحون في غزة قادرين على ضرب إسرائيل.
الذكرى في كيبوتس نير أوز
خلال حدث تذكاري في كيبوتس نير أوز، كانت آثار الصواريخ المنطلقة من غزة مرئية بوضوح في السماء. الكيبوتس، الذي يضم 400 شخص، كان أيضًا أحد المواقع المستهدفة خلال هجمات 7 أكتوبر، حيث قُتل أو اختطف واحد من كل أربعة من سكانه.### تحقيقات الجيش الإسرائيلي حول هجوم أكتوبر 7
تداعيات الهجوم على المجتمع المحلي
في مكان دفن صديقه دوليف يهود، أعرب دانيال ليفشيتز لـCNN عن تأثير الهجوم على الجميع في المجتمع المتماسك.
دوليف يهود كان مسعفًا متطوعًا في kibbutz نير أوز، وعندما أدرك أن الكيبوتز يتعرض لهجوم وهناك مصابون، هرع لتقديم المساعدة. للأسف، قُتل يهود، لكن جثته لم تُكتشف أو تُعرف هويتها حتى يونيو. أنجبت زوجته الحامل سيغال ثلاثة أطفال في ملابسات مأساوية، بينما وُلد طفلها الرابع بعد تسعة أيام فقط من الهجوم.
خطف أقارب يهود
أخت يهود، أربييل، تعرضت للخطف وتم أخذها إلى غزة برفقة صديقها أرييل كونيونو، بالإضافة إلى شقيق كونيونو، ديفيد، وزوجته شارون ألون كونيونو وابنتيهما التوأم البالغتين من العمر ثلاث سنوات.
بينما تم الإفراج عن ألون كونيونو والبنات خلال اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في نوفمبر، لا يزال بقية المجموعة محتجزين.
الوضع الحالي والمآسي المستمرة
قال ليفشيتز: “أخت دوليف لا تزال في غزة. هي واحدة من أربع أو خمس نساء مدنيات ما زلن هناك على قيد الحياة. الأمر الأكثر أهمية الآن هو إعادتها وبقية المحتجزين.”
نشأ ليفشيتز في الكيبوتز وتركه في سن السادسة عشرة، إلا أن لديه روابط عميقة هناك. تم اختطاف جدتيه أوديد ويوخافيد من منازلهما أثناء الهجوم.
عذابات الأسرى
تم اختطاف يوكافيد ليفشيتز، التي كانت تبلغ من العمر 85 عامًا، وقضت أكثر من أسبوعين في الأسر. تم الإفراج عنها إلى جانب جارتها وصديقتها نوريط كوبر، 79، ولكن بقيت أزواج كل من يوكافيد وكوبر في غزة.
أُخبرت نوريط كوبر وأسرتها في يونيو أن أميغام كوبر، زوجها البالغ من العمر 84 عامًا وأحد مؤسسي الكيبوتز، لم يعد على قيد الحياة. ولا تزال جثته في غزة.
قالت أمت موشي، التي كان جدها وجدتها من السكان الأصليين للكيبوتز: “لا يمكننا المضي قدمًا بينما لا يزال هناك أشخاص من الكيبوتز موجودين هناك. لقد توقف الزمن هنا.”
ذكريات مؤلمة في الذكرى السنوية
في أكتوبر الماضي، شهدت جدتها أدينا موشي كيف اقتحم مقاتلو حماس منزلها وقتلوا زوجها ديفيد قبل أن يخطفوها ويأخذوها إلى غزة. تم الإفراج عنها كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر من العام الماضي.
خلال حفل ذكرى في يوم الاثنين، كانت أدينا تجلس بجوار قبر ديفيد وهي تبكي، بينما هرعت ابنتها مايا شوشاني موشي إلى جانبها، تحاول مواساتها لكنها انفجرت في البكاء أيضًا.
نداءات للعدالة والإفراج عن المحتجزين
عبرت موشي في السابق عن آلامها نتيجة ما عانته في غزة وقدمت نداءً عاطفيًا مباشرةً لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لاستعادة المحتجزين المتبقيين.### ضغوط من أجل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار
دعت مسؤولة سابقة عن المفاوضات لتحرير الرهائن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى المخاوف من احتمال عدم وجود رهائن يمكن الإفراج عنهم في المستقبل. جاء ذلك بعد رفض نتنياهو للمطالب التي تقدم بها حماس بشأن هدنة وصفقة للرهائن.
احتجاجات واسعة على سياسات نتنياهو
وقد عبرت السيدة عن مشاعر العديد من الإسرائيليين الغاضبين من نتنياهو. حيث عادت مظاهر الاحتجاج ضد رئيس الوزراء وحكومته للظهور في مختلف أنحاء البلاد، وبرزت هذه المشاعر خلال الفعاليات التذكارية التي أقيمت يوم الاثنين.
مظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو
في وقت مبكر من اليوم، قام أفراد من عائلات الرهائن بالتظاهر أمام منزل نتنياهو في القدس، حيث قاموا بتشغيل صفارة إنذار لمدة دقيقتين أمام بابه.
غياب نتنياهو عن الفعاليات العامة
لم يظهر نتنياهو في هذا الحدث، أو في أي تجمعات أخرى، باستثناء احتفال صغير في القدس.
آب وابنه يشعلان شموع الذكرى داخل ملجأ، حيث قُتل أشخاص خلال الهجوم المدمر الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، بالقرب من كيبوتس ميفالسم في جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر 2024.
حقوق الصورة: أمير كوهين/رويترز
الخطاب السياسي يتداخل مع الذكريات المؤلمة
عندما تجمع المئات في تل أبيب مساء الاثنين لإحياء ذكرى ضحايا الهجمات، كان من المفترض أن تكون السياسة بعيدة عن النقاش، لكن سرعان ما أصبح واضحًا أن العديد من أفراد عائلات الضحايا يعتبرون السياسة جزءًا لا يتجزأ من مصير أحبائهم.
دعوة لتحقيق رسمي
طالب جوناثان شيمريز، شقيق ألون شيمريز الذي تم احتجازه ثم قتله في غزة خلال عملية إنقاذ فاشلة، بإجراء تحقيق حكومي حول إدارة أزمة الرهائن.
انتقادات لغياب القيادة
وأكد للجمهور قائلاً: “لا يوجد مثال شخصي، ولا رؤية، ولا قيادة، ولا مسؤولية”.