**موافقة الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين**
وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية هدنة وإطلاق سراح رهائن مع حماس، تمهد الطريق لدخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد، مما قد يشير إلى بداية مرحلة جديدة في صراع دام 15 شهراً أضرم النيران في الشرق الأوسط.
**مناقشة طويلة داخل الحكومة**
اجتمع مجلس الوزراء الذي يتكون من 33 عضواً لأكثر من سبع ساعات في الساعات المبكرة من صباح يوم السبت قبل أن يوافق على الاتفاق، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
**التفاصيل الأساسية للاتفاق**
تمت الموافقة على الاتفاق مسبقاً من قبل المجلس الأمني الأصغر في إسرائيل بعد مناقشات في الدوحة، حيث ستتوقف القتال في غزة، وسيتحقق إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين ومئات الأسرى الفلسطينيين.
كما يوفر الاتفاق فرصة للعاملين في المجال الإنساني لتقديم المساعدات اللازمة إلى المنطقة المنكوبة، التي تعاني وفقاً للأمم المتحدة من مجاعات حيث مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من المجاعة، وظروف المعيشة فيها سيئة للغاية.
![اجتماع نتنياهو مع الحكومة](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/ap25017434823414.jpg?c=original)
**تفاصيل الهدنة**
تدخل الهدنة حيز التنفيذ يوم الأحد في تمام الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (1:30 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وفقاً لما صرح به متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري. لعبت قطر دور الوسيط الأساسي في التوصل إلى هذا الاتفاق.
ستكون هذه هي الهدنة الثانية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجومًا على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأخذ حوالي 250 رهينة، حسب السلطات الإسرائيلية. الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل ردًا على ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 46000 فلسطيني وإصابة أكثر من 110000 في غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية التي لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين في بياناتها.
**العملية القضائية والأساسيات**
على الرغم من أن المحكمة العليا الإسرائيلية ستنظر في الطعون المقدمة من الإسرائيليين الذين يعارضون إطلاق سراح أي سجناء فلسطينيين محددين للإفراج عنهم، لكن من المتوقع ألا تؤخر هذه العملية بدء الهدنة.
يتكون الاتفاق من ثلاث مراحل. من المتوقع أن تستمر المرحلة الأولى، التي تستغرق ستة أسابيع، من أجل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلي و735 أسيراً فلسطينياً. من المتوقع أيضاً إطلاق سراح رهائن أجانب، بمن فيهم أمريكان، بالإضافة إلى الـ33 رهينة إسرائيلي.
**بدء الإفراج عن الرهائن**
من المتوقع تحرير ثلاث من الرهائن الإسرائيليات المدنيين المحتجزين في غزة في اليوم الأول، وفقاً لمصادر أمريكية. ومن المقرر أن يبدأ الإفراج عن 95 أسيراً فلسطينياً يوم الأحد بعد الساعة 4 مساءً بالتوقيت المحلي، حسبما أوردت وزارة العدل الإسرائيلية.
لا تزال حماس وحلفاؤها يحتجزون 94 شخصاً تم أخذهم من إسرائيل قبل 15 شهراً. وتفيد الحكومة الإسرائيلية أن 34 منهم على الأقل قد لقوا حتفهم، لكن العدد الحقيقي من المتوقع أن يكون أعلى.
وفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن 84 من بين 94 رهينة هم إسرائيليون أو يحملون جنسيات مزدوجة، بينما 8 رهائن من تايلاند، ورهينة واحد من نيبال وآخر من تنزانيا.
وفقاً لمسؤول إسرائيلي، ستبدأ المفاوضات للمرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار في اليوم السادس عشر من تنفيذ الاتفاق.
سيتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق، وستضم ممثلين عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل ومسؤولين فلسطينيين، بحسب ما أفادت به قناة “القاهرة” الإخبارية الناطقة باسم الدولة المصرية نقلاً عن مسؤول مصري كبير.
المساعدات الإنسانية
بموجب الاتفاق، سيتم زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة لتصل إلى 600 شاحنة يومياً، وهو زيادة ملحوظة مقارنة بـ 614 شاحنة التي دخلت غزة خلال الأسبوعين الأولين من يناير، وفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
طوابير طويلة من شاحنات المساعدات، التي تحمل طعاماً وملابس وإمدادات طبية وغيرها من المواد الإغاثية، اصطفّت عند معبر رفح الحدودي بانتظار بدء تنفيذ الاتفاق يوم الأحد، وفقاً لما ذكرته قناة “القاهرة” الإخبارية. وقد جاءت هذه الشاحنات من مناطق مختلفة في محافظة شمال سيناء المصرية، وكانت تنتظر منذ شهور، بحسب ما أفادت به القناة.
ومع ذلك، حذرت الأمم المتحدة يوم الخميس من أن الزيادة في مخصصات المساعدات ستكون “بداية فقط” في معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.
لقد ألهمت التطورات في المفاوضات الأمل مجدداً – وإن بحذر – بين عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، العديد منهم لا يعرفون إن كان أقاربهم أحياء أم أموات.
وأكدت شارون ليفشيتز، التي احتجز والدها في غزة منذ السابع من أكتوبر، لـ CNN: “لا أحد يعرف مصير أحبائهم بشكل مؤكد. إذا كان ما زال حياً، فسيكون ذلك معجزة رائعة.”
سيشكل بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد فترة راحة للغزاويين الذين عانوا من 15 شهراً من الضربات الإسرائيلية المتواصلة، والتي قصمت ظهر معظم مناطق القطاع.
وقد ظهرت مشاهد البهجة في مختلف أنحاء غزة بعد وقت قصير من إعلان الوسيط القطري الأربعاء أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى الاتفاق، رغم أن القصف الإسرائيلي قد تصاعد في الأيام التي تلت إعلان الاتفاق.
أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 100 شخص منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك 30 طفلاً، وفقاً لبيانات الدفاع المدني في غزة.
lasted about a week. During that period, 105 hostages held by Hamas – mostly women, children and elderly people – were released, while Israel released around 240 Palestinian prisoners from its jails.
واجه نتنياهو تداعيات سياسية كبيرة قبل الاجتماع الوزاري للموافقة على الاتفاق، حيث هدد حزبان متطرفان بالانسحاب من الحكومة إذا تم إقرار الاتفاق – وهو ما قد يؤدي إلى فقدان رئيس الوزراء الغالبية في الكنيست.
وأخبر نتنياهو مجلسه الأمني يوم الجمعة أنه تلقى “ضمانات” من المفاوضين بأن الولايات المتحدة ستدعم العودة إلى الحرب إذا انهارت المحادثات المستقبلية مع حماس، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر.
ساهم في هذا التقرير كل من نادين إبراهيم، عبير سلمان، كايتلين دانهير، لورين سعيد-مورهاوس، سنا نور حق، كريم خضر، جيريمي دايموند، لورين كينت، هيلين ريجان وإريك ليفنسون.