## الحرب الأطول: فشل إسرائيل في تدمير حماس
أظهرت إسرائيل عجزها حتى الآن عن القضاء على عدوها الرئيسي، حركة حماس، التي رغم تكبدها خسائر فادحة، تروج الآن لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة على أنه انتصار لها وفشل لإسرائيل.
### الاحتفال بالوقف
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد، ظهرت مسلحون ملثمون في شوارع غزة المدمرة، يحتفلون في مركباتهم. وقد ارتدى أعضاء وحدة نخبة من حماس زيهم الرسمي في ساحة السرايا بمدينة غزة خلال عملية نقل الرهائن، في تذكير بأن جناحهم المسلح لا يزال موجودًا بعد 15 شهرًا من بدء إسرائيل محاولتها تدميرهم.
### الرهائن والأسرى
كان أحد الأهداف الرئيسية لحركة حماس عند أخذها حوالي 250 رهينة خلال هجومها الجريء على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 هو تأمين الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وشددت حماس على أنها لن تعيد الرهائن حتى تسحب إسرائيل قواتها من القطاع وتنهي الحرب، بالإضافة إلى السماح بإعادة الإعمار.
### اتفاق مُرحب به
بعد أكثر من عام من القتال، توصلت حماس وإسرائيل في الأيام الأخيرة إلى اتفاق مرحلي يقضي بإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار لمدة 42 يومًا ودخول المساعدات. كما يفتح الاتفاق الباب لمزيد من المفاوضات التي قد تؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ووقف دائم لإطلاق النار.
### نجاح المقاومة
قال أسامة حمدان، أحد الأعضاء البارزين في حماس، في تصريح لقناة الجزيرة: “(الاتفاق) يحقق جميع هذه الشروط… لقد حققت المقاومة ما يريده الشعب الفلسطيني.”
### انتقادات إسرائيلية
خلال حديثه في خطاب يوم الأربعاء، أشار خليل الحية، المفاوض الرئيسي في حماس، إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الحربية، مشيدًا بجناحها المسلح، كتائب القسام، والذي قال المتحدث باسمه أبو عبيدة إنه يعتبر الحرب في غزة مصدر إلهام للأجيال المقبلة. الهدف الرئيسي لإسرائيل من الصراع كان القضاء على حماس.
رغم ذلك، فإن بعض وزراء الكنيست الإسرائيليين وأعضاء الحكومة، بالإضافة إلى قلة من عائلات الرهائن، يرون أن قبول الصفقة يعد هزيمة لإسرائيل. وقد استقال الوزير اليميني ايتمار بن غفير وحزبه من الحكومة والكنيست، مُطلقًا على الهدنة “استسلامًا.” ووصف وزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، الاتفاق بأنه “كارثي”، بينما أشار مجموعة من الاحتياطيين العسكريين إلى أنه “صفقة الاستسلام”.
### الرأي العام الإسرائيلي
قال بن غفير في بيان: “عندما ترى… الرقص في غزة، والاحتفالات في القرى في يهودا والسامرة – تدرك أي جانب استسلم في هذه الصفقة.” يهودا والسامرة هو ما تسميه إسرائيل الضفة الغربية.
على الرغم من ذلك، يُرحب معظم الإسرائيليين بالاتفاق، بما في ذلك غالبية عائلات الرهائن، ورئيس إسرائيل إسحاق هرتزوج، والمعارضة السياسية. وأفاد مكتب نتنياهو بعد موافقة المجلس الأمني على الصفقة، أن رئيس الوزراء لا يزال “يدعم تحقيق أهداف الحرب”.
![صورة لبنيامين نتنياهو](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/ap25017434823414.jpg?c=original)
*بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يت convene cabinet الوزراء الأمني يصوت على اتفاقيات الهدنة في 17 يناير 2025*
*الصورة: كوفي جيدون/GPO/AP*
![صورة للإعلانات حول الرهائن](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/231214100017-israel-hostage-killed-120923.jpg?c=original)
*لافتة ضوئية تشير إلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة فوق مسرح تشارلز برونفمان في ساحة هابيمه في تل أبيب في 9 ديسمبر 2023*
*الصورة: أحمد غارابلي/AFP/Getty Images*
### الصمود الفلسطيني: هزيمة إسرائيلية
كان رد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر قويًا. فقد دمرت غزة تحت أشد حملة قصف شهدتها المنطقة، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد مئات الآلاف منهم، الذين اضطر الكثير منهم للعيش في tents مع ظروف غذائية ورعاية صحية غير كافية.
تكبدت حماس خسائر فادحة أيضًا، حيث قُتل القيادي فيها، الذي يُعتبر العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، يحيى سنوار، وأعلنت إسرائيل قتلها لآلاف من مقاتلي الجماعة. استمرت الحملة بشكل عنيف لاستئصال المسلحين المتجددين في الأحياء التي تم تطهيرها سابقًا، إلى جانب محاربة وهزيمة حزب الله اللبناني في الشمال، الذي فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل دعماً لغزة.
### العزلة الإقليمية لحماس
لقد انخفضت حماس، التي كانت تسيطر عسكريًا وسياسيًا على غزة، إلى شريحة صغيرة مقارنة بنفسها السابقة بعد الحملة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرًا، ومع تفكك حلفائها الإقليميين مثل حزب الله وإيران، أصبحت الجماعة معزولة إقليميًا.
ومع ذلك، لا تزال الحركة تحاول تقديم نفسها كأقوى مجموعة مقاومة مسلحة ضد إسرائيل، حيث تعيد تعبئة صفوفها من خلال تجنيد عدد كبير من المقاتلين الجدد بالمقارنة مع الذين فقدتهم.
### استراتيجية الوجود المستمر
قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في تصريحات له بمؤسسة الأطلسي “كلما أنهت إسرائيل عملياتها العسكرية وتراجعت، يقوم مقاتلو حماس بإعادة تنظيم صفوفهم والظهور مرة أخرى لأن لا شيء آخر يمكنه ملء الفراغ”.
وأضاف بلينكن: “نحن نعتبر أن حماس قد جندت تقريباً ضعف عدد المقاتلين الجدد الذين فقدتهم. وهذه وصفة لانتفاضة دائمة وحرب مستمرة.”
تجادل المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، تهاني مصطفى، بأن المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة نتيجة حرب إسرائيل تخلق أرضًا خصبة للتجنيد.
وأكدت: “يمكنك أن ترى ارتفاعًا في التجنيد بالتحديد لأنه عندما يوجد احتلال وعنف يمكن أن تجد هناك أدوارَ جديدة”.
### خطط لما بعد الحرب
أشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة أكدت للحكومة الإسرائيلية “أن حماس لا يمكن هزيمتها عبر الحملة العسكرية وحدها، وأنه دون وجود بديل واضح، وخطة ما بعد النزاع، ونمو سياسي موثوق للفلسطينيين، ستعود حماس أو شيء شبيه بها وبنفس الخطورة”.
### تعهد حماس بإعادة البناء
تبقى إدارة غزة بعد الحرب بدون حل، ربما بسبب الشكوك حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سينجح في المراحل اللاحقة. الهدف النهائي لإسرائيل هو القضاء على حماس بالكامل. لكن حماس تبدو غير مكترثة، مقترحة أن عناصرها ستلعب دورًا في إعادة بناء المنطقة المدمرة. قال حمدان، أحد قادة حماس، لشبكة الجزيرة: “ستبدأ كل السكان، بما فيهم المقاومة، في إعادة بناء ما دمره الاحتلال”.### تطورات الوضع في غزة: معركة مستمرة
#### حالة غزة المستمرة
قال “حمّاد” إن “اليوم التالي، كالذي قبله وكاليوم… سيكون يومًا فلسطينيًا”. هذه التصريحات تعكس استمرار الوضع في غزة حيث يبدو أن الأحداث تتكرر دون أي تغيير ملموس.
![تحدث أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، في ساحة السرايا غرب مدينة غزة.](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-2194137861.jpg?c=original)
*أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتحدثون مع مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، في ساحة السرايا غرب مدينة غزة ، في 19 يناير 2025.*
*صورة: عمر القتاطي/AFP عبر Getty Images*
#### الأبعاد الإنسانية لأزمة غزة
رغم ادعاء حماس بالنصر، إلا أنها فشلت في الضغط على إسرائيل لرفع الحصار المطبق على غزة، حيث أدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وجعلت من غزة منطقة غير قابلة للعيش. الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، والحرب التي تبعته، تسببتا في تأثير كبير على التوازن الإقليمي للسلطات وغيّرت الوضع في المنطقة بشكل جذري.
#### التعقيدات الاستراتيجية
يقول “مصطفى”، من المجموعة المستقلة للأزمات، إن حماس لا تعتبر بقائها هدفًا في هذه الحرب. لكن بالنسبة لإسرائيل، يمكن اعتبار بقاء المجموعة “هزيمة” لها.