إيطاليا تستدعي السفير الإيراني للإفراج عن صحفية محتجزة
روما (AP) – استدعت إيطاليا سفير إيران يوم الخميس، مطالبةً بالإفراج الفوري عن صحفية إيطالية معتقلة في طهران، وذلك مع تصاعد الضغوط العامة من الحكومة والمعارضة حول هذه القضية الحساسة سياسياً.
تفاصيل الاعتقال
تم اعتقال سيسليا سالا، الصحفية في صحيفة إيل فوليُو، في طهران بتاريخ 19 ديسمبر، وذلك بعد ستة أيام من وصولها بتأشيرة صحفية. وقد أكدت طهران يوم الاثنين أن سالا اعتُقلت بتهم تتعلق بـ”انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
مطالب الحكومة والمعارضة
ذكرت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت السفير الإيراني محمد رضا صبوري للمطالبة بإطلاق سراح سالا، وضمان “ظروف احتجاز كريمة تحترم حقوق الإنسان”، بما في ذلك الوصول القنصلي وزيارات الأهل.
كما طالبت المعارضة، حزب الديمقراطيين الإيطاليين، بالإفراج الفوري عن سала، مشيرةً إلى تقارير إعلامية إيطالية تفيد بأن عائلتها تلقت مكالمة منها تفيد بأنها تنام على الأرض ولم تتلقَ الحزمة الثانية من مقتنياتها الشخصية من السفارة.
وقالت المعارضة في بيان لها: “إن أخبار ظروف احتجازها تثير القلق. المعاملة غير الإنسانية التي تتعرض لها غير مقبولة.”
التأثير السياسي
سيطرت قضية سالا على عناوين الصحف الإيطالية لعدة أيام، وقد تم الذكرها في خطاب الرئيس سيرجيو ماتاريلا بمناسبة نهاية العام.
تزداد الأمور تعقيداً مع وجود دلائل تشير إلى أن مصير سالا أصبح مرتبطاً بمصير رجل إيراني معتقل في إيطاليا منذ 16 ديسمبر. حيث تم اعتقال محمد آباديني-نجف آباد في مطار مالبينسا بميلانو بناءً على مذكرة توقيف أميركية تتهمه بالتورط في الهجوم بالطائرات المسيرة في الأردن بتاريخ 28 يناير 2024 والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
الأبعاد القانونية
وجه المدعي العام الفيدرالي في الولايات المتحدة تهمًا ضد آباديني ورفيق له بخصوص انتهاكات قانون السيطرة على الصادرات، بعد أن قامت قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي بتحليل نظام الملاحة المستخدم في الهجوم بالأردن وتتبعته إليهما.
رفضت وزارة العدل الأمريكية التعليق على ما إذا كان هناك رابط بين قضية سالا والتحقيق في الطائرة المسيرة.
وقدم محامي آباديني الإيطالي، ألفريدو دي فرنشيسكو، طلباً هذا الأسبوع إلى المحكمة في ميلانو للانتقال إلى الإقامة الجبرية، وأن القرار لا يزال قيد الانتظار، بحسب ما قال في بريد إلكتروني. ورفض التعليق عند سؤاله حول التهم الأمريكية أو الروابط المحتملة بقضية سالا.
التوظيف السياسي للأسرى
أفادت وسائل الإعلام الإيطالية بأن إيران تستخدم سالا كشخصية للتفاوض من أجل تأمين إطلاق سراح آباديني. ولم يعترض وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على هذا السيناريو عند سؤاله عنه خلال اتصال هاتفي ببرنامج ريت 4 يوم الأحد.
منذ أزمة السفارة الأمريكية عام 1979 في إيران، التي احتُجز فيها العشرات من الرهائن الأمريكيين لمدة 444 يومًا، استخدمت إيران كثيراً الأسرى ذوي الروابط الغربية كسلاح تفاوضي في المفاوضات.