اجتماع مرتقب بين «فتح» و«حماس» في القاهرة: مساعٍ للإصلاح في غزة
في خطوة تمهيدية نحو معالجة الأزمة الراهنة في قطاع غزة، يترقب حدوث اجتماع فلسطيني من المقرر أن يجمع حركتي «فتح» و«حماس» في العاصمة المصرية القاهرة. ويستعد المجتمعون لبحث فرص «المصالحة» واستعادة الأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة في القطاع والتي بدأت قبل حوالي عام. ويُعتقد أن الاجتماع سيركز على إدارة القطاع وترتيبات حول معبر رفح بعد أن كانت «حماس» تديره قبل الحرب.
فرص التهدئة غامضة
خبراء مختصون تحدثوا لصحيفة «الشرق الأوسط» يعتبرون أن الاجتماع، الذي أعلنت «فتح» أنه سيُعقد الأربعاء، يحمل في حال عدم تأجيله بسبب التوترات الجارية في المنطقة، فرصة لتحويل مسار الأحداث نحو إيجاد حلول متوافقة. ففي ظل التصعيد المثير للقلق في لبنان، يُرجى من جميع الأطراف الفلسطينية أن تتجاوز خلافاتها وتعمل من أجل المصلحة الفلسطينية أولاً وقبل كل شيء. ويتوقّع أن تُرفض إسرائيل أي ترتيبات تضع معبر رفح تحت سيطرة «حماس».
الاجتماع في ظل تعثر المفاوضات
يعقد الاجتماع في وقت يشهد فيه الحوار حول هدنة غزة تعثراً كبيراً، فسياسات رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، تعرقل انسحاب إسرائيل من المعبر والحدود مع مصر، وترفض بقاء «حماس» في السلطة في الأيام التي تعقب انتهاء الحرب.
ورغم عدم تأكيد «حماس» للاجتماع بعد، تُشير تقارير إعلامية إلى أنه سيتم تناول ترتيبات خاصة حول معبر رفح وملفات تتعلق بإنهاء الانقسام الفلسطيني.
أهمية نتائج الاجتماع
يعتبر السفير المصري الأسبق حسين هريدي أن هذا الاجتماع يأتي عقب تقارير تفيد بتوافق الحركتين على إجراء لقاء في القاهرة للتوصل إلى تفاهمات تتجاوز الخلافات السياسية العميقة. ويستهدف الاجتماع مناقشة الشكل الإداري للقطاع، وما إذا كان سيتم تشكيل إدارة متخصصة أو اختيار شخصيات مستقلة.
كما يؤكد خبراء، مثل بركات الفرا، السفير الفلسطيني السابق، على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية والتوصل إلى تفاهمات بين الحركتين لمستقبل مجتمعي أكثر استقراراً.
الآمال والاحتمالات
يشدد المحلل عبد المهدي مطاوع على ضرورة أن تكون «حماس» واعية لما يحيط بها من مشهد سياسي معقد، مشيراً إلى ضرورة التوصل لتفاهمات في هذا الاجتماع حتى تحقق وجوداً سياسياً مستقراً. وفي حال استمرار الخلافات، فإن الأثر سيكون سلبياً على الفلسطينيين بشكل عام.
وبالمقابل، يلفت الفرا الانتباه إلى أن «حماس» لن ترضى بالتهميش في إدارة غزة، مما يزيد من تعقيد الوضع سياسيًا.
خاتمة تفاؤلية
مع وجود مخاوف حقيقية من عدم توافق «حماس»، تُعبر الدعوات عن أهمية أن تخرج الاجتماعات بنتائج تُعزز من صوت واحد لفلسطين في مواجهة الصعوبات الحالية. التحليلات تشير إلى أن الإرادة المشتركة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء سنوات من الانقسام وتحقيق استقرار أكبر للشعب الفلسطيني.
سبق لحركتي «فتح» و«حماس» أن تجاوزتا هذا الطريق سابقًا مع اتفاقات سابقة لم تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة، ولكن هناك الأمل الآن في أن يؤدي الاجتماع إلى مرحلة جديدة في الحوار والتعاون.