اجتياح الضفة الغربية والإعداد للضم الكامل!

By العربية الآن



اجتياح الضفة والتحضير لضمّ شامل!

الاحتلال باستهدافه لكل المناطق أ وب وج لم يبق من اتفاق اوسلو سوى اسمه وفق خبراء وسياسيين- الضفة الغربية- جنين- الصورة من اقتحام الاحتلال لمدينة جنين- الصورة من المصور محمد ترابي للجزيرة نت- الجزيرة نت1
اعتادت إسرائيل على تنفيذ عملياتها العسكرية في الضفة خلال ساعات النهار (الجزيرة)

منذ بداية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، بقيت الضفة الغربية مركزًا للصراع والتوترات المتزايدة. ومع اقتراب كل حملة انتخابية جديدة في إسرائيل، تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري قد يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لاستغلاله لتحقيق مكاسب انتخابية.

استغلال النزاع من أجل المكاسب الانتخابية

مع اقتراب الانتخابات المقبلة التي تبعد عامين، يبدو أن بنيامين نتنياهو لا يزال يلتزم بهذا النهج، مستخدمًا القوة العسكرية لتعزيز شعبيته بين المستوطنين، بينما يسعى في ذات الوقت لإضعاف المقاومة الفلسطينية تمهيدًا لتنفيذ مخططاته الإستراتيجية بالمنطقة.

التحالفات السياسية والنوايا الشخصية لنتنياهو

ومع قرب نهاية المدة الانتخابية، قد يجد نتنياهو نفسه يتراجع عن تحالفاته مع المتطرفين وينتقل إلى معارضيه، لضمان استمراره في الحكم. يعتقد أنه كـ”موسى” لدولة إسرائيل، ليس من المقبول التعامل معه كفاسد انتهازي.

على الرغم من الانتقادات، يبقى متشبثًا بقناعته بأنه الوحيد القادر على حماية مصالح إسرائيل، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن شركائه عندما يراه مناسبًا.

بضمّ مناطق إستراتيجية مثل جنين وطولكرم، تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية، مما يقوض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.

أبعاد الاجتياح الإسرائيلي الأخير

الاجتياح العسكري الأخير للضفة، والذي أطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم عملية “المخيمات الصيفية”، استهدف محافظات مثل جنين وطولكرم وطوباس ونابلس بشكل مفاجئ وخارج عن المألوف. ففي حين اعتادت إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية خلال النهار، اختارت هذه المرة القيام بها ليلاً في محاولة للتضليل الإستراتيجي، تحقيقًا لعدة أهداف:

  • القضاء على الكتائب المسلحة

الهدف الأول هو استئصال الكتائب المسلحة التي نشطت في جنين وطولكرم، والتي أصبحت تُشكّل تهديدًا حقيقيًا للمستوطنين الإسرائيليين. تسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى خلق بيئة آمنة للمستوطنين، تمهيدًا لمزيد من التوسع الاستيطاني. إلا أن هذه الكتائب تجسد أيضًا رمز المقاومة الفلسطينية، واستئصالها قد يُضعف المقاومة في المدى القريب، ولكن لن يقضي على إرادة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

  • التمهيد للضم الشامل

أما الهدف الثاني فهو التحضير لضم شامل للضفة الغربية. يدرك نتنياهو أن ضم مناطق كجنين وطولكرم بدون القضاء على المقاومة سيكون محفوفًا بالمخاطر، لذا فإن العمليات العسكرية تهدف إلى إضعاف الهياكل المقاومة لتسهيل عملية الضم مستقبلاً.

عملية الضم ليست مجرد خطوة مؤقتة، بل جزء من استراتيجية تفصيلية تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في الضفة.

  • التهجير الطوعي وتغيير الوضع القائم

الهدف الثالث يتمثل في دفع الفلسطينيين للتهجير الطوعي عبر تدمير البنية التحتية الأساسية، مما يضعف مقومات الحياة. تفيد التقارير أن إسرائيل تخطط لتقديم تسهيلات كبيرة للهجرة إلى دول كأمريكا وكندا اعتبارًا من عام 2025. ومن يبقَ سيحصل على إقامة تقيد حقوقه الوطنية، مما يعكس نية إسرائيل في تغيير الوضع القائم من خلال التحكم العسكري والتغيير الديمغرافي.

استمرار إسرائيل في هذه السياسة سيؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة، وقد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة.

التداعيات المستقبلية للمخيمات الصيفية

قد يترتب على تنفيذ هذه الاستراتيجية عواقب وخيمة على الفلسطينيين وعلى المنطقة عمومًا. سيؤدي القضاء على المقاومة المسلحة في الضفة إلى السماح لإسرائيل بتنفيذ مخطط الضم بلا معوقات، كما أن التهجير الطوعي سيقلل من عدد الفلسطينيين، مما يسهل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأرض.

الأخطر أنه إذا استمرت إسرائيل في هذه السياسات، سيتفاقم الوضع وقد تنفجر انتفاضة جديدة، فمحاولة تغيير الواقع بشكل جذري قد تكون الشرارة لنشوب صراع جديد.

يجب أن نفهم أن ما يحدث في الضفة الغربية ليس مجرد جزء من صراع انتخابي في إسرائيل، بل هو جزء من مخطط أكبر يهدف إلى تغيير واقع المنطقة بشكل جذري.

الخيارات الدولية

ما يحدث في الضفة الغربية ليس مجرد تصعيد انتخابي أو حملة عسكرية، بل هو جزء من مخطط استراتيجي لضم الضفة الغربية. إذا نجح هذا المخطط، سيسلب أي فرصة لتحقيق السلام، مما يؤدي إلى صراع طويل الأمد قد يمتد إلى خارج حدود فلسطين.

يجب على المجتمع الدولي التصرف بصورة عاجلة لوقف المخططات الإسرائيلية قبل فوات الأوان، فالصمت الدولي سيزيد الوضع تعقيدًا ويجعل أي تسوية سياسية في المستقبل أمرًا بالغ الصعوبة.

في النهاية، لا بد من فهم أن ما يحدث في الضفة هو جزء من خطة أكبر، والتحدي الأكبر للفلسطينيين هو مواجهة هذه المخططات والحفاظ على حقوقهم الوطنية في ظل التصعيد العسكري والسياسي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version