اجتياح جنوب لبنان: قادة إسرائيل يعيشون في قلق من الماضي

By العربية الآن

الاجتياح البري لجنوب لبنان.. المخاوف تتزايد لدى قادة إسرائيل

اجتياح جنوب لبنان قادة إسرائيل يعيشون في قلق من الماضي اجتياح جنوب لبنان اجتياح جنوب لبنان
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان (شترستوك)
في أعقاب تصريحات حزب الله حول تصديه لقوات إسرائيلية خاصة حاولت التسلل إلى قرى جنوب لبنان، واعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط عدد من جنوده في اشتباكات مباشرة مع عناصر الحزب، بدأت ملامح “العملية البرية المحددة” التي أعلنتها تل أبيب تتضح يوم الاثنين الماضي.

استطلاع بالنيران

أقر القادة الإسرائيليون في وقت متأخر من يوم الاثنين خطط لإرسال قوات برية إلى لبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عبور القوات الحدود لاستهداف المواقع التي تشكل تهديدًا مباشرًا على المجتمعات الإسرائيلية في الشمال.

جاءت هذه التحركات بعد غارات مكثفة على لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، في محاولة من القوات الإسرائيلية لتأمين عودة المستوطنين إلى مناطقهم. وعلى الرغم من ادعاء الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات محدودة ضد أهداف لحزب الله، فإن الخطة قد تتطور إلى عمليات أوسع وأطول أمداً، خاصة مع إرسال مزيد من القوات إلى الشمال.

تعكس طبيعة القوات والمهام المعينة لها ومحاولاتها التسلل إلى بلدات مثل مارون الراس وكفر كلا أن هناك خططاً لإجراء عمليات استطلاع بالنيران الحية لاختبار قدرات حزب الله القتالية، والقرار بشأن توسيع العمليات البرية أو الاكتفاء بعمليات معينة.

كانت الاشتباكات الأولى بين مقاتلي حزب الله والقوات الخاصة الإسرائيلية درسًا قاسيًا للقوات الأخيرة، حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع 8 قتلى من بينهم 3 ضباط جراء تعرضهم لكمين.

الجيش الإسرائيلي أقر بمقتل 8 من العسكريين بينهم 3 ضباط جراء تعرضهم لكمين (رويترز)

اجتياح متدرج

على الرغم من الصعوبات التي واجهتها المرحلة الأولى من العمليات البرية، يُتوقع أن يعتمد الجيش الإسرائيلي استراتيجية توسيع تدريجي لأنشطته في جنوب لبنان، حيث سبق أن أعلن أن الفرقة 98 من الجيش، بما في ذلك لواء غولاني وقوات خاصة من أنحاء مختلفة، قد انضمت للتعزيزات في الجبهة الشمالية للمشاركة في العمليات.

كما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتمهيد الطريق لتنفيذ العملية البرية من خلال حملة قصف مكثفة على قرى جنوب لبنان، حيث تعرضت بلدات مثل مارون الراس وكفر كلا وعيتا الشعب لمئات الغارات الجوية.

تطورات الأوضاع في جنوب لبنان

تتعرض منازل المواطنين اللبنانيين ومرافق البنية التحتية في جنوب لبنان لتداعيات متزايدة، حيث من المتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مرحلة اجتياح محدودة عبر التقدم بعمق أقل من 10 كيلومترات على طول الحدود الجنوبية. وتطمح هذه العملية إلى التأثير على قدرات حزب الله في استخدام الصواريخ قصيرة المدى ومضادات الدروع التي تستهدف القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشمالية، مما سيسمح لجيش الاحتلال بتنظيم حركته وتعزيز عملياته بشكل أكبر.

الأهداف الإسرائيلية الإستراتيجية

تسعى القوات الإسرائيلية إلى السيطرة على نهر الليطاني، الذي يعد حداً فاصلاً يتوجب تجاوزه لتفكيك قدرات حزب الله القتالية، خاصة ما يتعلق بالصواريخ متوسطة المدى القادرة على استهداف العمق “الإسرائيلي”. وتعتبر المنطقة الجنوبية من الليطاني المسرح الرئيسي لقوات حزب الله، مما يعكس مدى المخاوف الإسرائيلية بعد الهزيمة التي تعرض لها جيش الاحتلال في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غلاف غزة.

من منظور إسرائيل، تعد هذه المرحلة مفصلية في تحديد استراتيجية الحملة البرية ضد لبنان، مع توقعات بتعزيز الحضور العسكري لجيش الاحتلال عبر حشد فرقتين إضافيتين لهذه العملية.

تجارب الاحتلال السابقة

تعتبر التجارب السابقة للاحتلال في لبنان، وخاصة عام 1982، علامات فارقة حيث كانت تهدف العملية حينها إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية، لكنها أدت في النهاية إلى احتلال طويل الأمد للجنوبي، انتهى بخروج الاحتلال عام 2000 بفعل قوة حزب الله. كما شهدت عام 2006، مواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن تدمير عدد من دبابات الميركافا، مما أدى إلى انسحاب جيش الاحتلال بعد تدخلات دولية.

تحديات العملية الجارية

تتكرر تصريحات القادة الإسرائيليين مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول ضرورة تفكيك بنية حزب الله العسكرية، مما يشير إلى أن العمليات المحدودة الحالية لن تكون كافية لتحقيق هذه الأهداف. ذلك يتطلب اجتياحاً يمد على نطاق واسع يصل إلى قلب لبنان، وهو ما يتساءل الكثيرون عن قدرة جيش الاحتلال عليه في ظل مقاومة حزب الله التي لا تزال قوية.

يشير المحللون العسكريون الإسرائيليون، منهم تامير هايمن، إلى ضرورة وضع خطط دقيقة للتعامل مع الوضع الميداني المتغير، وقام هايمن بتسليط الضوء على الأثمان المحتملة للعملية، موضحاً ضرورة توخي الحذر وعدم التقليل من شأن التحديات الراهنة.

مستقبل الاجتياح ومرحلته

المعطيات الحالية توضح أن خيار العملية البرية أصبح محسوماً بينما تظهر التقارير أن خطوات التوغل بدأت بالفعل. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى نجاح حزب الله في مواجهة هذا الاجتياح وتحدياته. وقد أكد الشيخ نعيم قاسم من حزب الله على استعداد المقاومة للرد على أي اعتداءات برية.

أيضاً، تبقى التطورات في قطاع غزة وعمليات المقاومة الفلسطينية عاملاً مهما يهدد قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ عمليات معقدة تتطلب نقل قواته بين عدة جبهات. مع دخول الحرب مرحلة جديدة، تزداد التحديات على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما يجعل من الضروري متابعة الأحداث عن كثب.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version