اختبار الجزيرة: استخدام الذكاء الاصطناعي لقياس “مشاعر الإعلام” بشأن الانتخابات الأميركية
3/11/2024
–
|
آخر تحديث: 3/11/202410:12 م (بتوقيت مكة المكرمة)
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
في عالم السياسة، كان الإعلام دائمًا مؤثرًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه اهتمام الناخبين. وتُعرف نظرية ترتيب الأولويات (Agenda-Setting Theory) بأنها تُبرز كيفية تأثير وسائل الإعلام في جعل بعض القضايا تبدو أكثر أهمية للجمهور.
ومع صعود وسائل التواصل الاجتماعي في العقد الأول من الألفية، أصبح بإمكان الأفراد والمؤسسات الوصول إلى الجماهير بشكل لم يسبق له مثيل. وتمكن الحملات الانتخابية من التفاعل مع الناخبين وقياس ردود أفعالهم بفاعلية أكثر مما كان ممكنًا عبر الإعلام التقليدي.
أوباما والتكنولوجيا: الحليف غير المتوقع
في عام 2008، أذهل باراك أوباما العالم بخبر انتخابه كأول رئيس أميركي من أصول أفريقية، حيث حصل على 365 صوتًا في المجمع الانتخابي متجاوزًا الحد الأدنى المطلوب وهو 270 صوتًا. بينما حصل منافسه الجمهوري، جون ماكين، على 173 صوتًا، وتفوق أوباما أيضًا بنسبة تصويت شعبي وصلت إلى 52.9%.
لقد وضعت انتخابات أوباما معيارًا جديدًا من خلال دمج تقنية تحليل المشاعر، مما ساعده على فهم مشاعر الناخبين بشكل أفضل وتوجيه حملته بفاعلية. كانت هذه الاستراتيجية واحدة من أسباب نجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض.
تحليل المشاعر: كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في الانتخابات؟
تستخدم منهجية تحليل المشاعر تقنيات متقدمة لتحليل آراء الناخبين من خلال تغريداتهم وتعليقاتهم. يجمع نظام الذكاء الاصطناعي البيانات ويقوم بتحليلها لفهم المشاعر اتجاه القضايا المطروحة، مما يمكن الحملات الانتخابية من تحسين استراتيجياتها واستهداف رسائلها بشكل أكثر فعالية.
تكمن أهمية ذلك في أن الحملات أصبحت تستطيع الآن رصد التغيرات في المشاعر العامة وتعديل حملاتها الإعلانية حسب ردود الأفعال الفورية.
في الختام، يتضح أن دمج التكنولوجيا في المجال السياسي ليس فقط أداة فعالة، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الانتخابية الحديثة.# تحليل المشاعر في الانتخابات الأميركية
اعتمد مفهوم “تحليل المشاعر” على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتحليل النصوص بهدف تقييم المشاعر والآراء في مختلف البيانات النصية، مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات والتعليقات. يهدف هذا التحليل إلى تصنيف المشاعر كإيجابية أو سلبية أو محايدة، مما يساعد في فهم اتجاهات الرأي العام.
تأثير التحليل على الحملات الانتخابية
استفاد القائمون على الحملات الانتخابية من هذه التحليلات لتغيير رسائلهم بما يتوافق مع النتائج. على سبيل المثال، في حملة أوباما عام 2012، تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل ردود الفعل العامة على وسائل التواصل الاجتماعي والتحقيق في القضايا الملحة كالرعاية الصحية والاقتصاد. عندما كانت الحملة تلاحظ تغييرات في استجابة الجمهور، كانت تقوم بتعديل رسائلها لتلبية المخاوف أو الاهتمامات الجديدة، مثل تعزيز الرسائل المتعلقة بالإنجازات الاقتصادية.
صفحة تكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
لتبسيط مفهوم منهجية تحليل المشاعر كما استخدمها أوباما في حملتيه الانتخابيتين، تم إنشاء صفحة في “تكنولوجيا الجزيرة” بمساعدة باحثين مستقلين في الذكاء الاصطناعي. تستخدم الصفحة تقنية تحليلات المشاعر لفحص الانتخابات الرئاسية الأميركية الجارية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس.
تحليل مشاعر الإعلام
تستند التجربة في “تحليل مشاعر الإعلام” إلى التغطية الإعلامية الانتخابية، دون الاعتماد على استطلاعات الرأي أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها تمثل “تحليل مشاعر الإعلام” للانتخابات الأميركية لعام 2024.
اختيار المواضيع والمناقشة
استند اختيار المواضيع المتناولة في الإعلام إلى “13 مفتاحًا للبيت الأبيض”، وهو نظام تحليلي وضعه المؤرخ الأميركي ألان ليكتمان، يقوم على 13 مؤشرًا تُستخدم للتنبؤ بنتائج الانتخابات. هذه المؤشرات ترتبط بأداء الحزب الحاكم والظروف العامة في البلاد وليست بأداء المرشحين.
قمنا باختيار ثمانية مواضيع مثل “الشخصية” و”نزاهة الانتخابات” و”السياسة” و”الاقتصاد” لدراسة مشاعر الإعلام حول الانتخابات، حيث هذه المواضيع تتجاوز مجرد اهتمامات الحزب الحاكم فقط.
منهجية تحليل مشاعر الإعلام في انتخابات 2024
يمتاز الموقع الذي طوره مجموعة من الباحثين المستقلين بالتركيز على جمع المقالات المتعلقة بالانتخابات الأميركية منذ يناير 2024 من خمسة مصادر، بما في ذلك الجزيرة بجميع لغاتها. بعد جمع المقالات، يتم معالجة النصوص باستخدام محرك الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”، الذي يقوم بتحليل اللغة واستخراج المؤشرات وتصنيف المشاعر إلى إيجابية أو سلبية أو محايدة.
كيفية عمل الموقع
يتميز الموقع بإمكانية تتبع وتحليل مشاعر الإعلام بشكل دقيق لتقديم صورة واضحة عن الاتجاهات الحالية في التغطية الإعلامية للانتخابات. ومن خلال هذه التقنيات المتقدمة، يمكن تقديم رؤى مفيدة حول المشاعر العامة السائدة بين الناخبين.### قسم النسبة النهائية
في أعلى هذا القسم، يظهر المؤشر العام الذي يقوم بحساب جميع المجالات ويعرض النسبة المئوية للتغطية الإعلامية لصالح المرشح الجمهوري أو الديمقراطي.
تتم آلية حساب النسبة النهائية من خلال عدّ المقالات الإيجابية والسلبية عن كل مرشح، بما يعكس تأثير الإعلام على الرأي العام. بعد ذلك، تُجمع المقالات الإيجابية لكل مرشح مع المقالات السلبية عن منافسه، ويتم حساب احتمال الفوز كنسبة مئوية تعبر عن العلاقة بين عدد المقالات الإيجابية للمرشح والمقالات السلبية عن منافسه مقارنة بإجمالي المقالات.
قسم الفلترة الزمنية
يبدأ المستخدم رحلته من القسم العلوي، حيث يمكنه البحث بواسطة التاريخ خلال فترة معينة لمراقبة التغيرات في التغطية الإعلامية طوال عام 2024 وتتبع دور هذه التغطيات في تغيير مشاعر الرأي العام.
قسم تحليل المشاعر
في القسم الثاني، بعدما يختار المستخدم الفترة الزمنية في القسم الأول، تظهر قائمتان للمرشحين ترامب وكامالا تتضمنان المجالات الثمانية التي يغطيها المشروع. من المهم ملاحظة أن ظهور هذه المجالات يعتمد على التغطية الإعلامية، فقد لا يظهر موضوع معين في حالة عدم تناول المقالات له.
تظهر عند كل موضوع رسم بياني يمثل ثلاثة مشاعر: “إيجابي” بلون أخضر، و”سلبي” بالأحمر، و”طبيعي” باللون الرمادي الفاتح. عند تمرير مؤشر الفأرة على أحد الأعمدة، تظهر عدد المقالات التي تعبر عن الحالة المدونة في العمود بالإضافة إلى النسبة المئوية لمجموع المقالات في هذا الموضوع.
قسم خريطة الخط الزمني
في القسم الثالث، يتم رسم خط زمني يوضح كيفية تغير التغطية الإعلامية في المجالات الثمانية، وكيف أن الإعلام قد يركز بشكل كبير على موضوع معين في فترة زمنية معينة، مما يخلق شعوراً بأهمية هذا الموضوع بينما يتجاهل المواضيع الأخرى.
هدف الجزيرة من تجربة “اختبار مشاعر الإعلام للانتخابات الأميركية 2024”
الهدف من هذه الصفحة بجانب التغطية الإعلامية التي تقدمها الجزيرة للانتخابات الأميركية 2024 هو توضيح المفاهيم التقنية المتعلقة بتدخل التكنولوجيا في الانتخابات، والإجابة عن مخاوف الجمهور حيال دور الإعلام والتكنولوجيا في تشكيل الإنتخابات بطريقة علمية وواقعية.
بالنظر للتاريخ، يمكن القول أن باراك أوباما كان له دور في إدخال التكنولوجيا إلى ساحة الانتخابات عام 2008، لكن تأثير هذه التكنولوجيا كان أكبر بكثير مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة عام 2016، وما قد تسفر عنه الانتخابات القادمة في 2024 يتجاوز التصورات.