تجربة واعدة لعلاج سرطان الأمعاء
أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية جديدة هذا الأسبوع تهدف إلى تقييم فعالية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود في العنب الأحمر، التوت الأزرق، والفول السوداني، في الوقاية من سرطان الأمعاء. وقد أظهرت دراسات سابقة أن هذا المركب قد يساعد في إبطاء نمو الأورام، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة «الغارديان».
دراسة تأثير الجرعات المنخفضة
يعمل العلماء على اختبار تأثير جرعة منخفضة من «الريسفيراترول» على مرضى يعانون من السليلات القولونية، وهي نموات صغيرة يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم تُعالج. وأكدت البروفسورة كارين براون، الباحثة في مجال السرطان بجامعة ليستر، أن التجربة قد تُحدِث تغييرًا كبيرًا في طرق الوقاية من سرطان الأمعاء.
نتائج البحوث السابقة
تستند هذه الدراسة إلى نتائج أبحاث استمرت لأكثر من عشرة أعوام، حيث أثبتت أن «الريسفيراترول» النقي قادر على إبطاء نمو الأورام في الفئران، كما يصل إلى الأمعاء دون أن يتعرض للهضم.
تفاصيل التجربة وأعمار المشاركين
تُعتبر هذه التجربة واحدة من أكبر التجارب عالميا في مجال الوقاية من السرطان، وتستهدف مجموعة من المرضى تتراوح أعمارهم بين 50 و73 عاماً، الذين تم اكتشاف السليلات القولونية لديهم أثناء الفحوص الدورية من هيئة الخدمات الصحية الوطنية. بعد إجراء عملية إزالة السليلات، سيقسم المشاركون لتلقي علاج إما بواسطة الأسبرين بمفرده أو مزيج من الأسبرين ودواء السكري «الميتفورمين» لمدة 3 سنوات، بالإضافة إلى تلقي جزء من المشاركين «الريسفيراترول» النقي أو دواءً وهمياً لمدة سنة.
مشاركة المرضى وتجاربهم
عبر ديفيد ترسلر، أحد المشاركين في التجربة والذي فقد والده بسبب سرطان الأمعاء، عن أمله في أن تؤدي هذه التجربة إلى تطوير علاجات أفضل للأجيال القادمة.
أهمية الوقاية ووسائل التغيير
من جهة أخرى، أكدت بروان أن تغيير نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي وتقليل تناول اللحوم الحمراء والكحول يمكن أن يساعد في الوقاية من سرطان الأمعاء. وتأتي هذه التجربة لتدعم جهود فحص سرطان الأمعاء من خلال توفير أدوات لمنع السرطان من الانتشار منذ البداية.
تزايد حالات السرطان في المملكة المتحدة
يُعد سرطان الأمعاء رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة، وهو ثاني أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان. وفي هذا السياق، عبّر الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي لمنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، عن تفاؤله بمسار هذه التجربة التي قد تمهد الطريق لتحقيق حياة أطول دون خوف من السرطان.