لعشاق القهوة.. هكذا تختار حبوب البن المناسبة لذوقك
17/12/2024
تُنتج القهوة في 70 بلداً مختلفاً وتُشرب على نطاق واسع حول العالم، ولكن كم من عشاق القهوة يعرفون خصائص حبوب القهوة التي يفضلونها؟ هل هي أرابيكا أم روبوستا أو مزيج منهما؟ ومن أي بلد؟ وما هو الارتفاع الذي نمت فيه؟ وكيف تمت معالجتها؟ تعد هذه المعلومات أساسية لفهم توقعات الشخص من فنجان القهوة.
توصلت خبيرة القهوة المحترفة جوليا بوباك إلى أن من الأفضل التوقف عن تجربة الأنواع المختلفة واختيار حبوب البن الأفضل لضمان الحصول على فنجان قهوة جيد، وهذا يقودنا لاستكشاف مصادر القهوة العالية الجودة في العالم.
أفريقيا.. أفضل مصادر البن في العالم
أظهر تقييم لخبراء القهوة المعتمدين من “معهد جودة القهوة” شمل 1229 نوعاً من القهوة من 16 دولة بين عامي 2010 و2018 أن أفريقيا، وخصوصاً إثيوبيا وكينيا وأوغندا، قد احتلت المراكز الثلاثة الأولى في تقديم أفضل قهوة في العالم، بمعدل أعلى من 84 من 100.
تأتي كولومبيا والسلفادور وكوستاريكا وإندونيسيا وتايلند والبرازيل، وبعدها تأتي تنزانيا أيضاً كدولة من الدول الأفريقية المميزة.
تُعتبر إثيوبيا موطن أرابيكا، الأفضل في العالم، منذ أكثر من ألف عام، وتحظى القهوة الإثيوبية بشعبية كبيرة خصوصاً في مجالات القهوة المتخصصة.
إن إثيوبيا ليست غريبة عن كونها أفضل بلد لإنتاج القهوة، إذ لديها تقنيات علاج طبيعية وتخمير فريدة، إضافة إلى أصناف غنية بالنكهات الفاكهية والزهورية. كما أن المرتفعات توفر بيئة مثالية لنمو أشجار البن. تتمتع القهوة بلونها الأحمر الكهرماني العميق، الذي يعكس نكهاتها المتنوعة.
في كينيا، حيث تُزرع حبوب البن منذ قرن تقريباً، تميز بعض الأنواع بحلاوة السكر البني وحموضة التوت الناضج، مما يضمن لعشاقها جودة فنجان قهوة ممتاز.
وعلى الرغم من أن قهوة روبوستا تأتي في المرتبة الثانية بعد أرابيكا من حيث الأداء والنكهة، فإن حبوب روبوستا الأوغندية تنمو بطرق طبيعية دون تدخل بشري منذ قرون.
في تنزانيا، توفر المرتفعات تربة غنية ودرجات حرارة معتدلة تساعد على نمو بطيء للقهوة، مما يمنحها تحميصاً داكناً لذيذاً، لكن يجب الانتباه إلى أن حبوب القهوة قد تتلف بسرعة كونها أكثر دهنية من المعتاد.
أنواع القهوة في أميركا الوسطى والجنوبية
تعد أميركا الوسطى والجنوبية موطناً لمجموعة متنوعة من أصناف القهوة التي تتميز بمذاقها الفريد وجودتها العالية، مما يجعلها محط اهتمام عشاق القهوة حول العالم.
أسباب تميز القهوة الكولومبية
تشتهر كولومبيا بمناخها المثالي لزراعة القهوة، حيث التربة البركانية الخصبة والتلال الخضراء تجعلها الوجهة المفضلة لزراعة حبوب الأرابيكا. تتميز القهوة الكولومبية بنكهتها الفريدة التي تمزج بين طعم الشوكولاتة والكراميل والمكسرات، بالإضافة إلى مذاقها الغني الذي يستمر لفترة طويلة بعد شربها.
تحتل كولومبيا المرتبة الرابعة كأفضل الدول المنتجة للقهوة عالية الجودة، حيث تسهم بما يقرب من 15% من استهلاك العالم، بإنتاج سنوي يزيد عن 760 ألف طن متري.
وفقاً لموقع “ورلد بوبليشن ريفيو”، تعتبر القهوة الكولومبية واحدة من أفضل الأصناف عالمياً، وتتميز بأربعة أنواع رئيسية: أرابيكا وإكسترا وإكسلسو وسوبريمو.
تعد سوبريمو من أعلى الأنواع جودة، بينما يتميز إكسترا بنكهته القوية التي تحتوي على نسبة كافيين عالية. أما إكسلسو، فتمزج بين خصائص سوبريمو وإكسترا، لكنها أكثر حمضية.
السمات الفريدة للقهوة السلفادورية
تُعرف السلفادور بوصفها أرض البراكين والقهوة، حيث تتوزع المرتفعات بين 900 و1500 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يوفر الظروف المثالية لزراعة حبوب قهوة ذات حموضة لطيفة وحلاوة تشبه العسل.
قهوة كوستاريكا: نكهة جوزية
تتميز كوستاريكا بوجود المياه والبراكين التي تساهم في إنتاج حبوب قهوة غنية بنكهة جوزية. تزرع قهوة الأرابيكا هناك على ارتفاعات تزيد عن 1700 متر، مما يضفي عليها نكهات فريدة من الفانيليا والشوكولاتة والفواكه.
تقدر كمية القهوة عالية الجودة التي تنتجها كوستاريكا بما يزيد عن 7 دولارات للكوب في أشهر سلاسل القهوة العالمية.
البرازيل: عملاق قهوة الأرابيكا
تشهد البرازيل إنتاج أفضل أنواع القهوة، حيث يعتبر الأرابيكا هو السائد. تُنتج البرازيل نحو 2.68 مليون طن متري من القهوة سنوياً، وتشتهر بمذاقها الحلو والكثيف الذي يتراوح بين الكراميل والشوكولاتة، مع نكهات أخرى كالجوز.
غواتيمالا: قهوة الجبال عالية الجودة
في غواتيمالا، يتمتع إنتاج القهوة الجبلية بسمعة قوية لجودته العالية، إذ تنتج البلاد أكثر من 245 ألف طن متري من البن سنوياً، تعتمد أساساً على نوع أرابيكا، الذي تتميز به المناخات الفريدة. تتمتع قهوة غواتيمالا بحموضة معتدلة وحلاوة قريبة من الكراميل.
إندونيسيا وتايلند: القهوة الآسيوية الجديدة
تُعد إندونيسيا رائدة في إنتاج جودة القهوة منخفضة الحموضة، حيث تتميز بقهوة جريئة تدعم نكهاتها القوية وتدرجات الشوكولاتة، مما يجعلها خياراً مفضلاً للكثيرين. كما أن مناخها البركاني يضيف نكهات فريدة إلى حبوبها.
أما تايلند، فقد شهدت نمواً سريعاً في إنتاج واستهلاك القهوة، حيث تتواجد قهوة الأرابيكا في الشمال، بينما تعد قهوة روبوستا العمود الفقري للإنتاج في الجنوب. كما تشتهر بتقديمها لطرق جديدة في معالجة القهوة.