شهدت أسعار النفط الخام يوم الخميس ارتفاعًا بنسبة 4% بسبب زيادة الطلب على الوقود قبل اجتياح الإعصار ميلتون ولاية فلوريدا، فضلاً عن المخاوف من عدم الاستقرار في إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط. كما تشير التوقعات إلى إمكانية نمو الطلب على الطاقة في كل من الولايات المتحدة والصين.

في الساعة 17:24 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.87 دولار، أي 3.8%، ليصل السعر إلى 79.45 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط زيادة بنفس النسبة تقريبًا، مرتفعًا بمقدار 2.75 دولار إلى 75.99 دولارًا.

العاصفة وتأثيرها على السوق

في الولايات المتحدة، حيث تُعتبر أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، أثر الإعصار ميلتون بشكل كبير على ولاية فلوريدا، حيث نفدت مخزونات البنزين في حوالي ربع محطات الوقود، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 3.4 مليون منزل وشركة.

التوترات الإسرائيلية الإيرانية

شهدت الأسعار ارتفاعًا هذا الشهر بعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخًا على إسرائيل في بداية الشهر، مما أثار المخاوف من احتمال استهداف المنشآت النفطية الإيرانية. على الرغم من عدم رد إسرائيل حتى الآن، شهدت أسعار النفط تراجعًا ثم استقرارًا نسبيًا هذا الأسبوع.

ومع ذلك، يظل المستثمرون حذرين بعد أن أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الرد على إيران سيكون “فتاكا ومحددا ومباغتا”. كما أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الخطط الإسرائيلية المتعلقة بإيران.

الضغوط الخليجية والتحركات الدبلوماسية

ذكرت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة لها في لبنان، بينما تواصل إسرائيل هجومها على حزب الله. وصرحت ثلاثة مصادر خليجية لوكالة رويترز بأن الدول الخليجية تمارس ضغوطًا على واشنطن لمنع إسرائيل من استهداف حقول النفط الإيرانية، تخوفًا من ردود فعل محتملة من الجماعات المتحالفة مع إيران.

السياسات الصينية وتأثيرها على الطلب

في سياق تعزيز الطلب على النفط، أعلنت الصين عن مشروع قانون يستهدف تعزيز نمو القطاع الخاص، وهو جزء من الجهود الهادفة لزيادة ثقة المستثمرين وسط تراجع اقتصادي. في الولايات المتحدة، تشير الأنباء إلى تزايد الثقة في أن البنك المركزي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في نوفمبر المقبل، مما قد يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط.

أسعار الفائدة المنخفضة تعني تقليل تكاليف الاقتراض سواء للمستهلكين أو الشركات، مما يمكن أن يشجع على النمو الاقتصادي ويزيد من الطلب على النفط.